قالت مؤسسة "راند" البحثية، إن الأقباط لديهم "فرصة تاريخية" للتحضير لإعلان "دولتهم"، فى ظل الأحداث الحالية التى تشهدها مصر، رابطة ذلك بحالة الغضب التى يموج بها الشارع المصرى تجاه المجلس العسكرى، بالتوازى مع صعود الإسلاميين بشكل مطرد، ما يجعل الأقباط بين مطرقة الجيش وسندان الإسلاميين. وأضافت أن حالة الارتباك التى تعيشها مصر حاليًا فرصة جيدة للتحضير السريع لإعلان الدولة القبطية، وأن الجيش الذى يقتل المتظاهرين فى ميدان التحرير هو نفس الذى قتل الأقباط فى ماسبيرو، وأن نفس الشعارات التى رفعت فى الميدان هى نفسها التى رفعت فى ماسبيرو من قبل، لذا فإن على الأقباط ألا يتنازلوا عن مطالبهم، وأقلها هو المطالبة بالدولة المسيحية، بحسب قولها. وذكرت "راند" والتى عادة ما ترفع تقاريرها وتوصياتها إلى صانعى القرار فى الولاياتالمتحدة أن هناك ارهاصات تفيد بأن الجيش منشق على نفسه، وأن الشارع المصرى أصبح كذلك، وأن القوى السياسية الاختلاف أصبح هو السمة بينها، لذا فإن المناخ الحالى إن لم يستغله القيادات المسيحية فى التوحد والعمل على إنشاء الدولة القبطية فإن هذه اللحظات والمفارقات لن تتكرر مرة ثانية حيث من الممكن أن تعود الدولة إلى سابق عهدها. ونصحت الأقباط العمل على زيادة الاحتقان القائم بين الجيش والشعب عبر تصوير أن الجيش هو امتداد لنظام حسنى مبارك وأن الشعب المصرى لم يحدث ثورة ولم يستف منها إلى الآن، حيث إن مبارك رحل وترك الجيش يحكم بنفس طريقته وبنفس أسلوبه السابق. وحثت الأقباط على التواصل الدائم مع منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان حتى إذا ما أعلنت الدولة القبطية حصلوا على تأييدها ودعمها. من جانبه، وضع المفكر القبطى، بولس رمزى، هذا الأمر فى إطار المساعى المحمومة للولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر لمنع الإسلاميين من الوصول إلى الحكم، خاصة فى مصر التى ترتبط بحدود مشتركة مع إسرائيل. وقال إن دعوة "راند" تصب فى مصلحة الولاياتالمتحدة، حيث تسعى لاستغلال الأحداث الحالية فى مصر لإعلان الدولة القبطية، وأشار إلى أن الأقباط فى ظل الصعود المتنامى للإسلاميين لن يتنازلوا عن دولة مستقلة لهم بمساعدة القوى الغربية.