المصرف المتحد يحقق 1.5 مليار جنيه صافي ربح بالنصف الأول من 2025    لافروف ووزير الخارجية المجر يبحثان الوضع في أوكرانيا على هامش قمة ألاسكا    تحركات فلسطينية مكثفة بالأمم المتحدة لدعم حل الدولتين قبل الجمعية العامة في سبتمبر المقبل    محافظ أسيوط يتابع الحالة الصحية لمصابي حادث انقلاب أتوبيس على الطريق الصحراوي الغربي ويوجه بتقديم الرعاية والدعم اللازمين    بالصور .. عطية يتابع غرفة عمليات الثانوية العامة الدور الثاني    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    وزارة الصحة تقدم 30 مليون خدمة طبية بالنصف الأول من 2025    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة لاستقطاب الخبرات الطبية المصرية العالمية    تحرك شاحنات القافلة السادسة عشرة من المساعدات من مصر إلى غزة    فحوصات طبية ل فيريرا بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة عقب مباراة المقاولون    "لا يصلح".. نجم الأهلي السابق يكشف خطأ الزمالك في استخدام ناصر ماهر    قمة إنجليزية.. مواعيد مباريات اليوم الأحد    الأحد 17 أغسطس 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    وزيرة التنمية المحلية: إزالة 4623 مخالفة بناء فى عدد من المحافظات    تحويلات مرورية بشارع 26 يوليو بالجيزة بسبب أعمال المونوريل    الفرح تحول إلى مأتم.. مصرع 4 شباب وإصابة 5 آخرين في زفة عروس بالأقصر    ضبط 113.2 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    "الجونة السينمائي" ينعى مدير التصوير تيمور تيمور    بزيادة 14 ألف طن.. قنا تعلن انتهاء موسم توريد القمح    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    موعد آخر فرصة لتقليل الاغتراب والتحويلات بتنسيق المرحلتين الأولى والثانية    ننشر التسعيرة الحقيقية ل الفراخ البيضاء اليوم.. احذر التلاعب    5 حالات اختناق إثر 3 حرائق في القاهرة والجيزة    أسعار الخضراوات والفاكهة بسوق العبور اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    شرطة الاحتلال: إغلاق 4 طرق رئيسية بسبب إضراب واسع في إسرائيل    فتنة إسرائيلية    جمعية الكاريكاتير تُكرّم الفنان سامى أمين    "بشكركم إنكم كنتم سبب في النجاح".. حمزة نمرة يوجه رسالة لجمهوره    صناديق «الشيوخ» تعيد ترتيب الكراسى    الأردن يدين تجميد إسرائيل حسابات بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس    إصلاح الإعلام    البوصلة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    مصرع شخصين وإصابة 30 آخرين فى انقلاب أتوبيس نقل على الطريق الصحراوى بأسيوط    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    «مش عايز حب جمهور الزمالك».. تعليق مثير من مدرب الأهلي السابق بشأن سب الجماهير ل زيزو    مواقيت الصلاة في محافظة أسوان اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تعادل الزمالك والمقاولون العرب؟ (كوميك)    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    وزيرا خارجية روسيا وتركيا يبحثان هاتفيا نتائج القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه أسباب رفض مشروع «توحيد الأهلة»
رئيس قسم الشمس بمعهد العلوم الفلكية:
نشر في المصريون يوم 09 - 07 - 2015


الدكتور محمد غريب:
- رفضوا اقتراحى بإيجاد تاريخين لمسلمى شرق آسيا وللعالم العربي.. والتاريخ الميلادى يعانى من مشاكل لا يعترف به الغرب
- الرؤية التقليدية للهلال مستحيلة للتلوث الجوي.. والتليسكوبات قادرة على نقل مولد الهلال لحظة بلحظة
- إسرائيل تنفق على أبحاث الفلك أربعة أضعاف ما ينفقه العرب.. وأبحاث الشمس يمكن أن تحل مشاكل الطاقة فى مصر
- المركز شارك فى حرب أكتوبر بتحديد المد والجزر.. ومرصد حلوان رصد مذنب «هالي» عام 1909.
أكد الدكتور محمد غريب، رئيس قسم الشمس بمعهد العلوم الفلكية، أن العالم الإسلامى يرفض مشروع "توحيد الأهلة" لأن مشايخ المملكة يتمسكون بالصيام بالرؤية، مبينًا أنهم رفضوا اقتراحه بإيجاد تاريخين لمسلمى شرق آسيا وللعالم العربي، طبقا لأطوال العرض، وأن التاريخ الميلادى يعانى من مشاكل لا يعترف به الغرب.
وأوضح غريب، فى حواره مع "المصريون"، أن الرؤية التقليدية للهلال مستحيلة للتلوث الجوي، وأن التليسكوبات قادرة على نقل مولد الهلال لحظة بلحظة، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن إسرائيل تنفق على أبحاث الفلك أربعة أضعاف ما ينفقه العرب، وأن أبحاث الشمس يمكن أن تحل مشاكل الطاقة فى مصر.
وإلى نص الحوار..
** بداية.. بعد أكثر من 18 عامًا على طرح فكرة إطلاق قمر صناعى لرصد الأهلة، آلا ترى أنه حان الوقت لإعلان تجميد المشروع نهائيًا؟
من قال هذا.. هناك محاولات تتم بالفعل على أرض الواقع، وقد تحدثنا فى هذه القضية فى آخر اجتماع لدول العالم الإسلامى فى تركيا العام الماضي، والجميع يتفق على أهمية هذا المشروع، حتى رابطة العالم الإسلامى نفسها أبدت موافقتها على ذلك.
** كثير ما كنا نتحدث عن مشروع قمر توحيد الأهلة حتى أصبح من الموضوعات التى نتناولها كل عام.. كيف بدأت قصة القمر؟ ولماذا تأخر حتى الآن؟
بأسى.. حقيقة كنا نعيش حالة من الإحباط التى سيطرت علينا كعلماء حاولنا أن نحل إشكالية يواجهها العالم الإسلامي، خاصة أن المشروع ليس وليد اليوم والليلة وإنما مر بتطورات كثيرة منذ عهد دكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، الذى كان متحمسا للمشروع، غير أن حماسه قد ضعف بعدما رأى التخاذل من مليار وأربعمائة مليون مسلم بخلوا على مشروع يسهم بقدر كبير فى تحقيق الوحدة الشاملة بينهم.
** رغم أنه يحل بالفعل مشكلة نواجهها منذ سنوات طويلة؟
بالطبع.. وبدأت فكرته عندما أعلن الدكتور نصر فريد واصل عن مشروع طموح لتوحيد بدايات الشهور العربية، وكان هدفه القضاء على التضارب المصاحب لشهرى رمضان وذى الحجة لأن الفقهاء قالوا إن الدول التى تشترك فى جزء من الليل تتفق فى بدايات الشهور لكن الواقع غير ذلك تمامًا، فاقترح بعض علماء الفضاء مشروع القمر الإسلامى.
** رغم أن العالم الإسلامى يشترك فى جزء من الليل إلا أن أول رمضان دائمًا ما يختلف من دولة إسلامية لأخرى ثم يتم توحيد يوم عرفات ما الذى يقف فى طريق مشروع لتوحيد الأهلة؟
أولا لا يجب أن الاعتبار بمقولة "العالم الإسلامى يشترك فى جزء من الليل"، فتلك مقولة يقولها الجميع حتى من ليس له علاقة بعلم الفلك، المشكلة الحقيقية أن الحسابات الفلكية لحساب بداية الشهور كلها واحدة، والمعادلات الرياضية المستخدمة لحساب حركة القمر والأرض حول الشمس واحدة، وسبب الاختلاف فى بداية الشهور ونهايتها وتوقيت الأعياد وبداية رمضان هى اختلاف مبدأ تعتمد عليه كل دولة فى اتخاذ القرار، فالسعودية على سبيل المثال تصر على أن ترى الرؤية بالعين المجردة ولا تأخذ بالحساب الفلكي.
** هم يقولون إنهم يعتمدون على الحديث الشريف "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"؟
وهذا الاعتماد يجب أن يكون شاهد عدل، نحن لا نكذب شاهد العدل ولكننا نريد أن يكون أحد المتخصصين أو تكون لجان متخصصة بحيث لا يؤخذ برؤية أى شخص خارج هذه اللجان، لكن رجال الدين فى السعودية هم المشكلة، ففى مؤتمر تركيا تحدثنا مع أهل الحلّ والعقد الذين يأخذون القرار، وعليك أن تعلمى أن مفتى مصر متعاون مع الحل الفلكي.
** ولكن علماء الدين يؤكدون وجود خلاف شرعى يؤكد ضرورة الرؤية بالعين المجردة؟
من قال إن هناك خلافًا شرعيًا، لا يوجد أى خلاف شرعي، لأن الرؤية على سطح الأرض بالتليسكوب، واللجان العلمية تخرج بعد غروب شمس 29 من شهر شعبان فى جميع دول العالم الإسلامى بتليسكوبات لترى هلال شهر رمضان، كل ما فى الأمر أننا سنقوم بنقل هذا التليسكوب إلى مستوى مرتفع عن الأرض خارج نطاق التلوث بعيدا عن الغلاف الجوي.
** ولكنهم متشددون لهذه التقنية؟
التكنولوجيا ليست حرامًا ولكنها تسهل علينا أمور كثيرة فى العصر الحديث، والإسلام لا يرفض الاستعانة بها، فالقمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول الشمس، فيبدأ الشهر العربى وهو المحاق عندما يكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة وهو ما يحدث فى الكسوف الكلى ولكنه يحدث فى دورة شهرية، وهذه الدورة تتكون من أطوار ثمانية من بداية الهلال وحتى اكتمال البدر ثم الوصول لهلال مرة أخرى، وما يهمنا أن يكون أول هلال صغير هو هلال أول الشهر، ونحن لا نرى الهلال الصغير ولكن الحسابات الفلكية تؤكد ميلاده.
** هل نأخذ بالحسابات الفلكية أم الأفضل انتظار رؤية الهلال؟
الخلاف هنا يعود إلى أن بعض الدول ترفض الحسابات، بل إن الدول التى تأخذ بالحسابات الفلكية مختلفة فيما بينها، مختلفة فى فترة تواجد الهلال فى السماء بعد غروب الشمس، البعض يأخذ ببداية الشهر إذا تواجد القمر دقيقة واحدة، والبعض ينتظر عشر دقائق كما نفعل حتى نحقق قول رسول الله "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، فالاختلاف فى الدول العربية ليس اختلاف حسابات وانما اختلاف مبدأ بداية الشهر.
** ولماذا يحدث هذا الخلاف الفلكي؟
هناك أكثر من عامل يؤثر فى رؤية الهلال، الانحراف الرأسى عن الشمس وفترة تواجده فى السماء، هذا التواجد أحدث خلافًا بين الفلكيين، لذلك اصطدم حلم الدكتور نصر فريد واصل والدكتورة مرفت عوض بمشروع القمر الإسلامى برأى الدين فى السعودية، لأنهم يحتاجون إلى تمويل، فإذا كانت السعودية معترضة على رصد القمر بتليسكوب أرضى فهل سيوافقون على رؤيته بقمر صناعي.
** ولكنهم رصدوا صندوقًا للتبرعات إلا أنه لم يتلق تبرعًا حتى الآن؟
لا أعلم الكثير من التفاصيل عن تاريخ هذا المشروع، ولكننى أتحدث عن نوايا تركيا لتوحيد الأهلة لاكتساب الجاليات الإسلامية فى أوروبا وأمريكا، وعندما دُعينا لهذا المؤتمر عدلنا القرار إلى توحيد الأهلة وطلبنا ألا نبدأ أبحاثًا جديدة وإنما كل من يملك تقويمًا فلكيًا يقدمه.
** عندما تخاطبون الناس يكون معكم لجان رؤية...؟
بالطبع.. يكون معنا لجان رؤية من المنطقة ويكون معنا شخص من الأوقاف، فإذا لم نر الهلال نذكر أسباب عدم الرؤية، إذا كانت بسبب سحب أو بسبب الغبار والتلوث، فأنا من يقوم بهذه الرؤية ولا يمكن أن أقول إننى رأيت الهلال إذا لم أره، فاذكر ما رأيته فى الطبيعة.
** ألا ترى أن التلوث والغبار سبب منطقى لإقناع رجال الدين بأن هذا التلوث لم يكن موجودًا فى عهد الرسول لكن الأمر اختلف الآن؟
دار الإفتاء المصرية متفهمة، ولكن هناك دول أخرى ترفض هذا، رغم أنهم يوافقون على أفكارنا فى جلسات النقاش، وبمجرد انتهاء الاجتماعات ويخرج رجال الدين يصرون على الرؤية بالعين المجردة، تحقيقًا للنص الصريح "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، وهذا لا يمنع وجود بعض المشايخ المستنيرين الذين يؤمنون أن الرؤية مع التلوث رؤية ظنية مثل الشيخ محمد أحمد شاكر الذى يقول إن الحسابات الفلكية رؤية قطعية والرؤية البصرية رؤية ظنية.
** الخلافات التى أصابت الشهور العربية....؟
مقاطعًا.. من قال إن الخلافات لم تصب سوى الشهور الهجرية فقط، فالشهور العربية ليست وحدها التى تعانى من عدم توحيدها، الشهور الميلادية تعانى هى الأخرى من الأخطاء، وقد حاولنا مع أحد العلماء المسيحيين أن يقنع الكنيسة للأخذ بالحسابات الفلكية، ولكنه قال "عندما تقنعون المشايخ سنتمكن من إقناع الكنيسة".
** لماذا لا يكون هناك استفتاء عام بين دول العالم الإسلامى ال57، طالما أن السعودية فقط هى التى ترفض؟
لقد اقترحنا فكرة الرؤية الفلكية ليس لأننا نشكك فيمن يرى الرؤية، ولكننا نريد تشكيل مركز فى السعودية فى مكة لرؤية الأهلة ونشكل عدة لجان، لجنة مسئولة فى مصر ينبثق منها خمس أو ست لجان تشكلها دار الإفتاء كما نفعل فى توشكى وقنا و6 أكتوبر وحلوان، وتكون هذه اللجان هى المعتمدة، بحيث لا نأخذ برؤية أى شخص آخر، وكل هذه اللجان تصب فى المركز الرئيسى فى مكة وهى التى تأخد القرار، ولكن لا يمكن توحيد كل العالم الإسلامى فلكيًا وعلميًا، فجنوب شرق آسيا فى بنجلاديش وباكستان وإندونيسيا لا يتماشى معنا، لأن خط العرض والطول يختلف، ولكن يتناسب معنا تقويم السعودية وحتى السنغال، لذلك قلت فى مؤتمر تركيا لا يمكن أن نوحد بتقويم واحد وإنما بتقويمين، لأنه يمكن ألا يولد القمر فى توقيت واحد، فحجمه صغير ويسير فى خط متعرج، وعرضة للتأثير من أكثر من 600 عنصر.
** لذلك لا يستطيع علماء الفلك تحديد مولد أى شيء فى الفضاء لسنوات طويلة فلماذا لا تطبقون الحسابات على مولد الأهلة؟
لأن حركة القمر عكس كل الكواكب والكويكبات الأخرى، فحركته صعبة جدًا، ويتأثر بالأجسام الأخرى ومن الصعب أن نتنبأ بمساره وبوجوده فى نفس الوقت ونفس المكان بعد عشر سنوات، حتى العلماء الغربيين عندما سخروا منا وحاولوا أن يرسلوا لنا بتكنولوجياتهم الحسابية فشلوا بعد سنتين ورغم محاولتهم الكثيرة إلا أنهم فشلوا وتأكدوا من تلك النظرية.
** العالم الإسلامى من الهند وحتى المغرب يشترك فى جزء من الليل..؟
ألمانيا وفرنسا أقرب لنا من إيران.
** نظرة العالم عندما يرى ثلاثة بلدان عربية متجاورة وكل بلد يصوم فى يوم مختلف...؟
مقاطعًا.. هذا خلاف فى المبدأ وليس فى الحسابات الفلكية، فحساباتهم الفلكية صحيحة، ولكن القرار كما قلت هو السبب.
** وماذا عن عيد الأضحى؟
فى عيد الأضحى السعودية هى صاحبة القرار بمفردها.
** رغم ذلك أعلنت إحدى الدول أول يوم العيد فى يوم مختلف عن السعودية؟
لا يمكن إلزام أى دولة أو حكمها، فالسعودية منذ سنوات قليلة كانت تعلن بداية شهر ذى الحجة بعد أربع أيام، وعندما سألت سعوديًا عن سبب التأخير، قال إن "الواحد على ما يتوضى ويصلى يكون الهلال اختفى، لكنهم ظبطوا الأمور الآن".
** ننتقل إلى نقطة أخرى شائكة من داخل المساجد المصرية البعض يؤكد أن المواطنين يصلون بشكل خاطئ منذ أكثر من مائة عام!
القاهرة بها أكثر من ألف مسجد، فهل العلماء قاموا بزيارة كل المساجد ليحكموا بأن المصريين يصلون فى اتجاه صحيح، فأحد أهم أعمالنا تحديد اتجاه القبلة، وعندما ذهبنا إلى مسجد الخديو توفيق وجدنا انحرافًا بسيطًا، وعندما أردنا تبديل الانحراف قليلاً رفض الأهالي، وأحد الزملاء من محافظة سوهاج أراد ضبط انحراف المسجد الموجود فى بلده، فطلبت منه ورقة رسمية من الأوقاف للتعديل المطلوب، فذهب بنفسه لتعديل الانحراف دون ورقة رسمية، ولكنه واجه بطش الأهالى رغم أنه من أهل القرية.
** وما فائدة العلماء إذا كانت الأهالى بهذه العقلية؟
ساخرًا.. لقد وجدوا آباءهم على هذا.
** رغم أهمية البحوث الفلكية للتنمية إلا أن البعض لا يزال يراها بحوثًا ترفيهية على الأخص بحوث الشمس؟
رغم أبحاث الخلايا الشمسية تتعامل مع طاقة نظيفة متجددة ومتوفرة فى الطبيعة، ولكن المشكلة أن كفاءتها ليست عالية، وتصل ما بين 15 إلى 20%، فإذا تطورنا واستطعنا أن نستخدمها جيدًا ستوفر لنا الوقود، بالإضافة إلى السخان الشمسى الذى طالبت كثيرًا بقرار وزراى باستخدامه فى كل المدن الجديدة وفى الساحل الشمالي، خاصة أنها سخانات بسيطة التصنيع، وقد اكتشفت فى 1983 عندما كنت أجرى أبحاثا بالمركز القومى للبحوث أن درجة حرارتها فى الشتاء تصل إلى 70 درجة مئوية، وفى أوائل التسعينيات اتخذ محافظ بنى سويف قرارًا بعدم بناء شقة إلا بالسخان الشمسى ولكن المواطنين رفضوا، لذلك نحتاج إلى قانون لإجبارهم باستخدام السخان الشمسي، فثمنه لا يتعدى 3 آلاف جنيه، وعلى المدى البعيد إذا قارناه بثمن الكهرباء سنجده رخيصًا، وسهل الصيانة.
** تاريخيًا بحوث الفلك كان له دور فى التاريخ المصرى سواء على المستوى العلمى أو التنموي...؟
مقاطعًا.. المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية يعد بيت خبرة للمؤسسات والأجهزة الحكومية المختلفة، فعلى سبيل المثال قسم الزلازل يشارك فى دراسات زلزالية وإنشاء محطات الكهرباء والطاقة والمدن، ويضع جميع المواصفات أمام متخذى القرار لاختيار الموقع لإنشاء أى منشأة استراتيجية، وفى حرب أكتوبر وضعنا مواعيد المد والجذر فى قناة السويس أمام القيادة العسكرية لمساعد الجنود التى عبرت القناة بقوارب مطاطية، كما أن مرصد حلوان كان له باعًا فى المساهمة فى اكتشاف كوكب بلوتو، وفى 1909 رصدنا مذنب هالى الذى رصده العالم بعدنا فى 1910، كما رصدنا كسوف الشمس وكانت أفضل صور عالمية، والتقتنا 60 صورة نفتخر بها.
** مع كل تلك الإنجازات إذا ما تحدثنا عن ميزانية مراكز بحوث الفلك الذى تحتاج أبحاثه إلى إنفاق مرتفع؟
ميزانية البحث العلمى كانت حوالى 1% فى الوقت التى وصلت فيه ميزانية دولة مثل إسرائيل إلى 4%، ولكن فى الدستور الحالى وصلت ميزانيته إلى 3%، ويجب أن تعلمى أن الميزانية التى كانت تقدر بحوالى 1% كانت تذهب فى المرتبات فهى ليست مخصصة للبحث فقط، بل للمرتبات والسفريات.
** هل قلة الميزانية تقف عائقًا أمام أبحاث المركز؟
بالتأكيد.. تقف عائقًا كبيرًا، خاصة أننا لدينا شباب واعد طموح لديه أفكار، ولكننا نعوضه باحتكاك مع مراكز بحثية مختلفة.
** وماذا عن البعثات ألا تقف عائقًا؟
البعثات مجموعات علمية، ولقد عملت فى الظروف العربية التى تحكم رؤية الهلال، وقدمنا أول رسالة ماجستير كرسالة كاملة، وغطينا كامل الظروف التى تحكم رؤية الهلال، ولقد حضرت مؤتمرًا على مستوى العالم الإسلامى والجاليات الإسلامية فى تركيا للبحث فى عملية توحيد بداية الشهور العربية، وكنا ال16 على مستوى العالم الإسلامى والجاليات الإسلامية، فالعالم الإسلامى كان يصوم ويفطر على ثلاثة أيام، فالشيعة يصومون مع إيران، والسنة مع السعودية، والمغاربة والتوانسة يصومون مع بلدانهم، وسنبحث فى مؤتمر مارس 2016، طلب كل من يملك فكرة للتعديل تقدمها أى دولة، ولكن للأسف كان آخر مشاركة لنا فى عام 2011 وتوقفنا بعد ذلك للمشاكل السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.