دَعَا فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمشرف العام على مؤسّسة "الإسلام اليوم" إلى نصرة وإغاثة الشعب السوري أحد قلاع وحصون الإسلام في بلاد الشام، وإنقاذه من حملات الإبادة التي يتعرَّض لها على يد النظام الحاكم، محذرًا من إطالة الجامعة العربيَّة في البحث عن حلّ لهذه القضيَّة في الوقت الذي تملأ فيه الجثث والأشلاء شوارع سورية. وأعرب فضيلة الشيخ سلمان في مداخلته الهاتفيَّة أثناء حملة النصرة لإغاثة سوريا والتي عُقدت بالقاهرة عن قلقه الشديد لما تعيشه سوريا وشعبها المسلم في هذه المرحلة الخطرة، قائلا: "قلوبنا وأبصارنا لم تعد قادرةً على مشاهدة الجثث والضحايا والأشلاء، وآذاننا أيضًا لم تعد قادرة على سماع الصراخ والبكاء والعويل، قصص الأطفال ومآسيهم، قصص النساء، قصص الشيوخ، انتهاك الأعراض والحرمات". وأضاف: "العدوان حتى على جانب الألوهيَّة فضلاً عن جانب الإنسانيَّة أصبح يتحدث عن معاناة لا عهد للشام بها، وأنها جزء من ضريبة المطالبة بالحريَّة". وشدّ العودة من أزر الشعب السوري، مذكرًا إياهم بقوله تعالى: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ) . وطالب فضيلته الشعب السوري بانتهاز هذه الفرصة التاريخيَّة السانحة للتحرر من قبضة الظلم.. وقال: "فهنا سنحت فرصة تاريخيَّة للناس أن يتحرروا من هذه القبضة الظالمة، في حلقة من حلقات الربيع العربي الواعد"، مطالبًا بألا يتراجعوا في مواجهة "نظام بائد ينتمي إلى الحقبة الشيوعيَّة الهالكة في نظام الحزب الواحد، والذي تحول بدوره إلى نظام عائلي وأصبح يستحوذ على المال وعلى الإعلام وعلى السلطة وعلى القرار، وحاول أن يحوّل الناس إلى مجرد عملاء للآلة الأمنيَّة يتجسّس بعضهم على بعض، ويخيف بعضهم بعضًا. واستغرب العودة من تباطؤ الجامعة العربيَّة في تعاملها مع الملف السوري، وقال: "مجرد الحديث عن بعض المناصرات السياسيَّة من خلال لقاءات جامعة الدول العربية على سبيل المثال التي تعقد اللقاء بعد اللقاء والموعد بعد الموعد، وكأن الأمر يتحمل مثل هذا النفس الطويل! بينما الناس هنا تقتل والأرواح تزهق والدماء تنزف والمدن الواحدة بعد الأخرى.. تتحدث عن حمص، أم تتحدث عن حماة، أم تتحدث عن دير الزور، أم تتحدث عن دمشق، أم تتحدَّث عن..؟ كل مدينة تتحدث عن معاناة طويلة وعن آلام وجراح". وأضاف العودة: "حقيقة أن الكلمة الطيبة لها أثرها ولها اعتبارها، والدعاء للشهداء والدعاء للجرحى، والدعاء للذين يقفون ضدّ هذا العدوان هو أقل ما يمكن أن يقدمه وليس هو بقليل".