قررت أحزاب المعارضة الرئيسية في مصر ، (التجمع الوطني التقدمي الوحدوي والوفد ، والعربي الديمقراطي الناصري ) ، مقاطعة الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور المصري، ودعوة الناخبين إلى عدم المشاركة في التصويت من المقرر إجراؤه في الخامس والعشرين من مايو الحالي . وهذه الأحزاب تعد عصب المعارضة الرسمية في مصر في ضوء تجميد الحكومة لنشاط حزب العمل الإسلامي ، ورفضها منح جماعة الإخوان المسلمين ترخيصا بإنشاء حزب سياسي . وأرجعت الأحزاب قرار المقاطعة ، الذي من المنتظر إعلانه في مؤتمر صحفي اليوم ، إلى أن "النص المفروض أفرغ التعديل من أي مضمون جاد " . واعتبرت أن " المشاركة في الاستفتاء إضفاء للشرعية على نص لا يحقق طموحات الشعب " . وكان رؤساء الأحزاب الثلاثة الدكتور رفعت السعيد (التجمع)، والدكتور نعمان جمعة (الوفد)، وضياء الدين داود (الناصري)، قد عقدوا اجتماعاً أول أمس، خصص لمناقشة التطورات المترتبة على " على إصرار الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، على إجهاض كل أمل في وضع نص دستوري ملائم وعادل من خلال تعديل المادة 76 من الدستور ". وتجنب زعماء الأحزاب الثلاثة التطرق لمسألة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمه ، وذلك في ضوء استمرار المشاورات داخل كل حزب على حدة، لكنهم أكدوا في بيانهم اتفاقهم على مواصلة التشاور والتنسيق في شأن بقية الملفات، للحفاظ على موقف موحد "في هذه المرحلة العصيبة " . واعتبر البيان أن النص المقترح للتعديل الدستوري سيفرض على الأحزاب والمستقلين قيوداً شديدة في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها سنة 2011 ، ويفتح الباب أمام تلاعب الحكم في الانتخابات البرلمانية، ليجعل من حصول الأحزاب غير المرغوب في ترشيحها على النسبة المقررة أمراً مستحيلاً. ويذكر أن النص المطروح للاستفتاء يعفي الأحزاب من شروط الترشح في انتخابات سبتمبر المقبل، ويفرض عليها الحصول على نسبة 5% من مقاعد مجلسي الشعب والشورى شرطاً للترشح في الانتخابات التالية، كما يلزم المستقلين الحصول على توقيع 250 عضواً منتخباً في مجالس الشعب والشورى والمحليات. وفي السياق ذاته ، كشفت مصادر مطلعة أنه تم استبعاده أيمن نور رئيس حزب الغد من الاجتماع الثلاثي لقادة المعارضة، في تأكيد لاستمرار نهج تصفية الحسابات السياسية بين نعمان جمعة رئيس حزب "الوفد " ونور ، مما أدى إلى خروج الأخير من دائرة التنسيق الحزبي رغم توحد المواقف . من ناحية أخرى ، قرر المكتب السياسي لحزب التجمع المصري المعارض تأجيل قراره في شأن مشاركته في الانتخابات الرئاسية في سبتمبر أو مقاطعتها، واستطلاع آراء قيادات الحزب في هذا الشأن في المحافظات المختلفة. وأشارت مصادر مطلعة داخل الحزب إلى أن الاجتماع الذي عقده المكتب أمس واستغرق أربع ساعات شهد جدلاً حاداً في خصوص الانتخابات الرئاسية، وأظهرت المؤشرات الأولية موافقة غالبية الأعضاء على الدفع بمرشح للانتخابات، غير أن الخلافات كانت واسعة حول إمكان ترشيح زعيم الحزب خالد محيي الدين أو التقدم بمرشح آخر.