قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن ترشيح "الإخوان المسلمين" للأقباط على قوائمها خلال الانتخابات البرلمانية الجارية يعد مؤشرا واضحًا على أن الجماعة لن تسلك نهج "جبهة الإنقاذ" فى الجزائر، ولا حركة "حماس" فى غزة. وأشارت فى سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت إلى محاولة حزب "الحرية والعدالة" فى مصر الجناح السياسى لجماعة "الإخوان المسلمين" الخروج عن المعتقد السائد عن الإسلام السياسى، فهو يضم بين أعضائه مسيحيين وإن كانوا يمثلون أقلية بين الأعضاء، ويسعى لتشكيل دستور للبلاد يحترم المصريين كافة سواء المسلم منهم أو غير المسلم، كما أنه لن يفرض قوانين الشريعة الإسلامية على غير المسلمين، وهو يتعهد إجمالا بتحقيق ديمقراطية تعددية فى مصر. ورأت أن صعود نجم الجماعات والأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية فى عدد من الدول العربية مؤخرا إنما يعكس هيمنة الإسلاميين على العالم الجديد الذى شكلته ثورات الربيع العربى، وأشارت إلى أن نجاح الأحزاب والجماعات الإسلامية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كان أمرًا متوقعًا. وأوضحت أنه على الرغم من تزايد المخاوف لدى الغرب من سيطرة الإسلاميين على مستقبل الشرق الأوسط لكن هذه السيطرة لا تعنى بالضرورة تعرض السياسات الديمقراطية والليبرالية المتحررة إلى التهميش فى هذه المنطقة. وقالت إن نجاح الجماعة التى لطالما منعت من ممارسة العمل السياسى فى حصد النسبة الأكبر من مقاعد البرلمان المصرى يعد إحدى العلامات السياسية البارزة التى خلفها ميدان التحرير، أيقونة الثورات العربية. وخلصت إلى أنه إذا ما تم النظر فى مصر إلى التجربة التركية كنموذج، فإن "الإخوان المسلمين" سيواجهون تحديات كبيرة بصفتهم حزبًا سياسيًا جديدا يسعى للتحكم فى زمام الأمور فى مصر، لكنهم من الأرجح - وفقا لخبراء - سيتجنبون نماذج الإسلام السياسى فى الجزائر أو فى قطاع غزة لتجنب الدخول فى خلاف مع الغرب.