نبارك للشعب المصري افتتاح " قناة السويس الجديدة " ... ونتمنى نجاح المشروع في زيادة الايرادات من النقد الأجنبي .. ويجب توجيه تلك الزيادة للإنفاق على تحسين الخدمات المقدمة للشعب المصري وتحسين مستوى المعيشة والا تذهب الى مرتبات أشخاص بعينهم وفئات بعينها ولا يستفيد منها الشعب ... فالشعب يحتاج لمن يحنو عليه ... وخلال الايام الماضية تابعت ما دار ولا يزال من خلاف حول مسمى مشروع " ازدواج قناة السويس" وهو جدل بيزنطي لا يفيد الشعب فالملك السابق فاروق سبق وان سمى الازدواج قناة ، والرئيس المخلوع حسني مبارك سماه " تفريعة" ... ما المشكلة ؟!!!!
من الواضح ان الجدل حول مسمى المشروع هل هو قناة جديدة ام تفريعة هو جدل بيزنطي عقيم لا طائل من وراءه سوى رفع درجة سخونة الصراع السياسي في البلاد .. ولا مصلحة للشعب او الوطن من هذا الجدل حول توصيف المشروع وتسميته فما يهم الناس هو العائد المادي للمشروع وليس اسمه . فمثلا الملك السابق فاروق عمل ازدواج " تفريعة " في منطقة من قناة السويس وأطلق عليها اسم قناة فاروق الاول ... وافتتحها عام 1951 وأصدر طابع بريد بهذه المناسبة ... ولم نقرأ ان احدا من الخبراء اعترض على تسمية التفريعة باسم " قناة " ...فهذا ليس المهم ،،،بل المهم هو جوهر المشروع .... ومبارك نفذ اكثر من مشروع مشابه لكن أسماه تفريعة وليس قناة ... لذلك التسمية ليست مهمة في حد ذاتها با المهم العائد من المشروع ... والعلماء قالوا (لا مشاحَّة في الاصطلاح) ، و معنى تلك القاعدة : أن الخلاف إذا كان واقعًا في الأمور الاصطلاحية والمسميات فإنه لا ينبني عليه حكمٌ، ولا اعتبارَ به طالما هناك اتفاق على المعنى . فهناك اتفاق على معنى المشروع وهو ازدواج جديد في قناة السويس في منطقة معينة لكن الخلاف حول تسمية هذا الازدواج هل هو قناة او تفريعة ؟ وهذا الخلاف لا اعتبار له ولا قيمة له ... لان الثابت ان ثمة ازدواجا حدث في مجرى قناة السويس ... وهذا هو المهم والذي لا ينكره احد ، كما انه سبق كما قلنا وان أُطلق على الازدواج اسم قناة في عهد فاروق وأطلق على الازدواج اسم تفريعه في عهد مبارك .
والعقلاء الذين يحبون وطنهم لا يشغلهم كثيرا الخلاف على المسمى فهذا متروك للعوام من الشعب من المتصارعين سياسيا الذين لا يجدون ما يشغلهم اما المثقفون والمحبون لبلدهم فيركزون فقط على العائد الاقتصادي من هذا المشروع وهل سيزيد من دخل قناة السويس ام لا ؟ وهل سيكون له اثر إيجابي على الاقتصاد المصري على المدى القريب ام على المدى المتوسط ام البعيد ؟
لذلك سواء كانت قناة جديدة او تفريعة او حتى ترعة فإننا يجب ان نركز على ان يذهب عائدها من العملة الصعبة الى ميزانية الدولة مباشرة لزيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي ... وان نطالب بتطوير المنطقة المحيطة على طول خط القناة من بورسعيد الى السويس وانشاء مصانع ومناطق شحن وتخزين و وورش صيانة لتكون منطقة خدمات وترانزيت عالمية ... فقناة السويس تمتلك المقومات الجغرافية والبيئية لتكون اكبر منطقة ترانزيت وخدمات لوجيستية في العالم .... وبعيدا عن حالة الصراع والاستقطاب السياسي ... فانني سعيد بهذا المشروع وأكثر سعادة بتشغيله حتى لو كان سيزيد ايرادات الدولة دولارا واحدا فقط فهو في مصلحة اقتصاد البلد ...
لكن يجب ان نصارح النظام الحاكم وصانع القرار بان رعاية شركات رجال الاعمال الذين نهبوا مصر في عهد مبارك لحفل قناة السويس ووجود مسئول حملات دعاية ال مبارك على رأس اللجنة المنظمة للحفل ... تسبب في وجود حاجز نفسي بين بعض الناس وانا منهم وبين هذا الحفل ...
ونؤكد ان ظهور الوجوه المحروقة منذ عهد مبارك الذي ثار الشعب ضده ، لن يفيد البلد بل يضر الحاضر والمستقبل ... فمصر بحاجة الى وجوه جديدة وصالحة غير فاسدة تحمل رؤى جديدة لاصلاح الحاضر وبناء المستقبل...حفظ الله مصر وشعبها من شلة الفاسدين الذين نهبوا ثروات ومقدرات الشعب ...
وقد يسأل البعض : لماذا انت سعيد بهذا المشروع اذن ؟ وأجيب : لانني لست مثل البعض ممن يهيل التراب على اي مشروع او انجاز ويشكك فيه لأنهم ليسوا مَن قاموا بتنفيذه ولا الإشراف عليه او لانه سينسب لخصمهم السياسي ... بل انا مع اي عمل يزيد دخل البلد ويرفع الانتاج المحلي ويوفر فرص عمل جديدة للشباب والشابات ... ولا يهمني اسم من ينفذ المشروع ولا طبيعة النظام الحاكم الذي يشرف عليه ...واذا فشل المشروع او اساء المنفذ والمشرف عليه استغلاله في غير صالح مصر وشعبها فإننا سنكون اول المنتقدين والمعارضين له ... فما يهمنا هي مصلحة البلد والشعب فقط ... اللهم بلغت اللهم فاشهد.
* صحفي عضو نقابة الصحفيين وعضو اتحاد الصحفيين العرب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.