كتبت - جهان مصطفى في تعليقها على الهجوم الذي استهدف معبد الكرنك الشهير بالأقصر في صعيد مصر, ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" أن هذا الهجوم بعث برسالة خطيرة مفادها أن الجماعات المتشددة قررت توجيه ضربة قاصمة لقطاع السياحة, الذي يعتبر أهم أعمدة الاقتصاد المصري. وأضافت الوكالة في تقرير لها أنه بعد الهجوم, كان يتواجد سياح أقل, كما ألغيت رحلات منظمة قادمة للأقصر من الغردقة على البحر الأحمر. وتابعت الوكالة أن الأمر الغريب الذي أثار الانتباه بعد الهجوم أن عدد رجال الشرطة فاق عدد السياح في كافة المواقع الأثرية بمدينة الأقصر. وأشارت "فرانس برس" في 13 يونيو إلى أن انتقال الهجمات من التركيز على استهداف قوات الأمن إلى ضرب المواقع الأثرية, يهدف بالأساس لإضعاف نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, الذي يسعى للنهوض بالاقتصاد, بعد أربع سنوات من الاضطرابات البلاد. وكانت وزارة الداخلية المصرية أعلنت أن قواتها أحبطت هجوما استهدف الأربعاء الموافق 10 يونيو حافلة سياحية في ساحة معبد الكرنك بمحافظة الأقصر، مما أدى إلى مقتل اثنين من المسلحين الثلاثة، وإصابة أربعة أشخاص في الموقع. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن المسلحين حاولوا اجتياز النطاق الأمني لمعبد الكرنك الأثري باستخدام الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، ولكن قوات تأمين المعبد تصدت لهم، ونتج عن ذلك مصرع اثنين ممن وصفتهم بالعناصر الإرهابية. وأشارت إلى أن مقتل أحد المهاجمين نتج عن انفجار عبوة متفجرة كانت بحوزته، فيما قتل الثاني أثناء الاشتباك مع القوات المصرية. وحسب "الجزيرة", قالت مصادر أمنية وشهود عيان, قبل صدور بيان الداخلية, إن "انتحاريا" فجر نفسه في ساحة انتظار السيارات بالمعبد, وإن شريكين له أصيبا في اشتباك مع قوات الأمن. ومن جانبه, قال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية إن الهجوم أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، لكنه لم يوضح هويتهم. وأكد بيان الداخلية أن الحادث لم يسفر عن إصابات بين السياح أو قوات تأمينه عدا إصابة أحد العاملين في الموقع الأثري، مؤكدا ضبط الأسلحة والذخائر والعبوات المتفجرة التي كانت بحوزة الجناة، دون أن يبين كميتها أو أنواعها. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" عبر الهاتف، قال المسئول عن منطقة الأقصر الأثرية سلطان عيد إن المنطقة ما زالت تعمل بالكامل، ولكنهم أخرجوا السياح منها فور وقوع الحادث لضمان أمنهم وسلامتهم. وبدوره, قال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية إنه أصدر تعليمات بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتعزيز الوجود الأمني في جميع المواقع والمناطق الأثرية في مختلف أنحاء مصر. يذكر أن آخر هجوم مسلح شهدته الأقصر وقع في نوفمبر عام 1997 عندما هاجم ستة مسلحين معبد حتشبسوت، وقتلوا ثمانية وخمسين سائحا. وجاء هجوم معبد الكرنك بعد أيام من هجوم بالرصاص وقع قرب أهرامات الجيزة, حيث قتل اثنان من شرطة السياحة والآثار, وأصيب ثالث.