على ساحة رملية صغيرة، أمام منزله المدمر بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، نصب خليل سمارة "أرجوحة دوّارة"، جلس على مقاعدها "الحديدية" أطفاله الخمسة وهم يغنون فرحا. يقول سمارة (41 عاما)، إنّه نصب الأرجوحة لصغاره، ولأقاربه في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، كي يشعروا ببهجة العيد. ويضيف لوكالة الأناضول "من وسط الركام، بدنا (نريد) نفرح ونخلي (نجعل) أولادنا، يعيشون أجواء العيد، السنة الماضية كان قصف وموت". وشنت إسرائيل حربا على قطاع غزة في السابع من يوليو/ تموز 2014، استمرت 51 يوما وأسفرت عن مقتل نحو 2200 فلسطيني، بينهم 500 طفل، وإصابة نحو 11 ألفا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. على الأرجوحة يردد طفله أسعد (11 عاما) برفقه إخوته إحدى الأغاني الشعبية الخاصة بالعيد، كلما تسارع دوران الأرجوحة في الهواء أكثر. ورغم الركام الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي (قدرته وزارة الأشغال الفلسطينية بنحو 2.5 مليون طن)، إلا أن سكان قطاع غزة، أرادوا أن "يقتنصوا الفرح" حسب وصف الفلسطيني سميح أبو عسكر. ويقول أبو عسكر "35 عاما" وهو أب لثلاثة أطفال لوكالة الأناضول "العام الماضي، في مثل هذا الوقت كان الأطفال يموتون، ويتم قصف البيوت على ساكنيها". واعتلى أطفال أبو عسكر "أرجوحة" كبيرة، قرب عشرات الأراجيح التي اصطفت في مختلف شوارع قطاع غزة. وعلى العكس من العام الماضي، الذي كانت تخلو فيه شوارع غزة، من المارة، بفعل القصف العنيف والمستمر، والغارات ليلا ونهارا، اكتظت متنزهات القطاع بالمئات من الفلسطينيين الباحثين عن لحظات الاستجمام والفرح. وقضى أهالي قطاع غزة، أيام عيد الفطر العام الماضي، تحت القصف الإسرائيلي، ونيران الغارات، التي لم تكن تتوقف حتى في أوقات "الهدنة الإنسانية".