امتدح الكاتب البريطاني ديفيد هيرست تجربة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، رغم نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة, التي أفقدته أغلبيته البرلمانية المطلقة. وأضاف هيرست في تقرير نشره له موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في 11 يونيو أن حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كتب سجلا حافلا بالنجاحات طيلة 13 عاما, من أبرزها تعزيز الديمقراطية وإنعاش الاقتصاد وإعادة الجيش لثكناته والسماح للأكراد بالمشاركة في العملية السياسية بعد عقود من القتال. وتابع الكاتب أن نتائج الانتخابات البرلمانية في تركيا قدمت درسا في الديمقراطية للطغاة في الشرق الأوسط, لأنها أثبتت أنه يمكن تقييد طموحات الهيمنة السياسية، وإحداث تغييرات كبيرة اجتماعيا واقتصاديا من خلال أصوات الناخبين, وليس من خلال "الاستبداد والديكتاتورية", مثلما يحدث في مصر وسوريا, على حد قوله. وكانت النتائج غير الرسمية للانتخابات البرلمانية التي أجريت في تركيا في 7 يونيو أظهرت فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة 40.8% من الأصوات وحصوله على 258 مقعداً من مقاعد البرلمان ال550، بينما حصل حزب الشعب الجمهوري على 25% بواقع 132 مقعدا, من إجمالي عدد نواب البرلمان البالغ 550 نائبا. وحل حزب الحركة القومية ثالثا بنسبة 16.33% وبواقع 81 مقعدا، في حين حل حزب الشعوب الديمقراطي الكردي رابعا بنسبة 13%، وحصل على 79 مقعدا في البرلمان, مما يعني تخطيه العتبة الانتخابية التي تؤهله لدخول البرلمان التركي ليكون أول حزب كردي يدخل البرلمان في تاريخ البلاد. وفقد حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبيته المطلقة في البرلمان حسب هذه النتائج, بينما استبعد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي التحالف مع الحزب الحاكم لتشكيل حكومة ائتلافية، في وقت دعا فيه حزب الحركة القومية إلى إجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت محاولات تكوين هذه الحكومة. وهذه النتيجة قضت على مشاريع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتعديل الدستور لإقامة نظام رئاسي قوي في تركيا، وكان يلزمه من أجل تمرير هذه الإصلاحات التي نددت بها كل الأحزاب الأخرى باعتبارها "ديكتاتورية دستورية"، الفوز ب330 مقعدا لكي يمكن لحزبه اعتماد هذه التعديلات بمفرده. وحسب "الجزيرة", تراوحت التنبؤات بعد فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة لا تمكنه من مواصلة الحكم منفردا, بين التكهن بعودة الحياة السياسية المختلطة من جديد إلى تركيا عبر تشكيل حكومات ائتلافية عقب عجز كافة الأحزاب عن الحصول على الأغلبية المطلقة منفردة أو الذهاب للانتخابات المبكرة.