لم يزل الجدل مستمرًا حول تلوث مياه النيل ب500 طن من الفوسفات، بعد غرق صندل محمل بتلك المادة السامة في قنا 21 أبريل الماضي، وانقسم المحللون ما بين من يعتبر أن الفوسفات كارثة تهدد حياة المصريين ومن يرى أن الكمية لن تؤثر، بل وصل الأمر إلى أن صرح أحد المسئولين بأن الفوسفات مفيد لمياه النيل. إلا أن نهر النيل ينتظر حالة جديدة من الجدل، ولكن هذه المرة مصدرها من خارج مصر، وفقًا لمنظمة "العدل والتنمية لحقوق الإنسان" التي رصدت كارثة بيئية تهدد حياة أكثر من 100 مليون إنسان داخل مصر والسودان نتيجة استخدام الشركات التي تنقب عن الذهب في السودان لمادة "السيانيد" لتنقيته. ودعا زيدان القنائى، المتحدث الإعلامي للمنظمة، كافة الجهات الدولية والبيئية بالأمم المتحدة وكذا جمعيات حماية البيئة ومنظمة الصحة العالمية لوقف استخدام السيانيد السام في التنقيب عن الذهب بالسودان وفرض عقوبات على الشركات التي تستخدم تلك المواد السامة في تنقية الذهب خوفًا من تسرب تلك المواد لمياه النيل وكذا فرض عقوبات على الشركات المصدرة للسيانيد إلى السودان. وحذرت المنظمة، في بيان لها، من هلاك كميات ضخمة من الأسماك بنهر النيل والكائنات النهرية بمصر والسودان وبحيرة ناصر نتيجة إلقاء بقايا السيانيد المذابة بنهر النيل مما يؤدى إلى إبادة كافة الأسماك وقد استخدم السيانيد في صيد الأسماك بصورة دمرت البيئة البحرية في كثير من دول آسيا كالفلبين وأندونيسيا. وقالت المنظمة، وفق بيان له، إن استخدام السيانيد في استخلاص الذهب محظور عالميا لكن شركات التعدين في الدول النامية تستخدمه. وقالت المنظمة، إن دراسات طبية، أكدت أن استنشاق 200 إلى 500 جزء من المليون من هيدروجين السيانيد لمدة 30 دقيقة تؤدى إلى وفاة الإنسان، أما الجرعة القاتلة للشخص البالغ فتبلغ 75 ملى جرام وهي كافية لقتله في زمن لا يتعدى الدقيقتين، أما اثنان في عشرة من الجرام تقضي على حياة الإنسان خلال ثوان وقد استخدمت جرعة السيانيد القاتلة في عمليات الإعدام في بعض الدول.