تسرع بعض الفقهاء وأصدروا الفتاوي حول حزب الله وكأنهم يوزعون صكوك الغفران ويبشرون بالجنة.. وانقسم الفقهاء بين سني وشيعي ونسوا جميعا ان الاسلام في محنة وان المسلمين في كارثة وان حزب الله يدافع عن بقاء أمة. وهذه رسالة تتناول هذه الفتاوي التي جاءت في الزمن الخطأ ولم يكن لها ما يبررها علي الإطلاق. الأستاذ.. يقول الله عز وجل: "ولا تهنوا في ابتغاء القوم، إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، وكان الله عليما حكيما" (النساء - 104). آية معجزة.. وكأنها نزلت من السماء في أيامنا هذه وليس منذ اكثر من 1400 سنة. آية تقيم صلب كل مجاهد ومكافح من اجل دفع قهر الظلم والطغيان، تنبهه الي الصبر فالعدو يتألم مثل تألمنا تماما، ولكننا نرجو من الله ما لا يرجوه العدو الصهيوني، فهو العليم الحكيم. فتاوي الخزي والخنوع للاحتلال ليست جديدة، فلنرجع الي التاريخ المصري، نجد فتوي مماثلة لتلك التي صدرت عن مفتي السعودية لقبت أحمد عرابي بالعاصي والخارج عن ولي الأمر! رغم أن (John Marlowe) في كتابه "تاريخ النهب الاستعماري لمصر" يلقب عرابي بانه زعيم الحركة المصرية الشعبية.. حزب الله بادر الي ضرب العدو قبل ان يستكمل العدو الانجلوصهيوني حصار حزب الله كما حاصر حماس. هل نطالب حزب الله بضبط النفس؟ هل نطالب حسن نصرالله بالانتظار حتي يتم حصاره هو ورجاله ليتم تقتيلهم وأسرهم؟!! راجعوا تاريخ مصر ستجدون "جلادستون" رئيس وزراء بريطانيا يقول وجيوشه تغزو مصر وتحتلها لاكثر من 70 سنة - نجده يقول: "علينا ان نقيم حكم القانون في مصر مقام العنف العسكري" وكأن العبارة تتردد من فم بوش أو بلير في أيامنا هذه. لدينا قتلي ابرياء من مجاهدي حزب الله ومن المدنيين، ولكنهم شهداء. ألا نؤمن بالجنة وأن الشهداء أحياء عند الله يرزقون. المهم أننا يجب ان نواجه العدو وندعم اخواننا الذين تمكنوا من مواجهته لا أن نخذلهم. فلا تهنوا ولا تحزنوا.. نصر الله قريب.. يا لبنان، اصمدي! محمد السعودي أحمد تقي الدين محام - الإسكندرية