قالت جريدة الايكونوميست في تقرير لها عن حالة الانتخابات المصرية: إن تصدر الإسلاميين بجميع المشارب الوسطية والمتشددة المشهد السياسي المصري بعد النتائج الأولية للانتخابات لهو أمر يدعو للدهشة, خاصة أن السلفيين المعروف عنهم التشدد والراديكالية قد حققوا خمس النتائج إلى الآن، وهو ما يدل على أنهم أصحاب تراث لدى الشارع المصري. وأوضحت الصحيفة أن الإسلاميين قد حققوا قوة انتخابية فاقت التوقعات التي كانت تتأرجح كنسبة مئوية ما بين 30% للإخوان و 5% للتيار السلفي برمته. وتشير الصحيفة إلى أن حرمان المصريين على مدر 6 عقود من الممارسة السياسية وانفتاح الباب أمامهم بكل قوة من أجل الممارسة السياسية ربما يصيب المتابع بالدهشة خاصة أن المراقبين غير قادرين على التنبؤ بالحجم الحقيقي الذي سيحصل عيه كل حزب سياسي إسلامي, وكثيرًا ما أتت النتائج على عكس التوقعات. وتنتقل الصحيفة إلى المقولات التي تتكلم عن التشكيك في الانتخابات بدعوى وجود معوقات ومشاكل انتخابية فادحة, فتشير إلى أنه رغم أن نتيجة السلفيين غير منطقية وغير متوقعة لكن نزاهة العملية الانتخابية لا يستطيع أحد أن يطعن فيها وهو ما سيدفع الجميع في النهاية إلى الاعتقاد بصحة تلك النتائج دون جدل في مدى صحتها من عدمه. واستطردت قائلة، رغم أن نتائج المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات البرلمانية لا يستطيع أحد الجزم بها إلى الآن فإن الواضح هو أن المناطق الريفية والمحافظات مترامية الأطراف البعيدة عن العاصمة ستوجه أصواتها إلى الإسلاميين دون شك في ذلك. وتوضح الصحيفة أن انتصار الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية الجارية في القاهرة هذه الأيام والتي ستضع أوزارها في نهاية مارس المقبل ربما تضع القاهرة في صدام مباشر مع الغرب خاصة أن مصر على علاقة وتحالف قويين وثيقين مع الغرب ولا يستطيع أي حدث سياسي أن يؤثر على تلك العلاقة الأبدية مهما كانت جملة تلك الأحداث, بالإضافة إلى أن انهزام الجميع أمام الإسلاميين ربما يضع نهاية لحكم العسكر في مصر خاصة بعد ستين عامًا من الحكم العسكري وبعدها ينطلق التغيير إلى العالم العربي الذي بدوره ينهي كل أنماط الحكم العسكري، خاصة أن مصر تعتبر المرتكز العربي الذي يتأثر به كل دول العالم العربي نتيجة قوة مصر واعتبارها الدولة الأم . من جهة أخرى، ترى الصحيفة أن صدام وشيك ربما يحدث بين الإسلاميين والقوى العلمانية في القاهرة خاصة أن القوى الليبرالية والعلمانية تؤمن بأنها صانعة الثورة المصرية وأنها هي التي تسببت فيها، ثم جنى ثمارها الإسلاميون وحدهم، على حسب قول الصحيفة. وتشير الصحيفة إلى أنه ومنذ نجاح الثورة المصرية فإن الإخوان المسلمون يتحملون النقد في سبيل نجاح العملية الانتخابية من أجل جلب الاستقرار على الأوضاع في مصر سواء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.