فراج إسماعيل عجبت بشدة للتلميحات التي صدرت من أحمد شوبير وأيمن يونس في تحليل مباراة الكاميرون وتوجو، بخصوص المنتخب الوطني، وكيف فهمت وفهم غيري أن الاثنان ينتظران للأسف الشديد سقوط المنتخب رغم انهما عضوان في مجلس ادارة اتحاد كرة القدم الذي من المفروض أنه مشرف على الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة الذي يتوقعان اخفاقه! لم يكن أيمن يونس نجما في يوم من الأيام، وتحليله بصراحة دمه بارد ولا يحمل أي مضمون، أما أحمد شوبير فقد نسي دوره وتفرغ للبرامج في تليفزيون الدولة الرسمي وفي قناة دريم "الخاصة" ولم تنسه المهمة الوطنية التي يقودها شحاتة عداءه له، وأراءه الغريبة التي يشاركه فيها زميله مجدي عبد الغني، حتى أن الأخير برأ اتحاد الجبلاية مقدما في لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب من نتائج المنتخب لأنه لم يأت به، ولم يكن الوقت يسمح باستقدام مدرب آخر! ما يتعرض له شحاتة في ذروة خوضه معركة الحصول على الكأس أمر لا يطاق، فهل هذا يصح لمجرد تصفية الحسابات الشخصية، وإذا كان ذلك مرفوضا من بعض الصحفيين الذين يهاجمون بالباطل وينفثون سموم حقدهم لصالح أطراف معينة، فكيف يكون الحال بعضوي مجلس ادارة الاتحاد الذي سينسب له نجاح منتخب مصر في الحصول على الكأس الأفريقية ان شاء الله؟! نتمنى من التليفزيون الحكومي أن يلفت نظر شوبير الى ذلك، فلا وقت للمهاترات. يجب أن نقف جميعا وراء شحاتة في هذه المهمة، فإذا أخذناها فالحمدلله، وإذا خرجنا فتلك هي كرة القدم، والرجل اجتهد في حدود امكانياته، والمنتخب قدم مباريات جيدة، وليس بهذا السوء الذي كتبته بعض الأقلام وتحدث به محللون جهايذة من عينة أيمن يونس! بعض الصحفيين المصريين يروجون للأسف لخلافات شديدة وأزمة عنيفة في معسكر المنتخب بعد مباراة المغرب، وأن اللاعبين الذين لم يلعبوا وجهوا انتقادات شديدة لحسن شحاتة، وأن بعضهم طلب بأن يكون لهم دور في مباراة اليوم أمام كوت ديفوار، مثل حسام حسن، الذين تحدثوا باستفاضة عن مناوشاته مع طارق السيد وغيره، وعن غضب ميدو من تغييره في مباراة المغرب! نسي هؤلاء الصحفيون أننا لم نفز على المغرب في القاهرة من عشرين عاما، وأن منتخبها الذي قابلناه وتعادلنا معه في المباراة الأخيرة، يعتبر منتخبا ذهبيا بنجومه الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الصعود لنهائيات كأس العالم في المانيا. ان المباراة الأخيرة هي من أفضل المباريات التي أداها منتخبنا أمام المغرب، فقد كانت كلمتنا هي العليا، وأداؤنا هو الأفضل، وكانت تمريرة بركات لمتعب هدفا مضمونا، لكن هذا هو حال الكرة! إننا لم نخسر من تعادلنا مع المغرب، بل هم الخاسرون. لم نفقد أعصابنا ونتوتر كما هو حال جميع مبارياتنا السابقة مع دول شمال أفريقيا، بل لعبنا بنضج وهدوء ولم نستفز وقبضنا على ورقة التعادل، وهي لصالحنا بعد أن فشلنا في الفوز على عكس المغرب التي تعتبر تقريبا خارج البطولة إلا إذا حدثت معجزة! بعد انتهاء المباراة بدأ المغاربة حربا نفسية ضد مدربهم السابق هنري ميشيل، وهو للعلم يحمل الجنسية المغربية التي كان الملك الراحل الحسن الثاني قد وهبها له لنجاحه الكبير مع هذا المنتخب. يزعمون في هذه الحملة أنه صرح بأنه سيرد الجميل لأهله، يقصدون بذلك أنه سيجامل مصر لأنها اتاحت لمنتخب كوت ديفوار الوصول الى نهائيات كأس العالم بتعادلها مع الكاميرون على أرضها، وهذا بالطبع كلام فارغ يجب ألا يصدقه لاعبونا أو جهازنا الفني، فميشيل من أفضل المدربين الفرنسيين في أفريقيا، ولا يمكن أن يصدر منه تصريح مثل هذا، وقد رد سريعا بأنه سيلعب للفوز أو التعادل لاثبات جدارة فريقه بالحصول على الكأس، بل قال إنه يستعد لمصر استعدادا خاصا لأنه يعرف قوة هذا المنتخب وامكانياته وانه من المنتخبات الكبيرة. إن مباراة اليوم هي مباراة ثأرية بالنسبة لنا، فهي بطولة خاصة أمام الأفيال التي يقول مدربهم ميشيل أنها لا تخسر ولا تقهر مهما كان الفريق المقابل. فاذا لعب شحاتة على الفوز فسيتحقق له ذلك أو على الأقل سنخرج متعادلين وراضين عن الأداء، وهنا نقابل الكاميرون أو الكونغو، لا يهم لأننا ننافس على البطولة! نجاح شحاتة يبدأ من قدرته على اختيار تشكيل البداية والدفع بكل أوراقه، ومراقبة مفاتيح الفوز عند الايفواريين واهما دروجبا وهارونا، والتركيز الكامل سواء من جهازنا الفني أو اللاعبين. لو فزنا اليوم فالبطولة ستكون هي طريقنا.. والفوز يأتي بالفوز وسنمضي الى منصة التتويج وهي قريبة جدا، لكن علينا أن نكون واثقين من أنفسنا وألا نلتفت الى اشاعات واكاذيب وتحليلات المصريين الذين ينتظرون سقوط منتخبهم، فهم أبعد ما يكونون عن الوطنية والانتماء! [email protected]