التنظيم الدولي شكّل «خلية أزمة».. «الغنوشي» و«مقري» و«بن كيران» يقودون مبادرات للعفو عن قادة الجماعة.. وبرلمان النمسا يدين بالإجماع أحكام الإعدام تسابق جماعة "الإخوان المسلمين"، الزمن للبحث عن سبيل لإنقاذ الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي وعدد من قادة الجماعة، وفي مقدمتهم المرشد العام الدكتور محمد بديع ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، والدكتور محمد سعد الكتاتني والدكتور محمد البلتاجي والدكتور عصام العريان، وعدد من قيادات الإرشاد من مقصلة الإعدام، خصوصًا أن أغلب الإشارات الصادرة من السلطة تؤكد جديتها في تنفيذ أحكام الإعدام، خصوصًا بعد اغتيال النائب العام هشام بركات والهجوم القوى على كمائن الجيش في الشيخ زويد بشمال سيناء. وفي هذا السياق، جاءت زيارة وفد من أعضاء برلمان ما قبل 3يوليو إلى النمسا، بدعوة رسمية من البرلمان النمساوي استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها مع رئيس البرلمان نوربرت هوفنر، والمتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية يوهانس هويبنر، وعدد من البرلمانيين وممثلين عن الأحزاب المختلفة. وضم الوفد القياديين بجماعة "الإخوان المسلمين" أسامة سليمان ومحمد الفقي وعامر عبدالرحيم القيادي ب "الجماعة الإسلامية". ودان البرلمان النمساوي، بالإجماع، أحكام الإعدام التي تصدر في مصر بحق الخصوم السياسيين وقيادات جماعة الإخوان المسلمين وخاصة محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب. وصدر قرار الإدانة، الأربعاء، بإجماع كل الأحزاب الممثلة في البرلمان، وأشار القرار إلى انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ومنها "قتل المتظاهرين وتقييد حرياتهم واعتقالهم بعد 3 يوليو 2013". وذكر أن التعامل مع النظام في مصر في ظل هذه الانتهاكات لا يمكن أن يستمر. إلى ذلك، شكل التنظيم الدولي للإخوان خلية أزمة، من أجل إنقاذ مرسي وقادة الإخوان، من خلال استغلال جميع الأوراق بيد التنظيم للضغط على النظام المصري، لعدم المضي قدمًا في تنفيذ أحكام الإعدام. وتم تكليف عدد من رموز التنظيم الدولي بالتدخل لدى حكومات دول إقليمية ودولية لممارسة أقصى درجات الضغط على مصر لوقف تنفيذ الأحكام وإلغائها. ويراهن الإخوان خصوصًا على حركة "النهضة" فى تونس بقيادة زعيمها راشد العنوشي وحركة "مجتمع السلم" في الجزائر بقيادة عبد الحميد مقري، في ضوء النفوذ الكبير الذي تتمتعان به. وتوجه مقري برسالة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة طالبه فيه بالتدخل لمنع الحكومة المصرية من تنفيذ أحكام الإعدام وطرح مبادرة للمصالحة فى مصر تنهي عامين من الدماء والمواجهات. فيما طلب التنظيم الدولي من الغنوشي استغلال صلاته القوية بالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء المغربي عبدالإله بن كيران لتشكيل لوبي رافض لأحكام الإعدام في مصر، للضغط على النظام في مصر لوقف تنفيذ أحكام الإعدام والعفو عن قادة الإخوان، والانخراط فى مصالحة تعيد دمج الجماعة فى المشهد السياسي. ولن يتوقف دور زعيم حزب النهضة عند هذا الحد بل إن هناك ترتيبات تجرى لقيامه بزيارة لعدد من دول الخليج، وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان، لإيجاد قوة ضغط عربية وإقليمية على النظام المصرى للتراجع عن تنفيذ حكم الإعدام بحق مرسى وقادة الإخوان. ومن المرجح أن يستغل الغنوشي زيارته للمملكة لتأدية واجب العزاء في وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل، لمفاتحة القيادة السعودية فى التداعيات السلبية لاستمرار المواجهة بين نظام السيسى وجماعة الإخوان على الأوضاع فى المنطقة. كما يعتزم التنظيم الدولي مطالبة حكومات ماليزيا وإندونيسيا وباكستان بالتدخل لدى القوى الغربية للضغط على مصر لوقف تنفيذ أحكام الإعدام وربط أي تقارب اقتصادي أو سياسي بالقاهرة بوقف هذه الإعدامات، وإقرار خطوات تسير فى اتجاه المصالحة ودمج التيار الإسلامى فى المشهد السياسي، فضلاً عن تحركات تركية مكثفة تتم بضوء أخضر من الرئيس رجب طيب أردوغان لإنقاذ مرسى وقادة الجماعة. ويعوّل التنظيم بشدة على الدور التركي في تكثيف الضغوط على الدولة وتوظيف نفوذها على عدد من الدول المؤثرة فى أوروبا، وفى مقدمتها ألمانيا وبريطانيا والنمسا، لمخاطبة القاهرة بشكل حاد لعدم تنفيذ أحكام الإعدام بحق قادة جماعة الإخوان. وينتظر أن تتصاعد الضغوط الإخوانية على النظام خلال المرحلة القادمة مع اقتراب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبريطانيا بدعوة من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. ودشن التنظيم الدولة حملة على شبكة التواصل الاجتماعى للمطالبة بإلغاء زيارة السياسى لبريطانيا وخلق رأى عام معارض لهذه الزيارة خلال المرحلة القادمة، فضلا عن شن حملة إعلامية فى كبريات الصحف البريطانية، كما يؤكد حسين عبدالرحمن، القيادي بحركة "إخوان بلا عنف"، حول سجل مصر السيئ فى مجال حقوق الإنسان وتجاوز أعداد المعتقلين بحسب التنظيم إلى 40 ألف معتقل. وذكر عبدالرحمن أن صحفًا بريطانية كبرى مثل "الجارديان" و"الاندبندنت" و"الدايلى ميل" و"الميرور" ستدشن حملات حول سجل مصر فى مجال حقوق الإنسان والتركيز على سيطرة السلطة التنفيذية على القضاء وتوظيفه لتصفية حسابات سياسية مع جماعة الإخوان، فضلاً عن ممارسة أقصى الضغوط على رئيس الوزراء البريطانى لعدم استقبال السيسي. كما يعتزم التنظيم الدولي إيقاد قيادات بارزة إلى مجلس العموم البريطاني لعقد لقاءات مهمة مع الكتل البرلمانية داخله للمضي قدمًا في الضغط على القاهرة لإلغاء أحكام الإعدام، فضلاً عن تنظيم زيارات مكثفة للبرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورج الفرنسية وبرلمانات الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي، للضغط على الحكومة المصرية في ظل وجود إجماع بين هذه الدولة على هيمنة السلطة التنفيذية على القضاء وتطويعه لخدمة أهدافها. غير أن الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، قلل من أهمية التحركات الإخوانية للضغط على مصر لوقف تنفيذ أحكام الإعدام، قائلاً إن "القرار سيتخذ في مصر بيد رئيس الجهورية وحسب المصلحة العليا لمصر، فإذا كان تنفيذ أحكام الإعدام مهمًا لتحقيق الاستقرار فلن تلتفت القيادة إلى أي ضغوط". وأضاف أن "أحدث العنف والإرهاب التي شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة والتي بدأت باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات مرورًا بالهجوم الغادر على قوات الجيش فى سيناء ومقتل عدد كبير من قادة الإخوان فى مواجهة مع الشرطة، زادت من قلق الإخوان على تأهب الدولة لتنفيذ هذه الأحكام". مع ذلك، قال فهمي، إن "الحديث عن إعدام مرسى وقادة الإخوان مازال سابقا لأوانه باعتبار أن الحكم لم يعد نهائيًا ولازالت محكمة النقض لم تنظر القضية حتى الآن، وهناك احتمالات لنقض الحكم أو تأييده". وأضاف "جماعة الإخوان لن تألو جهدًا فى التدخل لمنع تنفيذ هذا الحكم باعتبار أن تنفيذ الحكم يطلق رصاصة الرحمة على الجماعة". من جانبه، استبعد نبيل نعيم، القيادى السابق فى جماعة الجهاد، إقدام الرئيس عبدالفتاح السيسي على توقيع حكم الإعدام بحق قادة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي، قائلاً إن "تنفيذها لا يصب في صالح الاستقرار فى ظل تعقد المشهد الأمني في مصر خلال الفترة الأخيرة". وأوضح أن "التنظيم الدولي سيلقى بكل أوراقه وسيستخدم كل أوجه نفوذه للضغط على مصر لمنع تنفيذ الحكم بحق الجماعة وقيادتها"، مشيرًا إلى أن هناك اعتقادًا بأن "تنفيذ أحكام الإعدام سيطلق رصاصة الرحمة فى ظل العلاقات الوثيقة التى تربطه بحكومات إقليمية ودولية".