"إحنا عندنا الخبر بيتذاع في الإعلام قبل ما يحصل ب3 أيام"، كانت مقولة الزعيم عادل إمام سخرية من تنبؤات الإعلاميين، في أحد أفلامه. كوارث وأحداث دموية حدثت بعد ثورة 25 يناير 2011، تنبأ بها إعلاميون قبل وقوعها عبر برامجهم، بعضها تحقق بعد ساعات أو أيام أو شهور. وأثار ذلك العديد من علامات الاستفهام، إذ حيث شكك بعضهم في صحة ذلك، ورأوا أنها لا تتعدى مجرد توقعات وأن تحققها مجرد صدفة، لكن مع تكرار تحقق تلك التنبؤات، صار عند بعض المصريين يقين، أن لدى الإعلاميين معلومات وأن هناك جهات أمنية تمدهم بتلك المعلومات، خصوصًا أن هؤلاء الإعلاميين من الموالين للرئيس عبدالفتاح السيسي. كان أول من أثار الجدل الإعلامي خيري رمضان حيث تنبأ بحرق المجمع العلمي قبله بيوم واحد، إذ حذر في ديسمبر من العام 2011 من حريق سيحدث بالمجمع العلمي والذي احترق خلال اشتباكات بين قوات من الجيش ومتظاهرين عرفت إعلاميًا باسم "أحداث مجلس الوزراء والمجمع العلمي"، ولم يحترق المجمع إلا بعد يوم من إعلان خيري رمضان. ويظل توفيق عكاشة، مالك قناة "الفراعين" بطل التنبؤات بعد أن تحقق الكثير منها. وتنبأ عكاشة، بالاشتباكات التي تحدث في سيناء الآن، والتي بدأت باستهداف إرهابيين 5 أكمنة للجيش في الشيخ زويد بقذائف الهاون و"آر بي جي"، يوم 1 يوليو الماضي، ما أسفر عن سقوط ضحايا من الجيش بين شهيد ومصاب ولم يعلن رسميًا عن الأعداد. وأضاف عكاشة، خلال حواره في برنامج "مصر اليوم"، على قناة "الفراعين"، في 29 يونيو الماضي: "مصر هتشوف أيام خلال اليومين اللي جايين دول زى الزفت، من الناحية الأمنية والاقتصادية والفترة دي هتفضل لمدة 40 يومًا". وعن الوقت المحدد للعملية قال: "الله أعلم، بس ربما يكون في شهر تتزامن فيه الصيام للأديان الثلاثة، وسيسقط فيه كثير جدًا من الجنود وستغتال بعض القيادات الأمنية والوزراء أو رجال إعلام". كان عكاشة تنبأ بدخول مصر في حرب ضد الإرهاب بليبيا خلال 6 أشهر، عبر استضافته في برنامج الإعلامي عمرو أديب في 30 سبتمبر 2014. كما تنبأ عكاشة بحادث اغتيال النائب العام، هشام بركات قبل وقوعه بنحو 15 يومًا، عندما كشف عن مخطط لاغتيال عدد من القيادات في مختلف المجالات. وقال عكاشة في إحدى حلقاته من برنامج "مصر اليوم"، والتي أذيعت منتصف شهر يونيو: "إن مصر ستشهد أيامًا صعبة خلال المرحلة المقبلة من الناحية الأمنية والاقتصادية". وأضاف: "هذه الفترة ستستمر لمدة 40 يومًا، وغير معلوم متى تبدأ ومتى تنتهي"، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تكون هذه الفترة هي التي تشهد صيام الأديان السماوية الثلاثة. وتابع عكاشة أنه من المتوقع أيضًا أن يسقط العديد من الجنود بين قتلى ومصابين، إضافة إلى اغتيال بعض القيادات وفق المخطط الموضوع، قد يكونوا وزراء أو قيادات من الشرطة أو الجيش أو رجال إعلام. وتجاوزت تنبؤات عكاشة بالكوارث الحدود المصرية إلى الدول العربية، حيث تنبأ بالتفجير الذي حدث في 26 يونيو 2015 الماضي في دولة الكويت، وهو ما تحقق في مسجد الإمام الصادق، بمنطقة الصوابر، وأسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 202 آخرين، وذلك قبل وقوعه بشهر، حسب فيديو تداوله النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وأكد عكاشة أن الدولة الخليجية الثانية المرشحة لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار بها، هي الكويت، لأن قيادتها وشعبها "طيبين زيادة عن اللازم". وفي حلقة أخرى سجلت في 27 يوليو، قال عكاشة، إن الأمور ستشتعل فى "الأردن" بعد عيد الأضحى، مشددًا على أنه لن يأتي رمضان المقبل إلا وستكون "الأردن" مشتعلة. وأضاف خلال حواره ببرنامج "مصر اليوم" المذاع عبر فضائية "الفراعين"، مع الإعلامية "حياة الدرديرى"، أن "الأردن" ستلقى نفس مصير "العراق"، و"سوريا". ويواصل الإعلاميون سلسة تنبؤاتهم إلى أن تصل إلى الإعلامي عمرو أديب، والذي قال في نهاية شهر مايو الماضي، "شهر يونيو لن يكون شهرًا سهلاً على مصر سيكون صعبًا، البلد مطلوب ومستهدف من جهات كثيرة.. وشهر يونيو آخره 30 يونيو اللي مشي فيه الإخوان"، في إشارة إلى رحيل الرئيس المعزول محمد مرسي. وبعد تفجير القنصلية الإيطالية قال أديب، إن تفجير القنصلية الإيطالية دليل واضح أن الإرهاب يتوسع وخلفه جهاز مخابرات يهدف رأس الدولة. كما تنبأ خلال برنامج "القاهرة اليوم"، أن يقترب الإرهاب الفترة القادمة من مسئولين مهمين في الدولة والحكومة ومن رأس الدولة في إشارة منه للرئيس عبد الفتاح السيسي. ولم يرد الإعلامي وائل الإبراشي أن يخرج من دائرة الإعلاميين المتنبئين، حيث تنبأ ب"أن هناك معلومات أن جماعة الإخوان المسلمين تعد لسلسلة من الاغتيالات لبعض الشخصيات المؤيدة لثورة 30 يونيو من ضباط شرطة وقادة جيش وسياسيين وإعلاميين". واستكمل الإبراشي كلامه: "هذا التحرك سيكون ردًا على الأحكام القضائية التي صدرت بحق قيادات الإخوان المسلمين وخاصة الحكم القضائي الذي صدر بحق الرئيس الأسبق محمد مرسى بالسجن 20 عامًا لاتهامه باستعراض القوى في إحداث الاتحادية". وكانت أولى حوادث الاغتيال هي اغتيال العقيد وائل طاحون، رئيس مباحث قسم المطرية السابق، عقب خروجه من منزله، وذلك بإطلاق النار عليه من قبل مجهولين.