قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قطع على نفسه تنفيذ 4 وعود أعطاها للشعب المصري منذ توليه السلطة، مشيرة إلى أنه فشل في تحقيقها كاملة. ونوهت الصحيفة، في مقال للكاتب "كورت ديبوف" جاء بعنوان " شروخ في عرش الفرعون، هل يفقد السيسي دعم حلفائه؟"، إلا أنه بالرغم من نجاح السيسي "المنقوص" في وعده الأول "الإصلاحات الاقتصادية"، إلا أنه فشل بقوة في الثلاث وعود الأخرى، الإصلاحات الدينية والانتخابات الديمقراطية والحرب على الإرهاب. الإصلاحات الاقتصادية وأوضحت الصحيفة أن الإصلاحات الاقتصادية التي وعد بها السيسي تسير بشكل معقول، حيث أصدر قوانين ضرائب واستثمار جديدة، وجذب مليارات الدولارات من الاستثمارات، كما تشعر الشركات العالمية بتفاؤل حذر بشأن مستقبل الاقتصاد الكلي للبلاد وقررت البقاء في مصر. إلا أن هذه الإصلاحات "منقوصة"، وفقًا للصحيفة، حيث واجهت العديد من النكسات، أبرزها الإعلان عن عاصمة جديدة في قمة شرم الشيخ والذي اتضح أنه ليس أكثر من مجرد فكرة متحمسة، كما أن هناك خططًا أخرى أيضًا لم تتحقق، بالإضافة إلى المشكلة الأكبر السياحة –أهم مصدر للدخل في مصر- قد تضررت بشدة. الإصلاحات الدينية ووصفت الصحيفة، وعد السيسي الثاني، بأنه "خطأ سياسي"، بعد أن طلب من مؤسسة الأزهر، أن تعيد إصلاح الإسلام. في خطوة تهدف إلى مواجهة الإخوان المسلمين. ولفتت الصحيفة، إلى هذا الطلب جاء بعد المناظرات التي نُظمت بين أكاديميين من الأزهر وإسلام البحيري، مشيرة إلى أن المصريين وجدوا أنفسهم فجأة، وجهًا لوجه مع نقاش صعب يطرح على العلن عن القرآن ودور الدين في المجتمع، ووصل الأمر إلى اتهام الأزهر للبحيري بالكفر، وهو الأمر الذي جعل المقدم التليفزيوني الشهير إبراهيم عيسى ينتقد السيسي بقسوة. الانتخابات الديمقراطية وانتقدت الصحيفة، عدم وجود برلمان بالانتخابات، حتى الآن بالرغم من أن إعلان خارطة الطريق الذي قرأه السيسي في 3 يوليو2013 حدث عن انتخابات رئاسية، وتحضير للانتخابات البرلمانية، إلا أنه لا يوجد حتى الآن قانون لتنظيم الانتخابات. وأوضحت الصحيفة، أن معظم المصريين يبدو أنهم لا يشعرون بالقلق لهذا التأخر الانتخابي، لكن اللاعبين الأساسيين على الساحة يشعرون به، حيث أبدى رجال الأعمال المسيطرون على الأحزاب السياسية شعورهم بالإحباط، كما أن جزءا آخر من الأثرياء، ومعظمهم يدين بالولاء لنظام مبارك، يريدون مقاعدهم البرلمانية، مصدرهم للحصول على الاحترام والعلاقات الاجتماعية. الحرب على الإرهاب وقالت الصحيفة، إن الوعد الرابع الذي قطعه السيسي على نفسه يبدو أنه الأكثر إيلامًا له، فهو، أي السيسي، ليس حتى قريبًا من تحقيق نصر في معركته ضد الإرهاب، كما ذكر المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان في تقريره أن 1800 مدني و 700 من أفراد الأمن قتلوا في الفترة ما بين يونيو 2013 وديسمبر 2014. وبلغت معدلات الإشغال 400% لأقسام الشرطة و 160% للسجون، والوضع لا يزداد إلا سوءًا، حيث شهدت الأشهر الثلاث الأولى من عام 2015 هجمات إرهابية بعدد تلك التي شهدتها البلاد في عام 2014 بالكامل، وحاول انتحاري تفجير سيارة مفخخة في معبد الكرنك بالأقصر، بينما أدى انفجار سيارة مفخخة أخرى إلى مقتل النائب العام.