من "مبادرة زمزم" ل"زوبع الابن" لدعوة تعطيل التنظيم في مصر عاد الحديث مجددًا حول حل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد أزمة داخلية ضربت صفوف التنظيم الداخلية، بين مكتب إرشاد ما قبل 30 يونيو، والقيادة المنتخبة الجديدة، واستهداف الأمن لأفراد التنظيم وتصفيتهم. وفسَّر مراقبون حديث قيادات بالجماعة حول حل التنظيم، بإرباك النظام، في التعامل مع الجماعة التي يطاردها، في محاولة منهم لتحويل صراع السيسي معهم إلى صراع مع كيان أشبه بالأشباح. إلا أن جمال عبدالستار، القيادى الإخوانى، قال إن كلامه حول تعليق عمل التنظيم نزع من سياقه، موضحًا: "زعم البعض أنى أطالب بحل جماعة الإخوان، وهذا أمر عجيب ونزع للكلام من سياقه لقد اقترحت إعلان تعليق التنظيم فى مصر لمدة مؤقتة، من باب التهديد بما سيحدث من انفلات ودمار وفوضى وتخريب". أضاف "عبدالستار" أن جماعة الإخوان المسلمين ليست ملكًا خاصًا لفرد أو لمكتب أو حتى لدولة، ولا يملك أحد مهما كانت مكانته حلها، ولا مكتب الإرشاد نفسه، وقد خالف المنهج من كان يومًا نائبًا للمرشد فأبعده الله". وأشار عبدالستار ل"المصريون" إلى أن الدكتور وصف نفس فكرته بتعليق التنظيم فى مصر لمدة مؤقتة. تبنى القيادي في الجماعة أشرف عبد الغفار، دعوة ب"حل الجماعة في مصر"، بسبب مطاردة الأعضاء في مصر. وأعرب عبد الغفار القيادى بجماعة الإخوان، عن تأييده لفكرة حل الجماعة فى الوقت الحالى، مضيفًا: "فكرة مناسبة جدًا أن نعلن حل جماعة الإخوان فى مصر لنفوت الفرصة على من ضدنا". وقال عبدالغفار ل"المصريون" إن الأمر مازال قيد الدراسة ويجب أن يأخذ وقته بين قيادات الجماعة وخاصة في الداخل. وتابع: "جماعة الإخوان لا تطارد على مستوى جريمة بل على مستوى هوية إذن لتحل الجماعة فى هذه المرحلة وبخاصة أنها فكرة قبل أن تكون تنظيما". من جهته استبعد أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، والقيادي الإخواني، نجاح الدعوات التي تصاعدت مؤخرا مطالبة بحل الجماعة، لقطع الطريق على الملاحقات الأمنية في مصر ضد قيادات وأعضاء الجماعة، والتي كان آخرها "تصفية" 9 قيادات بمدينة السادس من أكتوبر. قال رامي: "من المبكر جدًا اتخاذ قرار خطير كهذا بهذه السرعة"، نافيا وجود موقف رسمي بشأن الدعوة، فيما لفت إلى أن الدعوة لم تلق دعما من قيادات الجماعة. ولا تعد دعوة عبدالستار بحل التنظيم هي الأولى من نوعها، حيث سبقها عدة دعوات، كانت باكورتها في الأردن، حين أطلق منشقون عن تنظيم الأردن مبادرة زمزم، لحل التنظيم الدولي. مبادرة زمزم القيادي الإخواني البارز، ارحيل غرايبة، رئيس المكتب السياسي الأسبق للجماعة في الأردن، دعا في وقت سابق إلى حل التنظيم الدولي للإخوان، قائلا إن الحركة الإسلامية معنية بالإقدام على خطوات استثنائية كبيرة تتناسب مع حجم الخطورة التي تحيق بها وبأمتها وبلدها على مستوى مصر أولا، وعلى مستوى الإقليم بأكمله. وطالب "غرايبة" جماعة الإخوان في مصر ب"إعلان تنازلها عن كرسي رئاسة الجمهورية، وترك الأمر للشعب المصري كله، حفظا للدم المصري، وحرصًا على مصلحة الدولة المصرية، ولو كان ذلك على حساب أعضائها وشهدائها ومعتقليها"، بحسب كلامه. وعن رؤية غرايبة - منسق مبادرة "زمزم" وأبرز قيادات تيار الحمائم في الجماعة- من حل التنظيم الدولي للجماعة، قال إن "التنظيم شكلي وهو عبارة عن تنسيق واستشارات وليس له سلطة على الأقطار، وقد أصبح شماعة يعلق عليها أعداء الإخوان كل مخططاتهم، وقد أصبحت مخاطره أكثر من منافعه، إذ يلحق الضرر بالعمل الوطني والإسلامي في الأقطار المختلفة". ومبادرة "زمزم" أطلقها غرايبة برفقة عدد من أعضاء الجماعة في أكتوبر العام 2013، وتقوم بنشاطات خارج إطار الجماعة وتعقد حوارات ولقاءات مع مختلف الأطياف السياسية في الأردن وتطرح فكرة المشروع الوطني والعمل على الالتفات للشأن الداخلي. زوبع "الابن" الأمر ذاته ينطبق على حذيفة زوبع، نجل القيادي الإخواني حمزة زوبع، حيث كتب مقالا، في وقت سابق، هاجم فيه الجماعة وحملها مسئولية ضياع السلطة من أيديهم، بل وصل "زوبع الابن" إلى أبعد من ذلك، حيث طالب بحل الجماعة حتى تعيد ترتيب أوراقها من جديد وتحدد أهدافها بوضوح وتجيب عن التساؤلات المبهمة، وتخلق كوادر ونخبة وقيادة جديدة واعية تقود الجماعة في ظرف إقليمي وتاريخي حساس. وكتب "زوبع" موجها حديثه للإخوان: "إن كانت كلمة "حل الجماعة" ثقيلة على مسامعكم فاستبدلوها بأي مصطلح تريدون "تعليق النشاط السياسي" مثلا؟ أيا كان، حل الجماعة "قد" يكون حلا مناسبا لإعادة رسم المشهد السياسي من جديد وخلق مساحات جديدة وكبيرة يتم إرباك النظام من خلالها، وعدم تحميل الجماعة أحمالا هي في غنى عنها". وتابع: "قد يكون "حل الجماعة" ورقة يتم التلويح بها للتفاوض مع النظام على أرضية جديدة يكون الإفراج عن المعتقلين ووقف الأحكام الصادرة في حقهم وعدم التعامل الدموي مع القيادات أحد أساسات هذه الأرضية".