نشطاء: الكنيسة دخلت فى علاقة أسوأ من أيام شنودة بمبارك اندلعت أزمة جديدة بين الكنيسة، وشباب الأقباط، بعد أن بادر البابا تواضروس، بطريرك الكرازة المركسية إلى التبرع بمبلغ مليون جنيه من الكنيسة الأرثوذكسية لمشروع قناة السويس الجديدة. وكان وفد يضم 15 من الأساقفة و10من الكهنة زار مشروع القناة، على رأسهم الدكتورة عايدة نصيف، أستاذ الفلسفة جامعة القاهرة والمدرس بالكلية الإكليريكية وذلك لتفقد مبنى المحاكاة وأعمال الحفر للقناة المقرر افتتاحها في أغسطس المقبل. وتم التبرع خلال الزيارة بمبلغ مليون جنيه، ما أثار رفضًا بين شباب الأقباط الذين اعترضوا على التبرع من تلك الأموال المخصصة لمساعدة الفقراء، قائلين: إن "من لا يملك تبرع لمن لا يستحق". ووصفت الكنيسة فى بيان لها، مشروع قناة السويس بأنه "مشروع واعد وسيغير وجه الخريطة لمصر والعالم وأن قائد المشروع يفهم ما يعمل وله البعد الإنسانى"، قائلة: "من هو فى المسئولية قلبه متسع فالكبير دوما هو من يتحمل". وأضافت أن "التبرع بمبلغ مليون جنيه جاء مساهمة من الكنيسة للدور الوطنى الذى لعبة المشروع"، وتابعت: "قضينا ساعات من الفرحة الغامرة بعرض تاريخ القناة، وبالنظرة المستقبلية التى عرضها سيادة الفريق مميش وشاهدنا حرص القناة على حسم أى منافسة لصالحها " مشيدًا بالجانب الاجتماعى للمشروع". وقال الناشط القبطي، أنطوان رمسيس، إن "الكنيسة تدخل فى علاقة تبعية واضحة للسلطة الحالية, وهى أسوء من العلاقة التى ربطت البابا الراحل شنودة الثالث بالرئيس المخلوع حسني بمبارك", متسائلاً: "من المسئول عن قرار التبرع؟ لافتًا إلى أن هناك صندوقين فقط للتبرعات فى الكنيسة، أحدهما لبناء وصيانة الكنسية والآخر من أجل الفقراء. وأضاف: التبرع جاء ممن "لا يملك لمن لا يستحق"، إذ أن "ما قام به البابا تواضروس مخالف للوائح المجلس الملى العام، لأن أموال الكنيسة تجمع تحت بندى الخدمات الكنسية والروحانية وبند مساعدة الفقراء والمرضى، وغير مسموح أن تنفق لأى مشروع سواء كان قوميًا أو استثماريًا خاصًا". من جانبه، انتقد المفكر جمال أسعد, تصرف البابا تواضروس، قائلاً: "ظروف الكنيسة المادية لن تسمح بدفع هذا المبلغ الكبير كتبرعات", متسائلاً: "هل سيطول هذا التبرع الجانب الوطنى, أم أنه سيدخل فى إطارات أخرى"؟ وأضاف "من الطبيعى أن تساعد الدولة الكنيسة وليس العكس, كما حدث فى عهد البابا كيرلس، حيث كانت الظروف المالية للكنيسة ضعيفة لدرجة أنها لم تستطع دفع رواتب العاملين بالكاتدرائية فقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالتبرع من أجل دفع هذه الرواتب, والأولى أن يتبرع المصريين للدولة لأن الكنيسة ليس من مستلزماتها التبرع لمشروع قناة السويس الجديدة". من جهة أخرى، وهاجم اسعد الأنبا روفائيل عقب تصريحاته المتشددة تجاه الزواج الثانى للأقباط قائلاً "إن من يريد أن يتزوج مره ثانية فليغير ملته, واصفًا تصريحاته بأنا "اتسمت بعدم التسامح والذوق وذلك لأنه غير متزوج ولا يفهم طبيعة الحياة بين المتزوجين", لافتاً إلى أن "مشكلة الزواج الثانى يجب أن يضع لها حلول جذرية سريعًا لخطورتها على الكنيسة" . بدوره، هاجم ريمون قلتة، الناشط بحركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، البابا تواضروس قائلاً: "يبيع أموالنا من أجل تقديم الولاء والطاعة وكسب رضا الحاكم، إذ يقدم له مبلغ مليون جنيه كجزية غير رسمية من أجل عيون السيسي". وأضاف قلتة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "هناك الآلاف من الأقباط فى أمس الحاجة إلى تلك الأموال لمساعدتهم فى العلاج وتوفير الاحتياجات، فليس هناك صندوق لتقديم الأموال للمشروعات القومية". من جهة أخرى، أقامت حركات قبطية دعوى قضائية ضد الكنيسة والبابا تواضروس أمام محكمة القضاء الإداري، بدعوى مخالفة القوانين، وللمطالبة بضرورة إعطاء التصريح الثانى بالزواج للقبطى الحاصل على الطلاق من محاكم الأحوال الشخصية، بجانب تنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية أمام الكنيسة المرقسية خلال الأسبوع المقبل حتى تتحقق جميع مطالبهم.