سلط الكاتب الصحفي فهمى هويدى، الضوء على الانتخابات البرلمانية التركية التي أعلنت نتائجها مؤخرًا بأغلبية غير مطلقة لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدًا أن الانتخابات تمت بنزاهة وحرية لا يستطيع أحد أن يشكك فيهما، الأمر الذى يعنى أن الكلام الذى روجته بعض المنابر التى تحدثت عن الديكتاتورية والتلاعب والتزوير كان من قبيل الكيد والتشويه المتعمد. وقال هويدى: إن تركيا مقبلة على مرحلة من عدم الاستقرار بسبب العقبات التى تعترض تشكيل الائتلاف الحكومى، وطبقا للدستور أمام رئيس الوزراء 45 يومًا لإنجاز المهمة، والحزب الكردى هو المرشح الأقرب للمشاركة فى الائتلاف، وإذا فشلت العملية فإن إجراء انتخابات مبكرة سيكون الحل الأخير. وفي محض النقط التي سجلها هويدى عن نتائج الانتخابات التركية في مقاله بصحيفة "الشروق"، حيث قال إن العامل الحاسم فى تراجع نسبة التصويت لحزب العدالة كان دخول الحزب الكردى إلى الساحة، بدليل أن أغلب المقاعد التى فقدها حزب العدالة بالمقارنة بانتخابات عام 2011 (69 مقعدًا) ذهبت إلى الحزب الكردى الذى فاز ب80 مقعدًا). وأضاف: قطاعات من الشعب التركى عارضت مشروع أردوغان الذي أراد به التحول إلى النظام الرئاسى. كما أنها انتقدت بعض ممارسات حكومته، بالتالي فإنها أعرضت عن تأييد حزب العدالة والتنمية وصوتت لغيره، وربما كان أفضل تعبير عن تلك الحالة ما قاله رئيس الوزراء الدكتور أحمد داود أوغلو حين وصف الرسالة التى تلقاها حزبه من خلال النتائج تعبير عن رغبة الأغلبية فى استمرار حزب العدالة فى قيادة المسيرة مع إجراء بعض التعديلات على المسار، وهو ما يمكن اعتباره إشهارا للبطاقة الصفراء وليس الحمراء التى سبقت الإشارة إليها. وتابع: حزب الرئيس أردوغان إذا كان قد خسر أغلبيته المطلقة بسبب دخول الحزب الكردي على الخط، فإنه سيدخل التاريخ من باب آخر، إذ يحسب له أنه أول من فتح باب التسوية التاريخية مع الأكراد ومن ثم منحهم فرصة مسبوقة تاريخية للمشاركة فى الحياة السياسية التى حرموا منها طويلا، مكملًا: أن أهم ما ينبغى أن يعنينا فى المشهد أن الديمقراطية والشعب التركى هما الفائزان الحقيقيان فى الانتخابات، وحين تفوز الديمقراطية وتستقر قيمها فينبغي أن نهدأ بالاً ونطمئن وألا نستسلم لشعورنا بالحزن والغيرة والحسد.