أسماء لا يعرفها كثيرون، يشتركن جميعهن فى أنهن كن «ربات بيوت»، لم يعتقدن للحظة أنهن سيلدن أطفالا سيصيرون يوماً من الأيام رؤساء لجمهورية مصر العربية.. الرئيس الأول للجمهورية محمد نجيب، بعد حكم ملكى استمر 147 سنة، ولد لأم سودانية «زهرة عثمان» تزوجها والده بعد وفاة زوجته الأولى، ليُنجب من «زهرة» 3 أبناء هم محمد وعلى ومحمود، و6 بنات.. وعندما بلغ «نجيب» 13 سنة توفى والده، تاركا وراءه أسرة من 10 أفراد، شعر بالمسئولية مبكرا، ولم يكن أمامه إلا الاجتهاد للالتحاق بالكلية الحربية، واكتفت والدته بعد وفاة زوجها بأن تكون «ربة منزل»، وفقاً للكاتب الصحفى صلاح عيسى. الأم هى منبع الحنان، ومنها نستمد الأمان.. الرئيس جمال عبدالناصر (ثانى الرؤساء) حُرم من عطف والدته السيدة «فهيمة حماد» تلك المرأة الصعيدية الشامخة «ربة المنزل»، منذ أن كان فى العاشرة من عمره، أثر هذا على نفسيته، يقول عيسى: تجده فى خطاباته «عاطفياً قاسياً». «ست البرين» ربة منزل أخرى لم تكن تعتقد أنها تحمل داخل رحمها رئيس مصر الثالث، وفقاً ل «عيسى» فإن «السادات» حُرم هو الآخر من عاطفة الأمومة.. ويؤكد الكاتب حسنين هيكل فى كتابه «خريف الغضب»: السبب فى افتقاد السادات عاطفة الأمومة أن والده حينما سافر عام 1914 إلى السودان مع زوجته الجديدة «ست البرين» لم يكن مستعدا لمشاكل الولادة فكان كلما اقتربت «ست البرين» من موعد الولادة أرسلها إلى مصر فى رحلة مرهقة تستقل عبرها باخرة نيلية منحشرة وسط كم هائل من البهائم والبنى آدمين حتى تصل إلى الشلال وتواصل رحلتها سيرا حتى تصل إلى محطة القطار بأسوان ومن هناك تسافر إلى ميت أبوالكوم لتضع مولودها.. وفى مذكراته «البحث عن الذات» يقول السادات: تربيت على أيدى جدتى «أم محمد»، كانت سيدة قوية. والدة السادات -كما فى سطور (خريف الغضب)- تحولت إلى امرأة ثالثة، بعدما تزوج عليها والده مرتين، وأصبحت تؤدى خدمات المنزل ل«فطوم» الزوجة الثانية ول«أمينة» الزوجة الثالثة، ويقول هيكل: «يمكن تصور حالة الصبى أنور الذى كان مجبرا على رؤية أمه تعود إلى مستوى العبودية وتخدم البيت». «رضا الأم من رضا الرب»، حكمة مصرية متداولة تبرز ضرورة البر بالأم.. «نعيمة إبراهيم» أم رابع رؤساء الجمهورية (حسنى مبارك)، علاقتهما أصبحت فاترة وفقاً ل «عيسى»، كانت أمه فلاحة فى قرية كفر مصيلحة بمحافظة المنوفية، لم تتعلم وحاولت طيلة حياتها حتى وفاتها توفير قوت يومها، وذلك بمشاركة من زوجها «السيد مبارك» الذى كان يعمل حاجب محكمة، ويُضيف المؤرخ: «والدة مبارك لم تظهر خلال حياته السياسية ولم يذكرها ولا مرة فى خطاباته وحواراته، العلاقة تجمدت خاصة بعد التحاق مبارك بالكلية الحربية».. وتشير تقارير صحفية إلى أن والدة الرئيس السابق أقامت عام 1960 دعوى قضائية ضد نجلها (الرئيس السابق) تطالبه بمصاريف نفقة لعدم كفاية المعاش الضئيل من زوجها المرحوم، إلا أن «المخلوع» قرر التصالح قبل تحديد جلسة للقضية على أن يدفع لوالدته مبلغ 340 قرشاً شهرياً. يوم 22 نوفمبر عام 1978 وافتها المنية، وكان وقتها نائباً لرئيس الجمهورية ليظهر فى اليوم التالى نعى ضخم بجريدة الأهرام وينتهى بجملة أخيرة تقول «وأقيمت ليلة المأتم أمس ولا عزاء للسيدات.. العزاء تلغرافيا بعابدين». الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى.. المعلومات حول والدته غير كافية، لكن المصادر القريبة منه داخل قرية العدوة بمحافظة الشرقية أكدت أنها تدعى «منيرة عبدالدايم» وكانت سيدة بسيطة غير متعلمة ودائماً ما تساعد زوجها فى زراعة الأرض بقريتهم.. ورغم عدم تعلمها القراءة والكتابة فإنها كانت حافظة للقرآن الكريم.. وتُضيف المصادر: «كانت دائماً حريصة على حل مشاكل الناس.. ولم شمل العائلة فى ذلك المنزل القروى البسيط».. ويعتبر الدكتور محمد مرسى بالنسبة لوالدته الأقرب لها، وذلك بحكم أنه طفلها «البكرى»، ووافتها المنية فى شهر رمضان عام 2009.