رشاوى الحزب الوطنى تجتاح الدوائر الانتخابية

رجال الإعمال يضاربون فى بورصة الانتخابات ب110 ملايين

سكر وزيت ببولاق الدكرور وشبرا الخيمة.. رحلات عمرة بالجمالية.. وشنط رمضان بالوراق

ساويرس وسرور وأبو العينين وعز يدفعون ب5 ملايين جنيه رشاوى انتخابية خلال شهر رمضان

"عندما يتحدث المال فكل لسان صامت", مقولة إيطالية برزت المعنى الحقيقى لدور المال فى لعبة بيع وشراء الأصوات الانتخابية, "لعبة سياسية" طالما برع فيها رجال الحزب الوطنى وبعض من رجال الأعمال خلال ال30 عامًا السابقة, ففى الوقت الذى تشهد فيه الساحة السياسية لغط وعدم استقرار واضح حول موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة, تنتشر الدعاية الانتخابية بجميع محافظات الجمهورية لبعض المرشحين من أتباع الوطنى السابق, هذه الدعاية التى ليست مجرد بوسترات فقط, وإنما أموال طائلة لتبدأ عملية "هات صوتك وخد 10 جنيهات".
هذا المبلغ الذى قدره عدد من رجال الأعمال والفلول ثمن صوت المواطن "كنجيب ساويرس ومحمد أبو العينين ومحمد المرشدى وهانى سرور وطلعت قواس وسعد الجمال وعلى مصيلحى "وذلك خلال الاجتماع الذى جمعهم بأحد أشهر الفنادق فى القاهرة, الاجتماع الذى تطرق الحديث فيه حسب ما ذكرت بعض المصادر إلى الاتفاق على خطة ممنهجة لدعم مادى ومعنوى لبعض من رجال مبارك بالبرلمان, وتم تحديد مبلغ نصف مليون جنيه عن كل دائرة , على أن ينال كل مواطن من10 جنيهات إلى 50 جنيها كحد أقصى ثمن صوته, ليقدر التمويل على هذا السعر, وأن يقسم المبلغ حسب أصوات الدائرة, فالتى تحتوى على 200 ألف صوت يحصل النائب فيها على 2 مليون جنية وهكذا .
أما من الناحية المعنوية، فقد امتلأت شوارع القاهرة بتهنئة خاصة بمناسبة قدوم شهر رمضان, والأعياد تحمل شعار "من أجلك أنت, نحن معك ", بدلا من "فكر جديد.. العبور للمستقبل", بالإضافة إلى توزيع كرتونات رمضانية "زيت وسكر ورحلات عمرة "على الأهالى بعدد من الدوائر "كبولاق الدكرور والجمالية وشبرا الخيمة والوراق " لتختلف الشعارات وتثبت الوجوه, لتصل بورصة الانتخابات البرلمانية وفقًا لعدد من الخبراء إلى 110 ملايين جنيه" .
هذا الأمر الذى أثار غضب العديد من الأحزاب ودفع البعض منها وعلى رأسهم المؤتمر، لتقديم مقترح للجنة العليا بتخفيض سقف الإنفاق على الدعاية الانتخابية الخاصة بالمقاعد الفردية، من 250 ألف جنيه إلى 500 ألف جنيه كحد أقصى، كدافع للشباب وغير القادرين على المشاركة بالترشح فى الانتخابات، وإتاحة مساحة أكبر للمنافسة، وضخ دماء شبابية فى البرلمان المقبل، هذا الأمر الذى رفضه رجال الأعمال وعلى رأسهم المصريين الأحرار برئاسة ساويرس.
بغدادى: يكفينى 50 ألف جنيه بدائرة الجمالية
من جانبه قال حيدر بغدادى النائب السابق للحزب الوطني، إنه يكتفى بمبلغ 50 ألف جنيه للدعاية الانتخابية، عن دائرته الجمالية، مؤكدًا أن هناك 100 عضو من الحزب الوطنى المنحل سيخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة مستقلين، لأن الشعب يريد أن يخوض الحزب الوطنى البرلمان المقبل، مشيرًا إلى أن إدارة الاقتصاد قبل ثورة 25 يناير فى عهد مبارك كانت أفضل كثيراً من الوقت الحالى حسب قوله.
وأضاف بغدادي، فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن هناك أعضاء سابقين بالحزب الوطنى شرفاء سيخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولن يوجد حرمان سياسى لأى مواطن منهم، لأنهم حاليًا فى دولة القانون، قائلاً: "واجهت الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، عندما زعم أن الكهرباء دخلت المناطق العشوائية، قائلاً ” قلت لنظيف أنت كداب قدام حسنى مبارك لما قال أن الكهرباء دخلت العشوائيات”، فيما وصف عهد الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق، ب”عهد السرقة”.
محلل سياسى: المال يدعم فرص المرشح فى الظهور لدى الناخبين
ومن جانبه قال عبد الخالق رؤوف أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إن قيام بعض الناخبين بتوفير أنابيب الغاز ورحلات العمرة، جزء من ثقافة وتقاليد الانتخابات البرلمانية، مشيرًا إلى صعوبة وقف تلك الممارسات، وأن الناخب لديه من الذكاء والوعى، ما يمكنه من الحصول على الخدمة والتصويت لمرشح آخر، لافتًا إلى أن الظروف المعيشية الصعبة لدى الناخب تغذى فكرة احتياجه للخدمات التى يقدمها المرشح.
وأشار عبد الخالق، فى تصريح خاص ل"المصريون" إلى أن المال يدعم فرص المرشح فى الظهور لدى الناخبين بما يقدمه من خدمات، مؤكدًا صعوبة مراقبة هذا الأمر وتغيره فى الوقت الراهن, على الرغم من أنه يزيد من الفساد لأنه أقرب إلى شراء الذمم على حد قوله.
وأضاف إلى أن البعض سيستغلون إجراء الانتخابات البرلمانية بعد شهر رمضان من أجل تقديم خدمات للمواطنين خلال الشهر المبارك كدعاية انتخابية لهم, مشيرًا إلى ضرورة محاولة الحد من هذه الدعاية خاصة وأن هناك بعض المرشحين غير القادرين على مسايرة مثل هذه الأموال التى من شأنها التأثير على عقل وقلب الناخب, مطالبًا بضرورة تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى حتى لا يتحول البرلمان القادم لأصحاب النفوذ والقبائل .
اقتصادى: "إللى معاه قرش محيرة يشترى بيه صوت انتخابى ويقدره"
وفى سياق متصل قال مختار الشريف الخبير الاقتصادي، إن تكلفة الدعاية الانتخابية للفلول ورجال الأعمال خلال ال3 شهور المقبلة قبل بدء إجراء الانتخابات ستقدر ب110 ملايين جنيه, وذلك لو اعتبرنا أن نصيب كل دائرة 200ألف جنيه, بمتوسط 40 جنيها للصوت الانتخابي, مؤكدًا أن الدعاية الانتخابية الخاصة برجال مرشحى رجال مبارك والتى وعدوا فيها بالعمل من أجل تقديم دعم نقدى للفقراء من خلال البرلمان القادم، مجرد وسيلة لكسب أصوات الناخبين خلال البرلمان القادم لحصد الأغلبية البرلمانية والتمكن من تشكيل الحكومة القادمة.
وأضاف الخبير الاقتصادى، أن الرئيس المعزول محمد مرسى وعد خلال الدعاية الانتخابية بتقديم إعانة بطالة للشباب، وتقديم دعم للفقراء، إلا أن كل ذلك تبخر بمجرد وصوله إلى كرسى الرئاسة مؤكًدا دولة كمصر تضم 45% تحت خط الفقر بما يبلغ 45 مليون مصرى قائلاً: " اللى معاه قرش محيرة يشترى بيه صوت انتخابى ويقدره"على حد تعبيره.
الأحزاب :
وعن تخفيض الدعاية قال شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، إن ارتفاع سقف الدعاية الانتخابية لن يصب فى مصلحة المال السياسى كما يشاع، مؤكدًا أن الإنفاق فى الانتخابات يجب أن يكون منطقيًا، ومن حق المرشح أن يعرف بنفسه، طالما لم يدخل الأمر فى سياق الرشوة الانتخابية". وتابع: لو خفضت اللجنة العليا للانتخابات مستوى الإنفاق الانتخابى، سيخالفه المرشحون بشكل غير رسمى، متسائلا: "لماذا كل هذا الهجوم غير المبرر على الإنفاق الانتخابى".
من جانبه قال ناجى الشهابى عضو المجلس الرئاسى لائتلاف الجبهة المصرية، إن الجبهة ستعقد عدد من المؤتمرات والندوات فى المحافظات يحضرها المرشحون الفردى وقيادات التحالف، مشيرًا إلى أن شهر رمضان سيكون حافلاً بنشاط كبير للجبهة المصرية، مؤكدًا أن التحالف سيفتتح عددًا من المقرات بالمحافظات فى إطار توسيع الائتلاف على مستوى المحافظات، فضلاً عن استمراره فى إقامة حلقات دينية وروحانية على مدار أيام الشهر الكريم .