المصرى مهما تباعدت به المسافات وتناءت به الديار فإنه يحمل هموم وطنه حيثما حل، وإذا سافرت ومعك الوطن فأنت مقيم لم تبرح . • بالأمس كنت فى سفر وعدت فى ساعة متأخرة من الليل ولم استطع النوم قبل أن أعرف سير الانتخابات فى مصرالمحروسة. • بر مصر كما كان يطلق عليه قديما بعض المؤرخين عاش يومه إقبالا على أداء واجبه الانتخابى كما عاش ليلته انتظارا لنهار جديد قادم . • الفضائيات والإذاعات والصحف والإنترنت والفيسبوك كلها تابعت الحدث العظيم وأشادت بما تم ، • التجاوزات البسيطة فى الإجراءت الشكلية لا تمثل خروقا فى جوهر العملية الانتخابية بقدر ما تمثل استثناءات ضرورية فرضتها الظروف فى بعض اللجان كتنازل أحد المرشحين عن الترشيح وسحب أوراق ترشيحه ، أو تأخر رؤساء بعض اللجان عن الوصول فى الموعد المحدد مما أخر البدء فى عمل اللجنة ساعة أو بعض ساعة. • المنظمات الدولية أشادت بحجم الشفافية وبوعى الشعب فى ممارسة حقه الديموقراطى • غيرأن بعض الفضائيات التى تمددت فى الساحة الثقافية وبالمال الطائفى حاولت قدر طاقتها أن تصور التيار الإسلامى كبديل عن الحزب الوطنى فى محاولة لتشويه صورته ، • المحاولة اتسمت بالسذاجة وعدم المصداقية وكانت مكشوفة يستطيع المشاهد ببساطة أن يكتشفها وأن يعرف مغزاها ببساطة . • الفزاعة القديمة "فزاعة الخوف من الإسلاميين" أعيد تشغيلها بموظفين جدد لهم طولة لسان، ولكن ليست لهم كفاءة المحترفين فى التخويف والتزوير وتزويق القول ، ولعل وعى الثورة ساعد على كشف بدائية الأدوات وعدة النصب المستعملة. • وصل الجنون بأحد رجال المال الطائفى إلى أن شن هجوما على الإسلاميين من داخل أمريكا وادعى انه لن يسمح لهم بتحقيق انتصارات فى الانتخابات الحالية ، تصريحات رجل الأعمال المعروف بتعصبه وصلته ببعض الرموز المتطرفة من قيادات أقباط مصر سببت غضبا كبيرا فى أوساط المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين معا • الليبرالى المعروف بطائفيته يتحدث عادة بلكنة أبناء الشوارع وقد تطوع بالهجوم على العلامة القرضاوى مدعيا أنه أفتى بتحريم انتخاب المسيحيين فى مصر، علما بأن الأمر عكس ذلك تماما • الكائن الناطق فى أمريكا والذى إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث يستمد قوته عادة من التلويح بدفتر الشيكات كلما تحدث وحديثه دائما يشكل عورة ثقافية تهبط بصاحبه وتنزع عنه صفة المثقف • الفضائيات والصحف الممولة منه تسير على نفس النهج وتصور إقبال الناخبين ورغبتهم فى أداء واجبهم الانتخابى على أنه نوع من الحشد وراءه قوى إسلامية لها قدرة على الحشد والتنظيم ولديها طاقة مالية ضخمة تستطيع بها أن تستأثر بالتأثير على الساحة المصرية . • على نفس القناه استضافت مذيعة أخرى عبر الهاتف المسئول الإعلامى لحزب العدالة والحرية د. ياسر وتحدث الرجل بعقلانية عالية الأداء والكفاءة والمنطقية وقدم العزاء لأسر الشهداء وقال لولا تضحياتهم ما وصلت مصر لهذه المرحلة من الحرية، وقال إننا نقبل بأى اعتراض قانونى ونحترم أى قرار يصدر فى ذلك المجال لكن كان هنالك فى الاستوديو ناشط سياسى وحقوقى غاضب رفض تقديم العزاء واتهم الإسلاميين بخيانة من كانوا فى ميدان التحرير الناشط المذكور عجز عن تقديم دليل قانونى لما ادعى أنها مخالفات قانونية شابت علميات الانتخابات وقال بإنها مخالفات أخلاقية وليست قانونية • المرء يعجب من هذا الكم الهائل من الكراهية لكل ما هو إسلامى من قبل العلمانيين والليبرالين فهم يفضلون أن يحكم مصر قانون نابليون بونابرت ولا تحكم مصر بفكر وفقه الإمام الشافعى او الليث بن سعد الفقيه المصرى المعروف. مفتى عام القارة الأسترالية [email protected]