أعرب الدكتور عز الكومى، عن رفضه للمبادرات التى طرحها بعض السياسيين ولا تتضمن عودة ما وصفها ب"الشرعية"، أو الرئيس محمد مرسي، واصفا إياها بجزء من المؤامرة التى حاكها نظام 3 يوليو، ضد الشعب ليقبل بالأمر الواقع على طريقة أشتون وكيرى وسفراء الاتحاد الأوروبى- حسب قوله. وقال "الكومي" فى مقال له بعنوان "سناريوهات أيمن نور واللعب على المكشوف": "منذ وقوع ما وصفه ب"الانقلاب" على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى وتقويض التجربة الديمقراطية وإعادة مصر للوراء سنوات ومنذ ذلك الحين تظهر من وقت لآخر مبادرات وأطروحات لحل الأزمة التى تسبب فيها العسكر الذين لم يتورعوا عن استخدام كل أساليب القمع والتنكيل بالمعارضين حيث المذابح والمجازر ضد المعتصمين فى رابعة والنهضة والمتظاهرين واعتقال وتشريد الآلاف وسلخانات التعذيب فى أقسام الشرطة وأقبية السجون والاختفاء القسرى والتصفية الجسدية بدم بارد". وأورد الكومي، عدة مبادرات لم تتضمن صراحة عودة الرئيس "مرسي" قال أولى هذه المبادرات كانت مبادرة وزير الإعلام الأسبق الدكتور أحمد كمال أبو المجد والذى طرح مبادرة يسوى فيها بين الجانى والضحية ولذلك اعتبرته جماعة الإخوان على إثرها أنه غير حيادى وأنه أغفل عودة الرئيس مرسى وعودة دستور 2012. وتابع الكومي: "كما صدرت مبادرة من المحامى عمرو عبد الهادى ومن معه والتى حملت عنوانا (إحنا الحل) والتى اعتبرت قضية القصاص للشهداء والمصابين ومعتقلى الرأى كافة هى المحرك الأول والأخير ونقطة الانطلاق لكل حراك يناهض النظام والتأكيد على أن القيادة الحقيقية لابد وأن تكون للشعب". وأردف القيادى الإخواني: "ولا وصاية عليه من أحد والعودة لدستور 2012 على أن يقوم الدكتور مرسى بتفويض صلاحياته لأيمن نور، وتعيين عدد من الوزراء ومن كل الأطياف وتشكيل مجلس قومى لحقوق الإنسان من ضمن أعضائه البرادعى وتشكيل لجنة برئاسة عمرو حمزاوى لتعديل الدستور لكنها ولدت ميتة لعدم واقعيتها". واستكمل: "ثم كانت هناك مبادرة من عبد المنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية تضمنت إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى مصر وتشكيل حكومة كفاءات انتقالية مستقلة وتعيين رئيس حكومة جديد على أن يكون شخصية توافقية مستقلة غير منحازة وتضمنت تفويض رئيس الجمهورية صلاحياته إلى رئيس الحكومة ونقل صلاحيات التشريع لمجلس الدولة على أن تقتصر مهمة مجلس الدولة على تعديل القوانين المعيبة وإصدار القوانين المتعلقة بتحقيق قواعد العدالة الانتقالية المتعارف عليها دوليا وتمهيد الأجواء وتسهيل السبل وتذليل العقبات أمام تحقيق عدالة انتقالية حقيقية ورفضت من الجميع فى حينها لأنها فضفاضة وغير ممكنة التحقيق لأنه جعل "السيسي" مقاول انقلابات- حسب وصفه" . ومضى بقوله: "كما أن باسم خفاجى طرح فكرة التيار الثالث عندما قال: نعم مصر بحاجة لتيار ثالث لا يرتبط بإخوان ولا بعسكر ولا بغيرهما بل يرتبط بالشعب فقط يصعد عبر حماية المعتقلين وحياتهم لا عبر إعدامهم". ثم ركز الكومي، على مبادر "أيمن نور"، زعيم حزب غد الثورة، قائلاً: "أحدث هذه الأطروحات هى أطروحة أيمن نور والتى جاءت تحت شعار من هو بديل السيسي؟ لكن المتابع يرى أن أيمن نور لم يجرؤ على التصريح باسم هذا الشخص البديل وراح يستخدم التورية والتلميح على طريقة (كليلة ودمنة ودبشليم الملك وبيدبا الفيلسوف) أو نهج علاء الأسوانى لما تحدث عن إيجار الشقة"، وبشر "نور" خلال أطروحته بأن السيسى سيرحل مع أول اصطفاف وطنى بين قوى المعارضة وعلى طريقة فوازير الجدات عندما كانت تسألنا ونحن صغار(ما هو الشيء إللى عدى البحر ولا تبلش ) مثل قوله شخص مدنى ذو توجهات عسكرية أو شخص عسكرى كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول للرئاسة- حسب قوله. وذكر الكومي، السيناريوهات الأربعة التى تضمنتها الأطروحة وهى "عودة الدكتور مرسى سواء لاستكمال مدته أو لإجراء انتخابات مبكرة أو تفويضية لغيره، وتولى رئيس مدنى مؤقت يجرى انتخابات رئاسية مبكرة خلال عام يتولى فيها حلحلة تعقيدات المشهد السياسى والحقوقى ويعيد تخطيط الملعب وفقاَ لقواعد الديمقراطية لتحقيق بيئة مناسبة لانتخابات رئاسية جديدة وعدالة انتقالية ناجزة وإعمال لدولة القانون ولكل استحقاقات ثورة يناير، تولى رئيس عسكرى مؤقت كمرحلة انتقالية وفقاَ لذات الأجندة المحددة والواردة فى شأن الرئيس المدنى بالبند ثانياَ، والتوافق على إدارة عسكرية مدنية للمرحلة الانتقالية فى ظل أجندة وطني، محددة سلفاَ ويجرى الاستفتاء عليها فى إطار مشاركة سياسية واسعة وجامعة". وتابع: "أما عن السيناريو الخامس الأخير- والأقل احتمالاً- من سابقيه هو أن يكون بديل السيسى هو رئيس الحكومة أو رئيس البرلمان وفقاً لأحكام المادتى 160 و 161 من الدستور الحالي". وزاد الكومى قائلاً: "فات أيمن نور أن يقول لنا كيف يكون الاصطفاف الوطنى بين قوى المعارضة وهى من أيدت "الانقلاب" وهتفت بسقوط الإخوان الفاشى هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ما لذى يمنع هذه القوى من الاصطفاف، والحراك موجود فى الشارع منذ 3 يوليو وهناك من يدفع الضريبة من دمه وحريته والجميع مازال ينتظر فى مقاعد المتفرجين". وأكد، أن أيمن نور يتحدث عن سيناريوهات كلها تكاد تكون مستحيلة فى ظل حالة الانسداد السياسى التى أوجدها النظام وكان "نور" قد طرح من قبل فكرة الانتخابات المبكرة أى انتخابات يمكن أن تتم فى حكم العسكر وإشراف القضاء الشامخ؟- حسب قوله. واختتم قائلاً: "أنا بدورى أعتبر كل من يطرح مبادرة لا تتضمن عودة الشرعية وعودة الرئيس المنتخب هو جزء من المؤامرة التى حاكها العسكر ضد الشعب المصرى ليقبل بالأمر الواقع على طريقة أشتون وكيرى وسفراء الإتحاد الأوروبى".