قرينة الرئيس لقبها السيدة الأولى، نتيجة أنها زوجة الرجل الأهم في البلاد الرجل الذي يحكم الدولة بأكملها فاعتادت أن تكتسب أهميتها من أهميته فهي زوجة راعي البلاد. زوجة الرئيس اختلفت باختلاف الرئيس نفسه ولم تختلف اسمًا فقط، ولكن اختلفت مضمونًا أيضًا، فزوجة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر تختلف عن زوجة أنور السادات تختلف عن زوجة محمد حسني مبارك، تختلف عن زوجة محمد مرسي تختلف عن زوجة عبد الفتاح السيسي، فعلى مدار العقود الماضية اختلفت طبيعة كل سيدة أولى عن غيرها، فهناك من طمحت إلى العمل العام وأخرى ارتضت البعد عن الأضواء. تحية كاظم زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والدها في الأصل من رعايا إيران، تعرفت تحية على جمال في الإسكندرية، فقد كان هو صديق والدها تاجر السجاد الميسور الحال، توفيت في عام 1992 ودفنت بجوار زوجها الزعيم الراحل حسب وصيتها. لم يكن لزوجة عبد الناصر دور في المجتمع وظهرت صورتها أول مرة في الصحف الغربية عندما سمح ناصر لصديقه المخلص "تيتو"، أثناء زيارته، بأن يظهر في صورة مع عائلته في بريونى في يوليو عام 1958. والحقيقة أن الأسباب الحقيقية وراء منع جمال عبدالناصر لزوجته من الظهور ليس معروفا، ولكن ليس لأنه كان يحب وضع زوجته مثل "الحريم" وراء منع الحجاب، فالرئيس ناصر كان رجلاً عصريًا متحررًا ويؤمن بأن المرأة لها مكانها في المجتمع الجديد، وإنما السبب الحقيقى قد يرجع إلى السمعة السيئة التي لازمت سيدات المجتمع الراقى والوزراء في عهد فاروق وإلى الفضائح التي اقترنت بأسمائهن! ثم جاءت زوجة السادات جيهان السادات، أمها بريطانية وتدعى جلاديس تشارلز كوتريل، ووالدها أستاذ جامعي يحمل الجنسية البريطانية ويدعى صفوت رءوف، أول سيدة أولى في تاريخ الجمهورية المصرية التي تخرج إلى دائرة العمل العام، فهي مُحاضرة جامعية في جامعة القاهرة سابقا وأستاذ زائر في الجامعة الأمريكية، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية، التقت أنور السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها صيف عام 1948 وكانت في الخامسة عشرة من عمرها ووقعت جيهان في غرام السادات وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجًا ولديه 3 بنات وهن رقية وراوية وكاميليا بالفعل تزوجته جيهان في 29 مايو 1949. كان لجيهان السادات مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية، فقد أسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري في ذلك الوقت. زوجة محمد حسني مبارك سوزان مبارك، أمها ممرضة إنجليزية من ويلز تدعى ليلى ماي بالمز، تعرف عليها والدها صالح ثابت عندما كان يدرس الطب في جامعة كارديف بإنجلترا، حصلت سوزان مبارك على الثانوية العامة من مدرسة سانت كلير بمصر الجديدة. انخرطت سوزان في الحياة العامة وشاركت في العمل التنموي والاجتماعي عبر جمعية مصر الجديدة. في عام 1991م تولت سوزان رعاية مشروع القراءة للجميع، كما اتجهت نحو تفعيل دور المرأة في المجتمع من خلال تدعيم عدة جمعيات نسائية وإنشاء المجلس القومي للمرأة. تولت "سوزان مبارك" عددًا من المناصب الاجتماعية، حيث كانت رئيس المركز القومي للطفولة والأمومة، واللجنة القومية للمرأة المصرية والمؤتمر القومي للمرأة، كما أنها المؤسس والرئيس لجمعية الرعاية المتكاملة التي تأسست عام 1977م بهدف تقديم خدمات متنوعة ومختلفة في المجالات الاجتماعية والثقافية والصحية لأطفال المدارس، وجمعية الهلال الأحمر المصري، ونالت خلال مشوارها في العمل العام العديد من الأوسمة والجوائز.
نجلاء محمد، زوجة الرئيس محمد مرسي، درست في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة في بيت الطالب المسلم كمترجمة فورية للأمريكيات اللاتي أشهرن إسلامهن، عملت مترجمة في المركز الإسلامي بكالفورنيا بالولايات المتحدة، وكانت إحدى الأعضاء الفاعلين في تنظيم الإخوان المسلمين، ولم يكن لها أي دور في المجتمع. ثم تأتي زوجة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي انتصار عامر، تزوجت منه عام 1977م بعدما أنهى دراسته بالكلية الحربية. بعد مرور عام على حكم السيسي نلاحظ اختفاء زوجة السيسي فمنذ توليه الحكم لم تظهر زوجته إلا مرتين إحداهما وهي زائرة لضحية التحرش، والثانية من خلال زيارة لمشروع حفر قناة السويس الجديدة لتفقد المشروع والتعرف على ما أُنجز حتى الآن، وكان في استقبالها وفد من القادة العسكريين ومسئولي تأمين مشروع القناة الجديدة ومنطقة قناة السويس، وتم اصطحابها إلى الاستراحة المخصصة للرئيس "الفرسان". علقت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد على اختفاء زوجة السيسي قائلة "زوجة الرئيس هي صاحبة القرار في كيفية دعمه، ولها الحق في أن تختار ما تراه يتفق مع طبيعتها"، مشيرة إلى أن الدور الذي تلعبه ليس شرطًا أن يكون معلنًا لوسائل الإعلام، كما أن لها دورًا في حياة زوجها وفي نجاحاته وإنجازاته.