أكَّدَت جماعة الإخوان المسلمين ممثلة فى حزب "الحرية والعدالة" أنَّ نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية سارت على نحوٍ جيد, كما أنها لم تتعرض لتزوير, وأن ما أثير عن عرض الحزب رشوة على أحد القضاة هو أمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد, وأشار الحزب إلى أن إجراءات الانتخابات لم يشُبها أى بطلان, وأن السلبيات التى ظهرت بها تبدو قليلة مقارنة بحجم الإنجاز الذى حققه الشعب المصرى, بخروجه فى أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير, جاء ذلك خلال تصريحات عدد من قيادات الحزب والجماعة. وجاء فى بيان للحزب أن النتائج الأولية تشير إلى أن الشعب قام باستبعاد فلول الحزب الوطنى سواء الذين خاضوا هذه الانتخابات من خلال أحزاب تم تأسيسها بعد الثورة أو من خلال أحزاب كانت قائمة بالفعل، مما يؤكد أن الشعب المصرى مارس حقه فى العزل السياسى, واحتلت محافظة الفيوم المرتبة الأولى فى نسبة التصويت لصالح قائمة الحرية والعدالة تليها محافظة البحر الأحمر ثم القاهرة وأسيوط، بينما اشتدت المنافسة بين الحرية والعدالة وحزب النور فى محافظات الإسكندرية وكفر الشيخ. وعلى الرغم من أن البيان وضح أن هناك مخالفات شهدتها الانتخابات, كتوقف الفرز فى الدائرة الأولى بالقاهرة بعد إحداث بلبلة, وعدم الانضباط فى نادى أسمنت طرة أثناء الفرز والأماكن المخصصة، وتهديد بعض الموظفين بعدم استلام الصناديق إلا بعد الحصول على حقوقهم المالية, وحالة الفوضى التى تسببت بها وزارة الداخلية – حسب البيان – لعدم تجهيزها أماكن مهيئة للفرز, على الرغم من ذلك إلا أن الدكتور محمد مرسى رئيس الحزب, دافعَ عما تردد عن وجود سلبيات شابت العملية الانتخابية, وقال: بالنظر إلى العملية الانتخابية ككل فإن السلبيات تبدو قليلة للغاية وانحصرت فى تأخر وصول بعض القضاة أو أوراق الاقتراع, فضلا عن تأخر فتح بعض اللجان, وهو ما تداركته اللجنة العليا للانتخابات بمد الوقت الرسمى للتصويت, وأشاد بالتجربة الانتخابية فهى تعد عرسا ديمقراطيا فلأول مرة تكون اللجان متاحة للجميع، وبدور القوات المسلحة فى تأمين العملية الانتخابية. ونفى الدكتور محمد سعد الكتاتنى، أمين عام الحزب, ما تردد فى بعض المحطات الفضائية والصحف, عن عرض أحد مندوبى الحزب رشوة على أحد القضاة, وقال: "هذه الواقعة لا تعنينا من قريب أو بعيد، وأنه ببحث الموضوع تبين أن السيد القاضى رئيس اللجنة لم يتهم المندوب المشار إليه بتهمة الرشوة ولا نسبه إلى حزب الحرية والعدالة, وأن نسبة الأمر إلى حزب الحرية والعدالة يعتبر تسرعًا بإلصاق التهم بالحزب قبل التثبت منها, رغم أنه لا أساس لها من الصحة وهى جزء من حملة منظمة للتشويه المتعمد تقوم عليها بعض المؤسسات الإعلامية المقربة من النظام السابق, وأن الحزب بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هذه المؤسسات التى ابتعدت عن مواثيق الشرف الصحفى والمهنى", وقال الكتاتنى: الشعب المصرى العظيم يعلم أن هذه السلوكيات هى أبعد ما تكون عن منهج الحزب وأخلاقياته، فلم يعرف عنا فعل ذلك فى ظل النظام القمعى السابق، وليس من المنطق أن نتهم بتلك التهمة فى ظل أخلاقيات الثورة ومساحة الحرية التى نعيشها الآن". وأشار الدكتور محمد البلتاجى، عضو المكتب التنفيذى للحزب وأمينه بالقاهرة, إلى أنَّ الشعب المصرى هو السبب الرئيسى فى النجاح الباهر الذى حققته التجربة الانتخابية الحالية, وقال: "يتملكنى شعور غامر بالفرحة لأننا نجحنا فى إتمام الجولة الأولى من الانتخابات، بغض النظر عن نسب الفوز, فالمهم أننا جميعًا فزنا على محاولات تعطيل التجربة الديمقراطية", وأضاف: "أريد أن أقبِّل يد كل شاب وشيخ, ورأس كل فتاة وسيدة ساهموا فى إنجاح التجربة مرشحين وناخبين ومندوبين ومؤيدين من كل التيارات، كما أريد أن أقبل يد قضاة, شرطة وجيش, موظفين, لما لهم من فضل جميعًا فى نجاح أول خطوة فى البناء", وشدد على أن الناجحين فى الانتخابات ستكون عليهم مسئولية كبيرة، وهم أهل للشفقة والمساعدة، ونسأل الله أن ينجحوا فى الامتحان الأصعب وهو امتحان المسئولية. ودعا الدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحزب, الجميع إلى احترام إرادة الشعب بعد أن أعلن كلمته واختار بحرية فى أولى مراحل الانتخابات البرلمانية بعد الثورة, وقال: "المصريون تكلموا، واختاروا بحرية، وعلى الجميع أن يحترم إرادة الشعب", وذلك فى إشارة لما حدث بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذى جرى فى مارس, والذى طالب البعض بعدها بتطبيق عكس ما ورد فيه.