لقد وجهنا إليكم نداءً إبَّان الثورة المباركة نذكِّركم فيه بدوركم المنوط بكم، من حيث أنكم أهل قوة تنتمون إلى خير أمة ، وذكرناكم فى ندائنا بأن ما تنتظره الأمة منكم هو أن تقفوا فى صفها وتقطعوا كل علاقة بأمريكا أسِّ البلاء، وسبب الداء فى بلادنا . وراهنا على أن الأحداث التى تمر بالأمة تدفع الجميع لأن يسير فى هذا الطريق ، طريق العزة الذى قررت الأمة أن تضع أقدامها عليه الآن ، وبأن ما حدث للحكام وما نزل بهم من آيات الله لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. فرحنا بموقفكم أيام الثورة، حين أعلنتم وقوفكم معها وبأنكم ستحمونها ، إلا أن هذا الموقف قد تبدل وتغير سريعاً وأصبح الوقوف مع الثورة وقوفاً أمامها وأصبحت مطالب الثوار محرمات عندكم ، وأصبح واضحاً عند كل أبناء الأمة أنكم انحزتم للاختيار الصعب وهو الحفاظ على النظام وتركتم الخيار الأسهل ، وجاز لنا أن نتساءل لماذا تنحازون لنظام أقامته أمريكا فى مصر بعد انقلاب 52؟ عليكم أن تقرأوا الواقع قراءة صحيحة حتى تدركوا أن أمريكا اليوم ليست أمريكا فى 52 ، أمريكا فى ذلك الوقت خرجت من الحرب العالمية منتصرة فاكتسبت قوة مكَّنتها من فرض هيمنتها على أماكن كثيرة من العالم واستطاعت أن تطارد الاستعمار القديم لتحل محله بشكل جديد. أما أمريكا اليوم فهى تلفظ أنفاسها الأخيرة وقد دخلت العناية المركزة . والأمة فى ذلك الوقت كانت ضعيفة، بعيدة عن ثوابتها أما اليوم فقد عادت الأمة من جديد أمة واعية وقد تشكل رأيها العام بانحيازها لعقيدتها، تبصر طريقها تضحى بدماء أبنائها من أجل التحرر والانعتاق من التبعية الغربية. لقد كانت الثورة نعمة من الله عليكم وفرصة تاريخية لو أحسنتم التعامل مع هذا الحدث بوقوفكم مع الثورة وقطعتم كل علاقاتكم مع أمريكا لدخلتم التاريخ من أوسع أبوابه ولذكرتكم الأمة بالخير ، ولو قررتم نصرة الأمة فى انعتاقها من التبعية الأمريكية وعودتها إلى هويتها الإسلامية لكان قدركم عند الأمة لا يقل عن صلاح الدين وسيف الدين قطز ، ولكنكم بدل ذلك صرحتم أكثر من مرة بأن العلاقات مع أمريكا استراتيجية . لقد كانت ثورتنا ملهمة للشعب الأمريكى ليثور على نظامه، وبالرغم من ذلك لم تقبلوا أن تكونوا أنتم القادة الذين يهتدى بهم قادة أمريكا . ألا فتلعلموا أن البشرية فى مفترق طرق وشاء رب العالمين أن نكون شاهدين على سقوط الحضارة الغربية وعودة الإسلام فكونوا من العاملين لنصرة هذا الدين لأنه سوف ينتصر بكم وبدونكم . ما زالت الفرصة أمامكم فلا تضيعوها كما ضيعها بن على ومبارك والقذافى واعتبِروا بهم وكونوا عند حسن ظن أمتكم بكم واعلموا أن النصر على أمريكا من أسهل ما تقدر عليه الأمة فكونوا قادتها الحقيقيين وميلوا لها ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وتذكروا صلاح الدين وقطز الذين خرجوا بجيوشهم من مصر محررين ، فسطروا اسماءهم فى تاريخ خير أمة أخرجت للناس ألا تحبون أن تسطروا أسماءكم معهم ؟.