اكد الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر ان رمضان سيبدأ يوم الاربعاء 10 يوليو وان الثلاثاء 9 يوليو سيكون هم المتمم لشهر شعبان وذلك لاستحالة رؤية الهلال يوم الرؤية الشرعية. وقال ان سبب اختلاف رؤية الهلال بين الدول العربية والاسلامية يرجع الي الاعتماد علي أربعة اتجاهات مختلفة في تحديد الاهلة وبدايات الشهور العربية ما بين الحسابات الفلكية البحتة والرؤية الشرعية المنفكة والاخذ بالحسابات مع الرؤية. وقال إن الحساب الفلكي الآن يختلف عن التنجيم من حيث الدقة العلمية مشيرا الي ان سبب اختلاف رؤية الهلال يرجع الي الاعتماد علي أربعة اتجاهات مختلفة في تحديد الاهلة وبدايات الشهور العربية وعلي بقية الكواكب والحساب الفلكي يعتمد علي علمين صحيحين هما علم الميكانيكا السماوية وحساب المثلثات الكروي وهذا العلم باستخدام الحاسب الالي يمكننا ان نحسب بدايات الشهور العربية حسابا دقيقا لا لمدة عام قادم ولكن لالف عام قادمة مبينا انه لوكانت امة محمد تقرأ وتحسب لاستخدمت الحسابات الفلكية ولكنهم كانوا اميين ولهذا كانت الرؤية هي ماتتفق معهم. واوضح ان القمر الصناعي الاسلامي لرصد بدايات الشهور العربية بدعة واسراف في غير محله. * ماذا قالت الحسابات الفلكية عن رمضان هذا العام؟ ** رمضان سيبدأ يوم الاربعاء 10 يوليو وان الثلاثاء 9 يوليو سيكون هم المتمم لشهر شعبان وذلك لاستحالة رؤية الهلال يوم الرؤية الشرعية. * لماذا يتجدد الخلاف كل عام حول رؤية هلال رمضان وماذا ** قالت الحسابات الفلكية عن رمضان هذا العام ؟ سبب اختلاف رؤية الهلال يرجع الي الاعتماد علي أربعة اتجاهات مختلفة في تحديد الاهلة وبدايات الشهور العربية فنجد الاتجاه الأول يعتمد علي الأخذ بالحساب الفلكي البحت وهذا مبني علي علوم حسابية وفلكية وحقائق علمية حيث انه يعتبر انه في حالة بقاء الهلال ولو دقيقة واحدة بعد غروب الشمس فان هذا يعتبر بداية الشهر العربي ومثال ذلك تونس ويعتمد الاتجاه الثاني علي الحاسب الفلكي البحت ايضا ولكن الذي يحقق امكانية الرؤية الشرعية بمعني انه لابد ان يكون بقاء الهلال بعد غروب الشمس في يوم 29 من الشهر اكثرمن 15 دقيقة بعد غروب الشمس كما هو مقرر في المؤتمر الاسلامي باسطنبول عام 1978 وتسمي "بمكث القمر" حتي يمكن رؤية هلال شهر رمضان لأن إضاءته تكون ضعيفة مقارنة بإضاءة الشمس وشفق الغروب ومثال علي ذلك تركيا أما الاتجاه الثالث فيعتمد علي الحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية اي ان الرؤية هي الاساس كما كان ذلك في عهد الشيخ طنطاوي الذي كان مفتيا للديار أما الاتجاه الرابع فلا يعترف بالحساب الفلكي نهائيا ويعتمد علي الرؤية بالعين المجردة اي منفكة من العقل والعلم وهو الرأي المتبع بالسعودية ونظرا لوجود هذه الاراء المتعددة فلن يكون هناك توحيد او اتفاق اصلا . * ولكن الا تتعارض الحسابات الفلكية مع حديث الرسول صلي الله عليه وسلم صوموا لرؤيته؟ ** إن اعتماد بداية الشهر العربي علي رؤية الهلال هو أمر استقر عليه العرب قبل الإسلام فالحديث النبوي الشريف ¢صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته¢ هو إقرار لما درج عليه الناس من اعتبار الهلال دليلا علي طول الشهر وكانت القبائل العربية تعني بالرؤية من أجل تحديد الأشهر الحرم في أوقات الخصومات والحروب المستعرة بينهم ومن أجل مواسم الحج ولم نقرأ وكذلك لم نسمع بوسيلة أخري أو معيار آخر لتحديد بداية الشهر العربي ولا يعقل أن تكون لهم غير هذه الوسيلة الواضحة ومن ناحية أخري يتبين لمن عرف سيرة النبي الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أنه كان يختار أيسر الأمور وأهونها وعلي هذا الأساس لم يكن من المعقول أن تقرر الشريعة وسيلة أخري لم تكن بحسبانهم أو في مقدورهم ولكن لا يعني ذلك رفض أية وسيلة علمية تؤدي نفس الغرض وبنفس الوضوح إذا تهيأت للأجيال في مستقبل الأمة كما تهيأت في عصرنا إن فقهاء الإسلام الأوائل في المذاهب المختلفة يكاد يتفق رأيهم في عدم اعتبار الطرق الحسابية الفلكية في إثبات بداية الأشهر الهجرية حيث إن الحساب الفلكي في أزمنتهم كان مقرونا بالتنجيم إلا أن الحساب الفلكي الآن يختلف عن التنجيم من حيث الدقة العلمية حيث يعتمد علي علمين حديثين هما الهندسة الكروية والميكانيكا السماوية وهما العلمان الأساسان اللذان استطاع بهما الإنسان الهبوط علي سطح القمر منذ حوالي الربع قرن لذلك فقد قال العلامة الشيخ الدكتور ¢مصطفي أحمد الزرقا¢إن النظر إلي جميع الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في هذا الموضوع يبرز العلة السببية في أمر الرسول صلي الله عليه وسلم- بأن يعتمد المسلمون في بداية الشهر ونهايته رؤية الهلال بالبصر لبداية شهر الصوم ونهايته ويبين أن العلة هي كونهم أمة أمية لا تكتب ولا تحسب وهذا يدل بمفهومه أنه لو توافر العلم بالنظام الفلكي المحكم الذي أقامه الله تعالي بصورة لا تختلف ولا تتخلف وأصبح هذا العلم يوصلنا إلي معرفة يقينية بمواعيد ميلاد الهلال في كل شهر وفي أي وقت تمكن رؤيته بالعين الباصرة إذا انتفت العوارض الجوية التي قد تحجب الرؤية فحينئذ لا يوجد مانع شرعي من اعتماد هذا الحساب والخروج بالمسلمين من مشكلة إثبات الهلال. * ولكن هل تثق الي هذا الحد في الحساب الفلكي ؟ ** الحساب الفلكي علم صحيح وموثوق فيه وهو الذي هبط به الانسان علي سطح القمر وعلي بقية الكواكب والحساب الفلكي يعتمد علي علمين صحيحين هما علم الميكانيكا السماوية وحساب المثلثات الكروي وهذا العلم باستخدام الحاسب الالي يمكننا ان نحسب بدايات الشهور العربية حسابا دقيقا لا لمدة عام قادم ولكن لالف عام قادمة وهما يستخدمان بكل دقة في دراسة الخسوف للشمس والكسوف للقمر واي رؤية تخالف الحساب الفلكي مشكوك فيها قلبا وقالبا. * انت من اشد المعارضين لمشروع القمر الصناعي الاسلامي لرصد اهلة الشهور العربية لماذا ؟ ** علماء الاسلام لن يتفقوا عليه وعندما تقدم المفتي الاسبق بالمشروع للجنة توحيد الشهور العربية بجدة في رجب من عام 1999 تم احالته الي لجنة لدراسته ومادام البعض مازال ينادي بان الرؤية لابد وان تكون منفكة عن العقل والعلم فلن يكون هناك اتفاق عليه اما من الناحية العملية فاقول ان تكلفة هذا القمر ستكون ملايين الدولارات وهذا اراه اسرافا في غير موضعه لان هذ القمر سيوضع في مدار لن يقل ارتفاعه عن 400 كيلو متر وسوف يكون زمن بقائه خارج الكرة الارضية ثلاث سنوات فقط ثم يعاد اطلاق قمر اخر بتكلفة جديدة وسوف تكون هناك مشكلة كبري حيث ان الهلال الذي سيراه هذا القمر سيكون مختلفا عن الهلال الذي يري من علي الافق ولابد من اعادة عمل تصحيح وحسابات معقدة وشائكة لكي نري ماهو وضع القمر عندما يكون في هذه اللحظة عند الافق علي الارض ومن هناك فان الصورة التي سيراها القمر بكاميراته سوف تعدل بحسابات وتبث مرة ثانية ولن تكون هذه الصورة هي الصورة التي سجلتها الكاميرا لانها ستتعرض لحسابات وبرامج كمبيوتر الخطأ فيها وارد وفي ذلك زيف وخداع للمسلمين نقطة اخري هامة ان الفضاء الخارجي ليس مشاعا لكل من هب ودب بل هناك قوانيبن دولية تنظم استخدام المدارات طبقا لاتفاقيات ومعاهدات دولية وحاليا فان مدار ال 400 كيلو متر مشغول بآلاف الاقمار وليس هناك مكان فيه والرأي انه سوف يزاح الي مسافة 1200 كيلو متر وبالتالي فاننا في هذه الحالة لن نري الهلال كهلال بل سوف نري الارض نفسها كالقمر لذلك فان هذا القمر من نظري بدعة ليس لها اساس علمي سليم وكيف نصرف هذه الاموال الباهظة علي سراب.