الشكر هنا سببه أن أكثرهم كان كبيرًا شامخًا فى مواجهة حملة التخويف التى يشنها إعلاميون مسلمون يمسكون بمفاصل الإعلام المصرى، عقب الأغلبية الكبيرة التى حصل عليها مرشحو التيار الإسلامى فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب. أغضب المهندس نجيب ساويرس المسيحيين المصريين بشدة عندما ذهب إلى كندا وأدلى بحوار تليفزيونى تحدث فيه عن رغبته فى الخروج مع ابنه ليسكرا سويا، فربما يحظر الإسلاميون الخمور فى مصر، وأفاض فى الحديث عن زوجته التى ترتدى ملابس – حسب قوله – للفت أنظار الناس فى الشارع ولن توافق على تقييد حريتها! ويوم السبت خرجت علينا مجلة حكومية يسارية بتحقيق مع رموز قبطية ظنا بأنهم صيدها الثمين فى حفلة التخويف.. لكن كل الإجابات خذلتها خذلانا مبينا، وهذه نماذج منها.. الدكتور أكرم لمعى قال: الكنيسة متمسكة بهويتها المصرية وبالوطن وترفض الهجرة وتعمل على فتح قنوات اتصال وتبادل لوجهات النظر بين الأقباط والإسلاميين بعد الثورة، فمثلا عقدت الكنيسة الإنجيلية مؤتمرًا حضره مجموعة من السلفيين والدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وقدموا أفكارهم وتناقشنا فيها، فالأشياءالمشتركة بين المسلمين والأقباط أكثر من الخلافات. وقال السياسى المعروف جمال أسعد: لن يترك قبطى أرض مصر ومن يروج لهذه الشائعات هم الذين يتاجرون بالمشكلة القبطية حتى لا تخسر تجارتهم التى يربحون منها بتنفيذهم لأجندات أجنبية، كما أن التيارات الإسلامية عندما تصل إلى الحكم ستفتح خطوطا مع كل أطياف المجتمع بمن فيهم الأقباط. وبكلمات راقية قال القمص صليت متى ساويرس كاهن كنيسة مار جرجس: الأقباط والمسلمون يعيشون على أرض مصر منذ الفتح الإسلامى رغم حدوث الكثير من المشاكل ومازالوا موجودين فمن يترك وطنه تسقط حياته والذين يفكرون فى الهجرة لديهم ضعف فى الإيمان. ويضيف فى فقرة أخرى: نحن نعلم أن المسلمين أيا ما كانت توجهاتهم، يضعون النماذج الجيدة من الصالحين أمام عينهم ولهم فى الرسول أسوة حسنة. أمين اسكندر أول نائب قبطى يدخل البرلمان الجديد بالانتخاب بترشحه على رأس قائمة حزب الحرية والعدالة تحدث هو الآخر بكلمات تحمل آمالا بمستقبل مشترك أكثر تسامحًا ولقاء عما كان فى عهد مبارك.. فقد قال إنه قبل الترشح على قائمة حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان من أجل القضاء على الخندقة الطائفية التى تكرست فى مصر، ومع ذلك إذا جاء الإسلاميون من خلال انتخابات ديمقراطية سيقبل الجميع لكن المرفوض هو الانقلاب على الشرعية الدستورية. الإجابة الصادمة للمجلة لأنها لم تتوقعها جاءت من الدكتورة منى مكرم عبيد، التى بدت إجابتها كأنها تلومهم على هذا التفزيع بقولها "أنا شخصيا أرى أن ذلك استباق للأحداث وفيه نوع من أحداث القلق والبلبلة وإشاعة جو من الإرهاب بين المصريين". وكذلك إجابة الدكتورة جورجيت قلينى التى ظنوها ستندفع إلى التخندق الطائفى فإذا بها ترد عليهم: المصريون شعب واحد والأقباط جزء من نسيج هذا الشعب، وبالتالى ما يسرى على المصريين سيسرى على الأقباط لأننا لا يمكن أن نفرق بين الطرفين.. أما بالنسبة لى على المستوى الشخصى فإن احتمال وصول الإسلاميين للسلطة لا يقلقنى كثيرا لأننى أرى أن الشريحة العريضة من المسلمين لا تنتمى لتيارات دينية وبالتالى ستكون حريصة على مواجهة أى مساوئ أو سلبيات . [email protected]