تعد صحيفتا اللواء الإسلامي والنور من أوائل الصحف الإسلامية التي صدرت في مصر.. وقد صدرتا في عام واحد هو عام 1981م.. واللواء الإسلامي كانت تصدر عن الأخبار. أما اللواء الإسلامي فقد قصرت نفسها علي الشأن الديني البحت.. كما قصرت الكتابة فيها علي شيوخ الأزهر .. ورغم ذلك حققت نجاحا ً نسبيا ً في السنوات الأولى .. ثم انطفأ نجاحها لعدم تفاعلها الجيد مع قضايا الإسلام والمسلمين الحقيقية في مصر. أما النور فصدرت عقب لقاء الحمزة دعبس ومصطفى كامل مراد وعبد الفتاح الشوربجي مع الرئيس المخلوع مبارك. وكان دعبس هو صاحب الجريدة وصدرت عن حزب الأحرار. وقد حاولت جريدة النور أن تكون منبرا ً للتيارات الإسلامية المتعددة لولا سيطرة صاحبها عليها .. وإدخالها في صراعات شخصية وفكرية لا داعي لها. ثم صدرت جريدة آفاق عربية الأسبوعية لتعبر عن فكر الإخوان .. ولكنها كانت أشبه بنشرة داخلية للجماعة أكثر منها صحيفة لجموع المصريين. ثم جاءت صحيفة عقيدتي لتحذو حذو اللواء الإسلامي ولا تخرج عن الخط الديني الرسمي للدولة . ولكن كل هذه الصحف كان لها الفضل في تخريج كوادر صحفية إسلامية واعدة تتبوأ الآن أماكن جيدة في كل الصحف ومواقع النت الحديثة في العالم العربي.. وهذه الصحف انطلقت الآن بحرية واسعة لتكون نموذجا ً جيدا ً للصحافة الإسلامية بعد الثورة. ثم جاءت ثورة 25 يناير لتطلق الحريات للمصريين جميعا ً ومنها حرية إنشاء الصحف الإسلامية. والآن صدرت عدة صحف إسلامية كثيرة .. فكل حزب إسلامي أصدر جريدة .. فحزب النور أصدر صحيفة النور الأسبوعية .. وحزب الحرية والعدالة أصدر صحيفة الحرية والعدالة اليومية .. وسلفيو القاهرة أصدروا الفتح الأسبوعية .. وسلفيو المنصورة سيصدرون الرحمة. والمتأمل لهذه الصحف يجد أن الكتابة فيها مقصورة على دعاة هذا التيار أو المقربين منه .. والاهتمام الخبري يكون منصبا ً عادة على أخبار الجماعة التي تصدر هذه الصحيفة ومركزا ً على الدعاية لمؤتمراتها ونشاطاتها دون سواها .. مما يجعل شريحة القراء التي ستتابعها محصورة في أبناء هذه الجماعة.. مع رفض الجماعات المنافسة لشرائها أو قراءتها .. مع أن أولى أبجديات العمل الصحفي أن تأتي الصحيفة بكل الأخبار.. سواء ما يخص الجماعة أو ما يخص منافسيها .. والمسلمين والمسيحيين.. والكنيسة والمسجد.. والليبراليين والعلمانيين.. وما يخص من نحب ومن نكره مادام هذا الخبر هاما ً للقراء. وأن تكتب فيها كل الأقلام ما دامت توجهات أصحابها وطنية ولا تصادم ثوابت الإسلام .. لأن التنوع يثري الفكر ويطوره ويحثه على المراجعة المستمرة . وقد تلافت "المصريون" موقعا ً وصحيفة معظم هذه العيوب .. ففتحت أبوابها لكل الكتاب من كل الاتجاهات الوطنية والإسلامية . كما اهتمت "المصريون" موقعا ً وصحيفة بكل الأخبار دون استثناء.. أو انتقاء أو تفضيل لخبر عن آخر مادام هذا الخبر هاما ً للقراء .. وتجنبت التعصب مع أو ضد فصيل إسلامي معين .. أو الانحياز لفريق على حساب آخر.