استعرض تقرير لشبكة الأنباء الإنسانية "إيرين " التابعة للأمم المتحدة بعنوان "العائدون يكافحون من أجل البقاء" أحوال آلاف العاملين المصريين الذين عادوا من ليبيا مؤخرا بسبب الأحداث التى شهدتها ليبيا وانتهت بسقوط نظام العقيد القذافى. أشار التقرير إلى أن عدد العمال المصريين فى ليبيا وفق تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، كان 1.5 مليون مصرى قبل الانتفاضة الشعبية المسلحة ضد العقيد القذافى التى اندلعت فى فبراير الماضى. وقال التقرير إن نحو 200 ألف عامل قد فروا عائدين إلى مصر التى تعانى – كما يقول التقرير - من الفوضى والاقتصاد الضعيف جراء عدم الاستقرار السياسى والاجتماعى الذى خلفته الثورة المصرية التى أطاحت بالرئيس المصرى حسنى مبارك فى 11فبراير الماضى. ويفيد التقرير الأممى أن عائدات السياحة والتى تمثل 11% من إجمالى الناتج المحلى فى مصر قد انخفضت إلى النصف منذ بدء الاحتجاجات فى يناير 2011. كما بلغ معدل التضخم 13.3 % ، وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن وزارة التخطيط المصرية فى يونيو الماضى أن استثمارات القطاع الخاص قد انخفضت ايضا بنسبة 33 % كما انخفضت استثمارات القطاع العام بنسبة 17% فى الربع الأول من عام 2011. ونقل التقرير عن ياسمين فهيم الباحثة بمنتدى البحوث الاقتصادية فى القاهرة قولها إن "المصريين عموماً لديهم مشكلات فى الحصول على وظائف، سواء كانوا من العائدين أم لا". وبلغ آخر معدل بطالة تم الإعلان عنه 11.8 % ولكنه لم يأخذ فى الاعتبار النقص فى العمالة. وأضاف التقرير: توصلت الدراسة التى أجرتها المنظمة الدولية للهجرة خلال الربع الأول من العام على الحدود المصرية الليبية، حيث تقطعت السبل بالمهاجرين، إلى أن 75 % من المصريين ينوون البقاء فى مصر بسبب الصدمة المرتبطة بالهروب من ليبيا والأمل فى أن يتعافى الاقتصاد المصرى قريباً، ولكن هذه الآمال قد تكون سابقة لأوانها. ويؤكد التقرير أن الثورة الليبية غيرت قواعد اللعبة بالنسبة للمهاجرين المصريين الذين كانوا فى الغالب من عمال البناء ذوى المهارات المنخفضة وأتوا من أفقر المناطق فى مصر. حيث أفاد باسكوال لوبولى الممثل الإقليمى للمنظمة الدولية للهجرة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن العثور على عمل فى ليبيا الجديدة قد يصبح مشكلة بسبب ضعف مهاراتهم، وأضاف أن "ليبيا تحتاج الآن إلى متخصصين، ولكن المصريين غير مؤهلين". وأشار التقرير إلى طلب الحكومة المصرية من برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة فى شهر مارس الماضى المساعدة فى تقديم المعونة لأسر العائدين فى إطار برنامج الغذاء مقابل التدريب، حيث يتم تعليمهم مهارات مهنية مثل السباكة أو الأعمال التجارية. وقال إن البرنامج - الذى سينتهى هذا الأسبوع- قد ركز على محافظات صعيد مصر مثل بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج التى ينتمى إليها غالبية العائدين حسبما أفاد عبد الله الوردات مستشار برنامج الأغذية العالمى فى القاهرة، وأضاف الوردات أن وضع العائدين معقد بسبب حقيقة أن "الصعيد هو أكثر المناطق التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى فى مصر. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، كانت تحويلات المصريين العاملين فى ليبيا إلى مصر تبلغ 33 مليون دولار سنوياً، ولكن وزارة العمل المصرية تقول إن تلك التحويلات كانت تبلغ حوالى 254 مليون دولار، وهى أكبر ثالث مصدر للعملة الصعبة بعد عائدات قناة السويس والسياحة.