عقلية دبلوماسية ، قلب متسامح وذكية ،هذه بعض صفات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات فقد شاركته في جميع رحلاته وحياته السياسية منذ أن تم اختياره نائباً لرئيس الجمهوريَّة في التاسع عشر من ديسمبر عام 1969م ثم تعيينه رئيساً بعد وفاة عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970م حتى تم اغتياله ، وعلى الرغم من حزنها الشديد عليه فإنها أثبتت تسامحها بعد مرور ثلاثين عام فأكدت على أنها ليس لديها الثأر من الجماعات الإسلامية التي اغتالت زوجها و لم ترفض أبدا خروج عبود وطارق الزمر بعد انتهاء مدتهما . لمحات من حياتها ولدت جيهان السادات في حيِّ الروضة بمدينة القاهرة عام 1933م لأم بريطانية مسيحيَّة هي السيدة (جيلاديس تشارلز كوتريل) وأب مصري مسلم هو السيد (صفوت رؤوف) . بدأت قصة حبها وهى فتاة صغيرة في الخامسة عشر من عمرها عندما التقت بالسادات للمرة الأولى عند احد أقاربها في السويس وبعدها تزوجا في التاسع والعشرون من مايو عام 1949 وأنجبا أربعة أولاد وهما : لُبنى وجمال ونهى وجيهان . محطات فارقة كانت السادات مهتمة بالشأن السياسي المصري فمنذ أن تزوجت السادات في عام 1949 وهى تشاركه في جميع الأمور فقد رافقته في زيارته المثيرة للجدل التي قام بها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حينما كان رئيساً لمجلس الشعب المصري عام 1966م. اتسمت بالشجاعة والجرأة التي جعلتها تشارك في جنازة المشير عامر بعد انتحاره في سبتمبر عام 1967 بل وتذهب إلى مسقط رأسه وذلك على الرغم من منع عبد الناصر أعضاء مجلس قيادة الثورة من المشاركة في جنازته ، ويذكر أنها عايشت الصراع الذي قام بين عبد الناصر والمشير عامر خلال فترة الستينيات، حيث كان بيت السادات هو الملجأ لكل منهما، حتى بعد وقوع الهزيمة عام 1967م . اهتمت كثيرا بحال المرأة في المجتمع المصري فقد كان لها مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية، و أسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة و تبنت مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة، وعدَّلت بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصيَّة الذي لازال يُعرف في مصر حتى الآن بقانون جيهان . جاءت المحطة الفارقة في حياتها باغتيال الرئيس محمد أنور السادات في المنصة في السادس من أكتوبر عام 1981 ونهايته على يد احد ابناء بلده الذي ظل يناديهم ب " ياولادى" . جيهان والمخلوع لم يتغير موقفها تجاه الرئيس المخلوع قبل أو بعد الثورة فأكدت على أن الوقت الذي تم فيه اختيار مبارك رئيساً للجمهورية كان رجلا عسكريًا يتسم بالبروتوكول العسكري له من الإمكانيات ما يؤهله لذلك ، و نسبت الحال الذي وصل إليه إلى ولديه جمال وعلاء مبارك فهما السبب في فساد و تدهور حال البلد . وحول ما يقال حول تورط مبارك في قتل السادات كذبت جيهان كل ذلك وأكدت على أنها لو تمتلك دليل واحد لكانت حاكمته وقت ماكان رئيساً . ومن الواضح أنها لم تسلم أيضا من نظام مبارك الفاسد فقد كان معاشها 900 جنيه و تتقاضى معاش مدني رغم أن زوجها عسكري وناضلت كثيرا من اجل معاش نجمة سيناء الذي كان يرتديها وقدمت الأوراق اللازمة لذلك إلا أن زكريا عزمي لم يوافق عليه باعتبار أن النجمة تمنح ولا تعطى . كما استاءت من رفع صور الرئيس السادات من مقار الحزب الوطني بعد شهور من اغتياله، رغم أنه هو المؤسس الأول للحزب، فضلا عن أنه كبروتوكول عام معمول به في دول العالم أن المؤسس دائما توضع صورته في المقر الرئيسي. تعد السيدة جيهان صفوت رؤوف أكثر النساء اللائي ظهرن خلال القرن العشرين إثارة للجدل في المنطقة العربيَّة، حيث لازالت هناك كثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام تُثار حول طبيعة الدور الذي لعبته في الحياة السياسيَّة في مصر، ليس خلال فترة رئاسة السادات لمصر بعد وفاة جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970م فحسب، وإنما منذ زواجها بأنور السادات في عام 1949م وحتى اغتياله في السادس من أكتوبر عام 1981م. شاركت جيهان السادات زوجها الرئيس الراحل معظم الأيام والأحداث الهامة التي شهدتها مصر، بدءاً بليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952م حينما اندلعت الثورة، وكانت معه في السينما مروراً بالصراعات التي قامت داخل مجلس قيادة الثورة والمناصب المختلفة التي تولاها السادات أثناء رئاسة عبد الناصر لمصر، رافقت السادات في زيارته المثيرة للجدل التي قام بها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حينما كان رئيساً لمجلس الشعب المصري عام 1966م. بدأت نشاطها العام بداية الستينيَّات إلا أن دورها بدأ يتبلور بعد تعيين السادات نائباً لرئيس الجمهوريَّة في التاسع عشر من ديسمبر عام 1969م، ثم اختياره رئيساً بعد وفاة عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970م، وكانت بداية حكم السادات لمصر هي بداية أيضاً لدور سياسي جديد مثير للجدل فرضته جيهان السادات على الحياة السياسيَّة المصريَّة هو دور زوجة الرئيس التي أخذت لقباً جديداً أيضاً في تاريخ مصر السياسي الحديث هو لقب (سيدة مصر الأولى) التي تقول عنها جيهان أنها لا تعرف حتى الآن مَنْ الذي أطلق عليها هذا اللقب، وبذلك أصبحت هناك مؤسسة توصف بأنها مؤسسة موازية لمؤسسة الرئاسة هي مؤسسة زوجة الرئيس. شهدت مع السادات كل الأحداث الهامة، وشاركت في صناعة كثير منها، وتبنت بعض المشروعات على رأسها مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة، وعدَّلت بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصيَّة الذي لازال يُعرف في مصر حتى الآن بقانون جيهان