أصدر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بيانًا نفى فيه الأنباء المتداولة بشأن إجازته للعمليات الانتحارية في مصر. وقال الداعية الإسلامي المقيم في قطر، إن الفيديو الذي أذاعته قنوات مصرية حول العمليات الاستشهادية قديم ويرجع إلى مارس 2013 ولا يتعلق بفترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأضاف البيان، أن القرضاوي وفي كل بياناته "يشدد على سلمية الثورة، ويحيى الثوار الأحرار لتمسكهم بها، رغم ما يلاقونه من قتل، وتعذيب، وانتهاك، واعتقال، ومطاردة، واعتداءات"، مشددًا على أن حكم العمليات الاستشهادية فصل في كتابه (فقه الجهاد)، وختم كلامه عنه بهذين التنبيهين المهمين: التنبيه الأول: أننا أجزنا هذه العمليات للإخوة في فلسطين لظروفهم الخاصَّة في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأولادهم وحُرماتهم، وهي التي اضْطرَّتهم إلى اللجوء إلى هذه العمليات، إذ لم يجدوا بديلًا عنها، ولم نُجِز استخدام هذه العمليات في غير فلسطين لانتفاء الضرورة الموجبة أو المبيحة، وقياس البلاد الأخرى على فلسطين، كالذين يستخدمون هذه العمليات ضدَّ المسلمين بعضهم وبعض، كما في الجزائر ومصر واليمن والسعودية والعراق وباكستان وغيرها؛ هو قياس في غير موضعه، وهو قياس مع الفارق، فهو باطل شرعًا. وأضاف: ومثل هؤلاء الذين اتَّخذوها ضدَّ أمريكا في عُقر دارها، مثل أحداث 11 سبتمبر 2001م، فلا تدخل في هذا الاستثناء. أما التنبيه الثاني: "أنَّ الإخوة في فلسطين قد أغناهم الله عن هذه العمليات، بما مكَّنهم من الحصول على صواريخ تضرب في عُمق إسرائيل نفسها، وإن لم تبلغ مبلغ الصواريخ الإسرائيلية، ولكنها أصبحت تؤذيهم وتقلقهم وتزعجهم، فلم يعد إذن المعوّل على العمليات الاستشهادية، كما كان الأمر من قبل، فلكلِّ حالة حكمها، ولكلِّ مقام مقال"، مشيرًا إلى أن "الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال". وأشار إلى أن الفتوى التي ارتآها حينها، لم تكن رأيه وحده، بل معه عشرات العلماء، ومنهم شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي وصف هذه العمليات بأنها: (دفاع عن النفس ونوع من الشهادة؛ لأن جزاء سيئة سيئة مثلها، وما تقوم به إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية يدفع أي مسلم للانتقام والدفاع عن النفس). وأضاف: من فجَر نفسه في عدو من الجيش الإسرائيلي لرد اعتدائه، ولم يكن له وسيلة لرد الاعتداء سوى تفجير نفسه فهو شهيد، شهيد، شهيد)، وإن قيل إنه رجع عن موقفه بعد ذلك لأمور لا تخفى.