نعم.. شهر رمضان هو شهر العبادات والتقرب إلى الله لكن هناك الكثير من العادات حولته لشهر العزومات التي لا تنتهي، وتنوع الأكلات "هنطبخ إيه النهارده" السؤال دة بيحير 90% من نساء مصر ونظرًا لتهافت المواطنين على الأسواق والمحلات التجارية الشيء الذي يتيح الفرصة للتجار فيستغلون احتياجهم فيمارسون عاداتهم السيئة في الجشع والطمع وزيادة الأسعار. "المصريون" قررت النزول إلى الشارع لترصد آراء الناس والتجار في أسعار هذا العام.. وهل الدعم على السلع موجود؟ وكم تتكلف أسرة مكونة من خمسة أشخاص لتوفير متطلباتها واحتياجاتها بجانب العزائم، ولو فكرنا في ثمن طبق السلطة وكم يتكلف يوميا؟ الآراء كانت مختلفة، منهم من قال إن الدعم معقول ومنهم من قال إنه لا وجود لأي دعم. عبير محمد، ربة منزل، أسرتها مكونة من خمسة أفراد تقول إن مصاريف رمضان صعبة جدا وربنا يقدرنا عليها لكن ماذا نفعل؟ "مش هنبطل ناكل بس لو مفيش عزومات بلاش نزود في كميات الأكل". أما عم محمد فكان رأيه أن ما يحدث للمواطن الغلبان حرام وميرضيش ربنا الأسعار صعبة في السوق ولا تكفي أن أطعم أولادي لنصف الشهر لكن ماذا نعمل بقية الشهر؟ ويكمل في حيرة: "أنا بجد مش عارف.. أما بالنسبة لطبق السلطة فأنا مش هدخله البيت أساسا"!. في الوقت نفسه الحاجة سعاد أحمد تقول: "أنا عمري 72 عامًا أي نعم الأسعار لم تعد مثل زمان لكن إحنا كنا فين وبقينا فين، من كام شهر كان كيلو البامية ب 35 جنيهًا وكيلو اللحمة ب 90 جنيهًا حتي الطماطم وصلت 10 جنيهات كان ناقص أقدم على قرض من البنك علشان أأكل العيال"، تكمل وهى تضحك "ربنا يهدي الحال ويحنن قلب التجار علينا، أما بالنسبة للسلطة مش هقطعها من البيت مهما تكلف لأني حريصة على صحة أحفادي". وأثناء تجول "المصريون" في الأسواق تصادف وجود بنات في العشرينيات من عمرهن توجهنا إليهن وسألناهن ولكن تبين لنا أنهن لا يعرفن عن الأسعار شيئًا لكنهن نزلن لجلب الطلبات بناء على قائمة المشتروات التي أعدتها لهن والدتهن التي أصرت على أن ينزلن بأنفسهن ليتعلمن كيف يفتحن بيوتًا في المستقبل. توجهنا للتجار لسؤالهم عن الحال، فإذا ببعضهم يصرخ مثل المواطنين طبعا ليسوا جميعا، وبكن المعلم جابر تاجر الخضراوات يقول: "أنا بغلي على الناس غصب عني تجار الجملة مش رحمنا ومعليين علينا الأسعار فبالتالي السعر على لما بيوصل للمواطن بيقطم وسطه وأنا عندي مصاريف نقل وإيجار مكان وفوق دا كله السعر الأساسي للبضاعة عالي فبدل ما يكون سعر الحاجة جنيه بعد دا كله بيوصل سعرها لعشرة جنيه وربنا يعين الجميع". لكن عم حسن يقول: "أنا لقيت حل علشان الناس متدعيش عليا حطيت القرش على القرش وجبت حتة أرض بزرعها وببيع محصولي بنفسي وبحاول أبيع بالسعر اللي يرضي ربنا علشان لما آجي أشتري حاجة من عند تاجر تاني يعاملني هو كمان بما يرضي الله أصل التجارة المعاملة مع ربنا". وكان من أطرف من قابلت "المصريون" سيدة كبيرة عمرها 80 عاما قررت أن تقوم بدور الصحفية وتركت فرشتها "مكان أكل عيشها" وجاءت إلينا وكان أول سؤال سألته لنا: "رد الناس عجبكوا؟ طيب بلاش.. هتقدروا توصلوا معاناة الناس الشقيانة دي؟" وقبل ما نجاوبها تركتنا ومشت إلى فرشتها. وقد توجهنا إلى الشيخ محمود خميسي بالأزهر الشريف لنسأله عن رأي الدين في البذخ والتبذير في شهر رمضان بالذات فقال: إن المقصود من الشهر الكريم هو كبح الشهوات والحد من الإسراف والإحساس بالفقراء ليس البذخ فقد قال الله تعالى "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"، كما أكد أنه بالرغم من تلك العادات إلا أن المصريين بطبعهم قريبين من الله ومعظمهم يجعل من هذا الشهر مناسبة للتوبة والتقرب والعبادة.