أكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السعودية الدكتور خالد الدخيل أن الإستراتيجية الأمنية التي يطبقها النظام مع الإخوان خاصة ومع كل معارض لهم لن تؤدي إلى حل مشكلة مصر ولن تساعد في حلحلة المشاكل العربية. وأوضح الدخيل ، أن الحل الأمني والإقصائي مرفوض في السياسة كما أن الإرهاب مرفوض كذلك، وأشار إلى أن السعودية تقود توجها تصالحيا في المنطقة يقوم على الإيمان بالتعددية والتعايش معها، وقال: "أعتقد أن السعودية تدفع باتجاه أن يحصل تغيير ما في طريقة التعامل المصرية مع الإخوان والمعارضين بشكل عام، وهذا لا يعني أن السعودية في وارد التحالف مع الإخوان ضد النظام المصري، لكن السعودية لا تحتمل سقوط مصر بعد سقوط كل من العراق وسورية، وهي ترى أن الإيغال في الإستراتيجية الأمنية قد يقود إلى نتائج عكسية، أي لا يحقق استقرار مصر الذي هو واحد من ثوابت السياسة الخارجية السعودية" وفق قدس برس . وأضاف: "السعودية لها هدفان استراتيجيان بالنسبة لمصر: الأول أنها مع استقرار مصر، والثاني أنها تريد بالفعل مصالحة، وتريد وقف كل هذه الأعمال الدموية الموجودة الآن في مصر، وهي ليست ضد نظام السيسي لكنها تريد مصالحات". وأشار الدخيل إلى أن السعودية لا ترى بضرورة الصدام مع الإخوان، وقال: "موقف السعودية من الإخوان يختلف عما كان من قبل، فهي لا ترى أن هناك ضرورة للصدام مع الإخوان، وهي تسعى لإيجاد إطار للجمع بين المصالحة واستقرار مصر". ولفت الدخيل الانتباه إلى أن السعودية وإن كانت النظام العربي الأكثر قدرة على الحركة إلا أنها تحتاج إلى مساندة بقية الأنظمة العربية من أجل التصدي للقضايا العربية، وقال: "السعودية فُرضت عليها مسألة قيادة العالم العربي مع انهيار سورية والعراق والاضطراب في مصر، لكن لا يوجد بلد عربي يستطيع أن يتصدى بمفرده للقضايا العربية، السعودية في حاجة إلى مصر، لكن الموقف المصري لا يزال مترددا في الموضوع السوري والإيراني وحاسم في موضوع الإخوان، ويبدو أن هناك مساحة للتفاهم حول الملف التركي، ولذلك أرى أنه لا بد من تفاهم سعودي مصري حول ملف الإخوان". على صعيد آخر أكد الدخيل أن المطلوب هو صياغة مشروع عربي جامع يستطيع مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، وقال: "أعتقد أن تصنيف السعودية بأنها سنية بالمعنى الطائفي غير دقيق، ذلك أن السعودية وإن كانت دولة سنية فإن تعاملها مع القضايا العربية ليس فيه أي بعد طائفي، فقد تحالفت مع الزيدي علي عبد الله صالح لأكثر من 30 عاما، ومع العلوي حافظ الأسد لأكثر من 30 عاما ومع السني حسني مبارك ومع السني صدام حسين ولديها علاقات في لبنان مع المسيحي سمير جعجع، ومن هذا المنطلق السعودية تختلف كليا عن إيران، فالبعد الطائفي غير موجود في السياسة الخارجية السعودية، وهي لا تعارض النظام الإيراني لأنه شيعي وإنما لها مشكلة مع السياسة الشيعية لإيران في المنطقة. والطائفية موجودة في المنطقة منذ قرون لكنها لم تتحول إلى ميليشيات ومؤسسات إلا مع الثورة الإيرانية عام 1979". وأضاف: "إيران جاءت بمشروع طائفي في المنطقة وينبغي أن يكون هناك مشروع عربي يسحب هذه الورقة الطائفية، وهو مشروع يتأسس على الإيمان بالتعددية التي خلق الله الناس عليها والتعايش مع هذه التعددية. أما إيران فلا أعتقد أنها ستذهب بعيدا، وهي لا تمتلك القدرة على المحافظة على هذه الأدوار التي لعبتها في المنطقة ليس بسبب قوة فعل ذاتي بل سبب ضعف النظام العربي"، على حد تعبيره.