6 رؤساء تعاقبوا على الحكم فى مصر منذ ثورة 1952، جميعهم اتخذوا من الفن وسيلة للتقرب من الشعوب وأدركوا أن الفن قوة ناعمة لا يقل أهمية عن الإعلام، إذ يمكن استخدامه فى التأثير على العقول، وتشكيل وجدان المواطنين، وحشد الأمة وراء هدف معين، ليس فى حالة السلم فقط، بل الحرب أيضًا. ويعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول من أدرك ذلك، فاستخدم الفن كأداة تُروج لأهمية بناء الوطن والعمل على نهضته فى حالة السلم مثلما حدث أثناء بناء السد العالي، ورفع الروح المعنوية لجنود الجيش خلال الحرب مثلما حدث فى 1956. كما حرص ناصر على تدعيم علاقته بالفنانين، وكان عبد الحليم حافظ أشهر من ارتبطوا بعلاقة قوية معه, كما كانت «أم كلثوم الفنانة الأكثر قربًا من «ناصر»، ولم يكن حريصًا على دعم علاقته بالمطربين فقط، بل حرص أيضًا على التواصل مع الفنانين، وأجرى اتصالًا ذات مرة بالفنان فريد شوقي، وطالبه بالإسراع فى تصوير فيلم «بورسعيد» الذى يُجسد مقاومة شعب بورسعيد ضد عدوان 1956. على جانب آخر اختار الرئيس الراحل أنور السادات، الثامن من أكتوبر عام 1976 ليكون أول احتفال بعيد الفن وكرم خلال فترة حكمه الفنانين، مثل زينات صدقي، ومريم فخر الدين، وسعاد حسني، والموسيقار محمد الموجي. بينما انصب اهتمام الرئيس الأسبق حسنى مبارك على دعوة كبار المطربين فى المناسبات القومية فقط، أمثال وردة ولطيفة ومحمد ثروت، ومن أشهر الأوبريتات «اخترناه». وحرص مبارك على دعم عدد من الفنانين أثناء مرضهم، أبرزهم الفنان طلعت زكريا، إذ أمر بسفره للعلاج فى الخارج على نفقة الدولة. لكن الرئيس الأسبق محمد مرسى كانت علاقته بالفنانين يشوبها بعض التوتر، بسبب تصريحات الإسلاميين ضدهم، ولم ينته التوتر حتى بعد دعوته عدد من الفنانين من مختلف الأجيال العمرية، خلال اللقاء الذي حضره مديحة يسري، عادل إمام، محمد منير، محمود ياسين. كما وقف مرسى بجانب الفنانة إلهام شاهين فى أزمتها مع الشيخ عبد الله بدر، وأكد وقوفه بجانبها فى القضية التى رفعتها ورفض إهانة أى فنان واعترف بقيمة الفن والفنانين. وخلال توليه الفترة الانتقالية، احتفل الرئيس المؤقت عدلى منصور بعيد الفن بالمسرح الكبير بدار الأوبرا، بحضور نجوم الفن. وخلال الاحتفالية كرّم الفنانة الراحلة فاتن حمامة، بجانب الفنانين الذين دعموا 30يونيو، منهم حسن يوسف، ومحمود ياسين، ونور الشريف. فيما يولي الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتمامًا خاصًا للفن والفنانين المصريين منذ توليه الرئاسة، وانعكس ذلك على حرصه على مقابلتهم والحصول على تأييدهم ودعمهم فى كل مناسبة. "السيسى مهتم بالفن اهتمامًا كبيرًا منذ توليه الحكم، لأنه درك أهمية الفن وتشكيله للوعى بعد الثورات التى قامت فى مصر عندما كان لعدد من الفنانين تأثير على توجيه الشعب المصرى"، هكذا قالت الناقدة السينمائية ماجدة موريس تعليقًا على اصطحاب وفد من الفنانين فى زيارته لألمانيا، مشيرة إلى أن دعم واحترام السيسى للفنانين يعلى من شأنه داخل نفوس المصريين. وأضافت موريس ل"المصريون" أن "السيسى يسعى إلى اكتساب حب المصريين للفنانين فكلما أكد دوره على حب الفنانين دل على دعمه لحرية الرأى والتعبير الذى يعتبر الفن إحدى أدواتها".