توصلت لجنة المصالحة برئاسة السيد الإدريسي نقيب الأشراف بأسوان إلي اتفاق مصالحه بين أبناء نقاده وبني هلال وذلك بعد الاشتباكات التي شهدتها مدينة أسوان بين الطرفين خلال الأيام الماضية حيث يقضي الاتفاق بقيام كبار وقيادات القبيلتين بمنع حدوث أي اشتباكات مستقبلية أو مناوشات تهدد أمن وسلامة استقرار المجتمع الأسواني ، بجانب إعادة فتح الطرق الرئيسية والفرعية في منطقة خور عواضه والتي شهدت الأحداث ، مع إزالة أي مخلفات أو إشغالات تعوق حركة السير الطبيعية عليها ، صرح بذلك زكريا عبد النعيم مدير إدارة الأزمات بالمحافظة. وأشار إلي أن لجنة المصالحة في انعقاد مستمر للعمل علي تخفيف حدة الاحتقان بين أطراف الازمة ومتابعة تنفيذ الالتزامات المبرمة بينها تمهيداً للوصول إلي اتفاق صلح نهائي معلن يقضي علي المشكلة من جذورها ، مع وضع الضمانات الكفيلة لعدم تكرار أي أحداث مشابهة مؤكداً علي أنه منذ اندلاع أول شرارة للمشكلة بين الطرفين كانت هناك متابعة مستمرة من محافظ أسوان مصطفي السيد لكافة الأطراف والذى قام بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ، بجانب حث القيادات الطبيعية واللجان الشعبية لاحتواء الموقف بشكل سريع ، وخاصة في ظل ما تشهده البلاد من اضطرابات ومحاولة بعض القوي للاندساس من أجل زعزعة الجبهة الداخلية. وأضاف عبد النعيم بأن محافظ أسوان قرر تشكيل لجنة من التضامن الاجتماعي لحصر الخسائر البشرية والتلفيات المادية نتيجة الأحداث وسرعة صرف التعويضات المقررة طبقاً للقوانين واللوائح المنظمة لذلك. ومن جانبه صرح أحمد سيد ممثل قبيلة بني هلال في لجنة المصالحة بأن هناك روابط عائلية وأسرية وتعاملات سواء كانت تتم بسبب الجيرة أو التجارة من قديم الأزل بين كافة القبائل المتواجدة في المنطقة والمناطق المجاورة ، وهذا يعتبر من أهم سمات المجتمع الأسواني الذي يقوم علي الترابط والتكاتف والتكافل بين أطرافه المختلفة ، واصفاً الأحداث بأنها عارضة وفردية لم ولن تؤثر علي إحداث أي شرخ في السلام الاجتماعي بين أطراف الكيان المجتمعي وهو عكس ما صورته بعض وسائل الإعلام والتي تسعي إلي الإثارة الهدامة من خلال المعالجة السطحية ونقل معلومات مغلوطة مخالفة تماماً لما يجري علي أرض الواقع . وفي السياق ذاته أشاد عبد الغفور محمد علي رئيس جمعية أبناء نقادة بدور لجنة الصلح الحيادي الذي كان له أكبر الفضل في إنهاء الاشتباكات والانصات لصوت العقل والسيطرة علي الأطراف المتنازعة لوأد الفتنة في مهدها، معتبرا أن ما حدث هو خلاف بسيط لا يرقي إلي مستوي النزاع القبلي ولكن تأجيج البعض للموقف تسبب في إذهاق أرواح لم تكن طرفاً في الأحداث سواء كانوا من المتوفين أو المصابين موجهاً واجب العزاء لأسرة الشابين الشهداء أيمن مقدم رفاعي 16 سنة من سوهاج ، وأيضاً محمد أبو المجد 37 سنة من دشنا واللذان تصادف وجودها أثناء حدوث الاشتباكات وهو ما انطبق أيضاً علي المصابين الذين لم يتبقى منهم في المستشفي سوي 7 مصابين وذلك بعد خروج 22 مصاب تم علاجهم بمستشفي أسوان التعليمي وتماثلهم للشفاء .