عندما فكرت فى الكتابة عن قضية تراث وكنوز مصر بصفة عامة و ماسبيرو بصفة خاصة والتى تناولتها على مدى اليومين الماضيين , إستوقفنى الإتهام الذى وجهه السفير صلاح عبد الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات الحالى ، فى حواره مع جريدة (اليوم السابع ) منذ أيام إلى جمال مبارك نجل الرئيس السابق حسنى مبارك بالاستيلاء على نصف أرشيف مصر السينمائي، مشيرا الى أن الدقيقة من هذا الأرشيف تباع ب 10 آلاف جنيه .. وقال عبد الصادق إن مصر لديها آلاف الساعات من هذا الأرشيف، من بينها صور للملك فاروق وهو يصطحب الملك عبد العزيز آل سعود على ظهر يخت المحروسة، مشيرا الى أن السعوديين لو شاهدوا تلك الصور، لدفعوا المليارات للحصول عليها. هذه الواقعة تدفعنى للتساؤل : لماذا لم يبادر رئيس الهيئة العامة للإستعلامات بتقديم بلاغ عاجل إلى النائب العام وكافة الجهات الرقابية والرسمية المعنية ضد جمال مبارك إذا كان إتهامه له صحيحاً ومبنياً على مستندات ووثائق وليس على وجهات نظر وأراء ودوافع سياسية ؟ وهل جمال (ماسك عليه ذلة ) تمنعه من تقديم هذا البلاغ حفاظاً على تاريخ مصر السياسى والأدبى والمادى ايضاً ؟ . وبمناسبة الحديث عن تراث مصر النادر والذى لا يقدر بثمن , أسأل مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون عن سر قراره بالغاء برنامج (ذاكرة الكاميرا ) الذى كان يعده ويخرجه المخرج طارق صلاح الدين مساعد رئيس القناة الأولى بحجة أنه مضى عليه 9 سنوات كامله ؟ , وهل صحيح أن قرار إلغاء هذا البرنامج المتميز شكلا ومضموناً يأتى لرغبة لاشين ومعه سمير سالم رئيس القناة الاولى فى تصفية الحسابات مع طارق بسبب إعتراضه على عدد من السياسات والقرارات التى يقومان بإصدارها وليس بحجة التطوير كما يدعيان , وهل الهدف من ذلك الضغط على طارق وحرمانه من مستحقاته المالية التى يحصل عليها من إعداد وإخراج هذا البرنامج , وهو الأمر الذى دفعه للتأكيد عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك أنه لن يرضخ لهذه الضغوط ولن تجعله يتراجع عن موقفه من رئيسى القطاع والقناة ؟ . وفى تصورى الخاص أن طارق كان على حق عندما رفض أن يتم تقديم البرنامج لمدة 5 دقائق يومياً بدلاً من 25 دقيقة اسبوعياً لعدة أسباب أن قصر المدة سوف تقلل الإستفادة منه لأنها ستتضمن المقدمة و (التتر ) وهذا سيقتطع من وقت البرنامج , علاوة على أن المدة لا تليق بخبرة طارق التى تقترب من ال 30 عاماً داخل المبنى ؟ . والسؤال الآن : إذا كان البرنامج قد استنفذ أغراضه فلماذا طلب لاشين من المصور سمير الغزولى تقديم بعض الحلقات عن افتتاح قناة السويس القديمة عام 1869 , ووعده بتوفير كل الدعم المطلوب حتى لو تطلب الأمر التصوير داخل مكتب رئيس التليفزيون بالدور الثامن وتوفير وحدة مونتاج خاصة لهذا الغرض ؟ وإذا كان هذا الدعم موجوداً فلماذا لم يوفره لطارق والغزولى معاً حتى يستمر النجاح الذى حققه البرنامج الذى اضاف الألاف من الصور النادرة جداً الى أرشيف ماسبيرو ؟ واذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يذيع الحلقات القديمة التى تم تصويرها فى نفس البرنامج والذى عرض كل صور افتتاح وحفر القناة فى عهد الخديوى إسماعيل والتى تمثل تراث فوتوغرافي مضاف لمكتبة التليفزيون , وهى الحلقات التى قام بالتعليق عليها الكاتب و المؤرخ الكبير الراحل جمال بدوى ؟ .. وطالما أنت يامجدى ومعك سمير سالم مقتنعان بالتطوير وأهمية التراث فلماذا لم توفرا الإمكانيات المطلوبة لهذا البرنامج خاصة أن طارق والغزولى ثنائى متميز ومتفاهم , علاوة على أن البرنامج لم يقدم سوى 30 ألف صورة نادرة من بين أكثر من مليون ونصف المليون صورة لها قيمتها التاريخية والسياسية والمادية التى لا تقدر بثمن ؟ .