حفل افتتاح القناة برعاية أجنبية ومشاركة مصرية

30مليون دولار تكلفة الحفل.. رجال أعمال مبارك يتسابقون لرعايته.. وخبراء: مكاسب القناة 259% خلال أقل من 3سنوات

تتواصل الاستعدادات لافتتاح قناة السويس الجديدة في السادس من أغسطس الجاري، والذي يولي الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتمامًا كبيرًا به، باعتباره أولى إنجازاته في السلطة، والذي يعول عليه بشدة في تحسين موارد الاقتصاد المصري، من خلال تسريع عملية المرور بالمجرى الملاحي للقناة.
وتسابق رجال أعمال بينهم محسوبون على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأبرزهم المهندس أحمد عز، رئيس لجنة السياسات بالحزب "الوطني" المنحل، وشركات مصرية أخرى، من بينها حديد المصريين لصاحبها رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، وسيراميكا كليوباترا، ومجموعة طلعت مصطفى، وهم "الراعى البلاتيني" للحفل الذي ستحضره شخصيات دولية وعربية رفيعة.
فيما ضمت قائمة "الراعي الذهبي" شركات وبنوك "وادى دجلة وسى بى سى والنخلة والبنك الأهلى القطرى والبنك الأهلى المصرى وبنك سى أى بى وبنك مصر وبنك القاهرة"، بينما ضمت قائمة الراعى الفضى كلاً من "هيرميس وشركة النعيم القابضة وشركة قناة السويس والبنك الأهلى المتحد، والبنك العربى الأفريقى الدولي، وشركة كوكاكولا، بنك الإمارات دبى الوطنى وبنك قناة السويس ومصرف أبوظبى ومصرف الاتحاد الوطني".
بينما جاء الشركاء الإعلاميون وهم: "قنوات الحياة والنهار وصدى البلد المحور وأون تى في، تين"، وصحف "أخبار اليوم واليوم السابع والمصرى اليوم"، و"فيوتشر برومو ميديا".
وفاز كونسيرتيوم "دبليو بى بى" بحق الترويج لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وهو التحالف الذي شركات متعددة الجنسيات أبرزها "جى دبليو تى" و"ميماك أوجلفى" التى تملك أكثر من 3 آلاف مكتب على مستوى العالم.
وتشمل أعمال الترويج لحفل افتتاح القناة الجديدة 4أقسام، أولها العلاقات العامة وفازت بها شركة "أوجلفى للعلاقات العامة"، والقسم الثانى يعنى بالتصميم الإبداعى وفازت به "ميماك أوجلفى".
ويتضمن القسم الثالث تنظيم الفعاليات، وفازت به شركات "ريشار أنياص" و"جى دبليو تي" و"ميماك أوجلفى"، وفى القسم الرابع الذى يشمل الإعلان ففازت به شركة "مايند شير".
وأكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، أنه لن يكلف ميزانية الدولة أى مليم فى عملية افتتاح القناة، موضحًا أنه سيتم تمويل الحفل بمساهمات من المؤسسات وتبرعات رجال الأعمال، وسيتم الإعلان عن حسابات مصرفية بالجنيه والدولار لتمويل الحفل.
وأضاف: "الحملة ستعتمد على أحدث الحلول الدعائية والترويجية المتكاملة والحديثة وتتضمن إشراك جموع المصريين فى الاحتفالات، كما أنها ستساهم فى نقل قصة هذا الإنجاز العظيم إلى العالم أجمع، وسيكون تتويج الحملة الحفل الختامى على ضفاف القناة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى ومعه ملوك ورؤساء العالم".
وقال المستشار أحمد الخزيمي، الخبير الاقتصادي، إن الشركات العالمية تسابقت من أجل الفوز برعاية حفل افتتاح قناة السويس، لما تتمتع به القناة من أهمية عالمية، حيث ستستقبل القناة بعد افتتاحها أكثر من 20% من التجارة العالمية.
وأشار الخزيمى ل"المصريون" إلى فوز شركة "دبليو بى بى"ب رعاية حفل افتتاح القناة الجديدة، والتى تجيد التسويق، وتبلغ تكلفة الحفل 30مليون دولار، لافتًا إلى أن الشركة تعلم أن القناة ستحقق إيراداتها ومكاسب أضعاف خلال وقت قصير.
وأوضح أن من ضمن رعاية الشركة تبنيها عرض الأفلام الوثائقية، بالاشتراك مع فرنسا لتوثيق هذه اللحظة التاريخية، وإذاعتها على كل القنوات العالمية.
وبشأن الرعاة المحليين، أكد الخزيمي، يوجد راعٍ رئيسى "الشركة الأجنبية"، والطبيعى أن يوجد بعض الرعاة الفرعيين، بمعنى أن تكون رعايتهم وفق الشركة الراعية، كالذى يحدث مثلاً فى احتكار بعض قنوات لمباريات الكرة، وبيعها لبعض القنوات، حسب رويتهم.
ونفى الخبير الاقتصادى ما تداولته بعض وسائل الإعلام بأن مشروع القناة تكلف أكثر 14 مليار دولار، قائلاً: "تكلفة القناة معلنة للجميع ولم تتجاوز ثمانية ونصف مليار دولار، كما أن القناة ستعوضها فى خلال ثلاثة سنوات على المدى الطويل، مضيفًا: بحسب تلك الأرقام فإن خبراء الاقتصاد يصفون ذلك ب"المشروع السوبر".
وقال عاطف حرز الله، الخبير الاقتصادي، إنه "منذ الإعلان عن إطلاق مشروع قناة السويس الجديدة وتحدد موعد حفل الافتتاح، أعلنت الدولة عن فتح حساب فى كل البنوك المصرية للتبرع والمساهمة فى حفل الافتتاح، كما أن عددًا من رجال الأعمال فى مقدمتهم المهندس محمد منصور، ومحمد أبوالعينين، ونجيب ساويرس، سيساهمون بشكل كبير فى الحفل، بالإضافة إلى عدد كبير من المصريين والشركات".
وأضاف حرز الله، أن "السيسى يريد أن يكون حفل افتتاح القناة شبيهًا بحفل الافتتاح أثناء عهد الخديو إسماعيل، وأن يغطى كل أرجاء العالم"، لافتًا إلى أن الدولة وجهت الدعوة لأكثر من 50 شخصية من ملوك ورؤساء العالم.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن مساهمة رجال الأعمال فى الدعاية للحفل والمشاركة فى تكاليفه، لتأكدهم من جنى الأموال التى أنفقوها من خلال أرباح القناة خلال وقت قياسي.
وعن رعاة الحفل، قال حرز الله، إنه بالفعل توجد شركة دبليو بى بى التى فازت برعاية الحفل، وهى شركة تجيد التسويق، كما أنه توجد عدة شركة محلية تابعة لرجال الأعمال ستشارك فى رعاية الحفل.
وعن تصنيفات الرعاة، أوضح حرز الله: "يصنف الرعاة بحسب المبلغ المدفوع، فالراعى البلاتينى هو من ساهم بمبلغ أكبر مقابل وضع إعلان شركته فى الحفل والتركيز عليها، ثم يليه الراعى الذهبي، ثم الفضي".
وأشار إلى أن "هدف الراعى دائمًا هو الربح، ولعلمهم بمكاسب القناة من خلال المشروعات التى ستقام على ضفة قناة السويس، حيث إنه من خلال تلك المشروعات سيعمل من بين 2 إلى 3 ملايين عامل فى المشروع، كما أن مكاسب القناة ستصل إلى 259% خلال فترة وجيزة".