دعت التيارات الإسلامية في مصر للتكاتف ووحدة الصفّ من أجل مصلحة البلاد وشعبها والخروج من المرحلة الراهنة الصعبة التي تمر بها، وذلك بعد مخاوف من حدوث فرقة بين الإسلاميين عقب ظهور نتائج المرحلة الأولَى من الانتخابات البرلمانية. وجاء هذا خلال ندوة نظّمها "المنتدى العالمي للوسطية" في مصر تحت عنوان" التيار الإسلامي.. وحدة وإخاء"، لتحليل المشهد الانتخابي وبحث وحدة الإسلاميين، مساء أمس السبت بمسجد المدينةالمنورة بحي فيصل في الجيزة . وأكّد طارق الزمر، القيادي في الجماعة الإسلامية أنّ الشعب المصري يتوجه للمشروع الإسلامي بعد الثورة، ولابدَّ من التعاون بين الإسلاميين وغيرهم للمحافظة عليها وعدم التفريط فيها وحمايتها، والمحافظة على وحدة الصف ليس الإسلامي فقط، ولكن تلاحم كل الصفّ المصري مسلم ومسيحي. وأوضح الزمر أنّ الثورة تتعرّض اليوم لمخاطر كثيرة "تحتاج من المزيد من التكاتف، وأن يقف الجميع صفًّا واحدًا حتى نستكمل أهدافنا، وإلا وقعت الثورة مرة أخرى في أيدي استبداد جديد كالنظام السابق". وقال: "دخول البرلمان واجب حثّ عليه الإسلام والثورة" كما شدد على أن وحدة المسلمين واجبة؛ لأن حرمة الفرقة بين الإسلاميين حرمة عظيمة، لافتًا إلى أن العمل السياسي من أخطر أسباب الفرقة، والكثيرون حذّروا من دخول الانتخابات لأنها يمكن أن تفرق المسلمين في المشروع الإسلامي، ولكن أصبح من الواجب الدخول في البرلمان للحفاظ على هذا المشروع. ومن جانبه قال محمد الكردي مرشح حزب "النور" السلفي: "إنّ الأحزاب قامت بعد الثورة من أجل تحقيق مصالح الشعب المصري، وكان لابدَّ من وجود فصيل إسلامي للعمل السياسي، وليس هناك تقاتل مع أي حزب ولكن هذا أمر طبيعي بحكم المنافسة". وأوضح الكردي أنّ الإسلاميين دخلوا السياسة من أجل خدمة الوطن، مشددًا على أنه لا يوجد فرقة بين الإسلاميين، ونعمل جاهدين متنافسين من أجل مصر، مشيرًا إلى أنّ نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية أظهرت أنّ الشعب المصري يريد العودة إلى الإسلام والإسلاميين. كما قال خالد الشريف أمين عام منتدى الوسطية: "إنّ النجاحات الباهرة التي حققها التيار الإسلامي في المرحلة الأولى للانتخابات تستوجب شكر النعمة.. وشكر النعمة يكون بالوحدة والاعتصام بين أبناء التيار الإسلامي". وحذّر الشريف التيار الإسلامي من "الشقاق والخلاف الذي يورد المهالك والفشل مصداقًا لقوله تعالى: { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}. وحضر المؤتمر مصطفى كمشيش ممثلاً عن حزب الحرية والعدالة والدكتور عادل هندي المدرس المساعد بكلية الدعوة بجامعة الأزهر الشريف، والفنان القدير وجدي العربي.