جدد عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم "الدعوة السلفية"، دعوته للسلفيين المتعاطفين مع "الإخوان المسلمين" أن يراجعوا أنفسهم على ضوء المواقف والتصريحات الأخيرة الصادرة عن قيادات بالجماعة. جاء ذلك في سياق تعليقه على تصريحات حمزة زوبع، القيادي الإخواني بأن الجماعة كانت تعلم إبان اعتصام بأن الرئيس محمد مرسي لن يعود إلى السلطة لكنها كانت تستغل ذلك كورقة للتفاوض، وفي رده على المصالحة بين اثنين من دعاة الجماعة، وهما وجدي غنيم، وعصام تليمة، إثر تلاسنهما حول مسألة التكفير. وعلق الشحات في بيان نشره على موقع "أنا السلفي" حول تصريحات زوبع بأن "الجماعة كانت تقول: مرسي راجع بعد يوم أو بعد اثنين؛ لتحفيز الناس للحشد لتحسين شروط التفاوض"، قائلاً إن "الجماعة أدركت متأخرة أنها كان يجب عليها أن تتفاوض سياسيًّا، وهو التفاوض الذي كنا قد وضعناها على طريقه، فقابلوا هذا بدعوى التخوين". وأضاف أن "الجماعة منذ 30/6 ومنذ الإعلان الدستوري (وقبله بالطبع ولكن هذا ما يعنينا هنا) وهي تدرك الواقع متأخرًا ثم تحاول الرجوع إلى نقطة تجاوزها الزمان، مما يترتب عليه مضاعفة الخسارة، فهو هنا بعد 30/6 يدرك خطأ حساباته ثم يحاول العودة إلى 30/6 فيفعل كل هذه الكوارث". وفي إشارة إلى موقف "الدعوة السلفية" التي وافقت على إجراءات الإطاحة بحكم "الإخوان"، قال الشحات: "لعل هذا ما يفسر أننا كنا نقول: "الشرعية خط أحمر" ونطالب بإصلاحات معينة، ثم لما تأخرت الإصلاحات وتمت 30/6 طالبنا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما استشكل على البعض، ولكن الجماعة انتظرت حتى تمت 3/ 7 ثم وضعت أبناءها والمتعاطفين معها، وغررت بهم؛ لتعود بالأوضاع إلى حالة مساء يوم 30/ 6". واعتبر أن "توصيف الجماعة المعلن لحلف 30/6 أنه كله من الشيوعيين والعلمانيين ...إلخ، هو الآخر توصيف يشبه تصريحات عودة مرسي بعد يوم أو يومين، وأن مَن كان يذهب ليجاهد هؤلاء كان في الواقع يستعمل لتمكين هؤلاء؛ لأن -وفق حسابات الجماعة- هؤلاء أهون عليهم مِن الجيش". وقال إن "شعارات البيعة التي تمت لمرسي في الأعناق إلى آخر هذا لم يكن لها محل مِن الإعراب". وذكر أن "وعود الإخوان الانتخابية لكل فريق كانت تخالف وعودهم للفريق الآخر، فبينما كانت مؤتمرات الانتخابات الرئاسية تهتف "على القدس .. رايحين .. شهداء بالملايين" مع أن كل عاقل يعرف أن هذه القضية لا يمكن أن تحدث في ولاية رئاسية كهذه". واستدرك: "لكن الأمر لم يقف عند حد استعمال هذا الشعار لخداع بعض المؤيدين، وإنما كان تطبيق هذا الشعار بعد الوصول إلى الرئاسة هو دعوة د. عصام العريان رئيس الكتلة البرلمانية لهم في مجلس الشورى اليهود المصريين للعودة إلى مصر، واسترداد أملاكهم"! فيما علق على الصلح بين الداعيين الإخوانيين وجدي غنيم وعصام تليمة، بعد أن نشب بينهما خلاف إثر رفض الثاني للجوء الأول إلى تكفير للسلطة الحالية والموالين لها، مستنكرًا عليهما "أنهما لم يبينا للناس من منهما كان المصيب ومن منهما كان المخطئ"، موضحًا أن "معركة كهذه لا يصلح فيها العناق والصور؛ لأنها قضية فكرية منهجية". ورأى أن "مشهد العناق بين وجدي وتليمة بعد هذه المساجلة الفكرية بينهما تلخص آفة مِن أكبر آفات الجماعة منذ نشأتها ومنذ أن اختطَّ الأستاذ البنا رحمه الله مبدأ محاولة الجمع بين المتناقضات، فعرَّف جماعته بأنها دعوة سلفية وحقيقة صوفية". واتهم المتحدث باسم "الدعوة السلفية"، حسن البنا مؤسس "الإخوان المسلمين" بأنه "وضع بذور التكفير حينما رسَّخ لدى الإخوان أن إسلامهم أشمل من إسلام غيرهم، وأن إيمانهم أكمل مِن إيمان غيرهم، ومن ثَمَّ نشأت حالة الاستعلاء لدى الفرد الإخواني، وهي حالة يوشك أن تصل به إلى التكفير". وأضاف "أن فكر الإخوان بقي قابلًا وحاملًا لكل أطياف التكفير الأخرى وهذا ما ظهر بعد 30/ 6 حيث تبنَّت رموز مِن الجماعة أو مِن المحسوبين عليها أو مِن الضيوف الدائمين في قنواتها درجات متفاوتة مِن الفكر التكفيري منهم وجدي غنيم ويليه محمد عبد المقصود صاحب فتوى صلاة التراويح في البيت، وإعادة صلاة الفريضة لمن صلاها خلف إمام مِن الدعوة السلفية أو مِن الأوقاف". وتابع الشحات: "بينما بقى هناك مَن يرفض التكفير؛ منهم عصام تليمة مع أنه نظر للسب والشتم بألفاظ فيها قذف، مما يدل على أنه لم ينجُ مِن تلك البذرة الخبيثة التي تورث صاحبها تساهلًا بحقوق الآخرين، وإن لم يصل إلى درجة التكفير الصريح". ومضى متسائلاً: "فهل يا ترى لا يزال موجودًا مِن إخواننا مَن يُنكر علينا أننا التزمنا بالضوابط الشرعية في تقدير الواقع، وتنزيل الحكم المناسب له عليه، والالتزام بالثوابت السلفية في مسائل ضوابط التكفير ومسألة المصلحة والمفسدة، وإن أغضب ذلك الجماعة أو صادم العاطفة عند البعض". وأعرب عن أمله في أن يتجه شباب الإخوان إلى إجراء مراجعات "يستعيد بها أنصار الجماعة منهجها السلمي الإصلاحي الذي ميَّزها في أفضل فتراتها ازدهارًا، وأن يتبرءوا مِن منهج التكفير والصدام الذي كان دائمًا سببًا في محن الجماعة المتتالية".