أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية التحقيقات التي تباشرها الولاياتالمتحدة بحق مسئولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بشأن اتهامات بالفساد المالي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 28 مايو أن ما سمتها الحقبة الفاسدة لرئيس "الفيفا" جوزيف بلاتر, لا يمكن أن تستمر بعد هذه الفضيحة، وأن على بلاتر أن يرحل أو ينهار الفيفا، وربما الاثنين معا. وتابعت " الاعتقالات الأخيرة في صفوف مسئولي الفيفا هي الأبشع في تاريخ كرة القدم, هذه اللعبة الجميلة"، واستطردت " رغم أن ما حدث من اعتقالات فاجأ الجميع، لكن خارج فقاعة الفيفا كان ما حدث متوقعا، والمفاجأة الوحيدة ربما كانت أن الأمر استغرق وقتا طويلا قبل حدوثه". وعزت الصحيفة تفجر الفضيحة إلى الصحافة الاستقصائية الجيدة التي كانت تتابع هذا الفساد المتفشي عن كثب منذ وقت طويل. وكانت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش وجهت في 27 مايو اتهامات إلى 14 شخصا من مسئولي الفيفا تشمل الابتزاز والاحتيال وغسل الأموال والحصول على رشى مقابل استضافة كأس العالم وعقود البث التليفزيوني، وقالت لينش إن المتهمين قد يواجهون عقوبات تصل إلى السجن عشرين عاما. وفي أعقاب ذلك, تم اعتقال عدد من مسئولي الفيفا في سويسرا، بطلب من الولاياتالمتحدة. وقال مكتب العدل الاتحادي في سويسرا إن ستة مسئولين بارزين في الفيفا اعتُقلوا تمهيداً لتسليمهم للولايات المتحدة قبل انعقاد المؤتمر السنوي للفيفا في مدينة زيوريخ, المقرر في 29 مايو. وفي بيان صدر الأربعاء الموافق 27 مايو ، قال مكتب العدل الاتحادي السويسري إن السلطات الأمريكية تتهم هؤلاء المسئولين بتلقي رشى بملايين الدولارات. وأضاف البيان أن مكتب النائب العام للمنطقة الشرقية لنيويورك يجري تحرياته مع هؤلاء المسئولين بشأن شكوك تتعلق بقبولهم رشى خلال الفترة ما بين مطلع تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن. وينظم الفيفا -وهو أعلى سلطة تدير شئون كرة القدم في العالم- في مؤتمره السنوي الجمعة الموافق 27 مايو انتخابات لاختيار رئيس له لدورة جديدة, والتي يواجه فيها الرئيس الحالي جوزيف بلاتر منافسه الأمير الأردني علي بن الحسين. وأثارت الخطوة الأمريكية ضد عدد من مسئولي الفيفا ردود فعل متباينة، فبينما عبر الاتحادان الآسيوي والأفريقي لكرة القدم عن تضامنهما مع جوزيف بلاتر، طالب رئيس الاتحاد الألماني وراينهارد راوبول، بلاتر، بالاستقالة والانسحاب من انتخابات رئاسة الاتحاد المقررة في 29 مايو. واعتبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن قضايا الفساد المثارة "تشكل كارثة على الفيفا وتشوه صورة كرة القدم ككل، وتظهر مرة أخرى توغل الفساد بعمق في ثقافة الفيفا". وبدوره, اعتبر المرشح لانتخابات الفيفا الأمير علي بن الحسين أن الاتحاد الدولي يحتاج "لقيادة تحكم وترشد وتحمي اتحادات اللعبة.. وتعمل على إعادة ثقة ملايين من مشجعي كرة القدم في العالم". ومن جانبه, أكد المرشح المنسحب من انتخابات الفيفا لويس فيغو أن الاتحاد الدولي يعيش أسوأ أيامه، وقال النجم الأرجنتيني دييغو ماردونا أنه يستمتع بالتحقيقات المفتوحة في قضايا الفساد. وفي المقابل, سعى رئيس الفيفا جوزيف بلاتر للنأي بنفسه عن الفضيحة التي هزت عرش الاتحاد, إثر توقيف عدد من مسئوليه بتهمة الفساد، وقال إنه لا يستطيع مراقبة الجميع طيلة الوقت، في وقت جدد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني مطالبته بالاستقالة. وقال بلاتر في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر السنوي للفيفا في زيوريخ إنه إذا أراد الناس ارتكاب مخالفات سيحاولون أيضا إخفاءها، وحذر من أن "أخبارا سيئة أخرى قادمة". واعتبر أن "المتهمين جلبوا العار والذل" لكرة القدم، مشددا على أن "هناك حاجة لفعل المزيد لضمان أن يتصرف جميع من في اللعبة بمسؤولية وبشكل أخلاقي". وأقر بلاتر بأن الفيفا فقد الثقة ويجب أن يستعيدها بدءا من انتخابات 29 مايو، وقال إنه لن يسمح أن تدمر أفعال البعض مصداقية الاتحاد. ويخوض بلاتر الساعي إلى ولاية خامسة الانتخابات الرئاسية في زيوريخ ضد منافسه الوحيد الأردني الأمير علي بن الحسين. ويأتي ذلك في وقت طالب فيه بلاتيني بلاتر بالاستقالة، داعيا إلى انتخاب الأمير علي رئيسا للفيفا. ونقلت قناة "الجزيرة" عن بلاتيني قوله في 28 مايو على هامش اجتماع لرؤساء الاتحادات القارية قبيل انتخابات الفيفا إنه تحدث مع بلاتر كصديق لأن صورة الفيفا أصبحت صادمة وطالبه بالاستقالة، وكان رده أن الوقت متأخر ولا يمكنه الرحيل فجأة. وكشف بلاتيني أن أغلب أعضاء الاتحاد الأوروبي سيصوتون لصالح الأمير علي، وطلب من الآخرين أن يفعلوا الشيء نفسه. وأعرب عن اعتقاده أنه بالإمكان هزيمة بلاتر، موضحا أن "تغيير الرئيس هو الطريقة الوحيدة لتغيير الفيفا". وفي هذا السياق, أعلن رئيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم فرانك لوي أنه سيمنح صوت الاتحاد لمصلحة الأمير علي. ومن جانبه, هدد البريطاني ديفد جيل -الذي انتخبه الاتحاد الأوروبي لشغل منصب أحد نواب رئيس الفيفا- بمقاطعة اللجنة التنفيذية اعتبارا من السبت الموافق 30 مايو إذا أعيد انتخاب بلاتر لولاية خامسة. ودخل المسئولون السياسيون على خط فضيحة الفساد التي تعصف بالاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا", واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة بالسعي "لمنع إعادة انتخاب" رئيس الفيفا جوزيف بلاتر لولاية خامسة. وفي حين طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بتأجيل انتخابات رئاسة الفيفا المقررة في 29 مايو، أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن الاتحاد الدولي بحاجة لإصلاح. وقال بوتين في تعليق متلفز في 28 مايو :"إنها محاولة واضحة لعرقلة إعادة انتخاب بلاتر رئيسا للفيفا، وهي انتهاك لمبادئ عمل المنظمات الدولية". واتهم الولاياتالمتحدة ب"محاولة فرض قوانينها على دول أخرى". ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية البريطاني أن سمعة كرة القدم تلطخت وأن مشجعي اللعبة الأكثر شعبية بالعالم يشعرون بالخذلان. وتابع "هناك خطأ كبير في قلب الفيفا، وكرة القدم العالمية بحاجة إلى إصلاحات". وفي تطور لافت، طالبت كبرى الشركات المتعاقدة مع الفيفا، الاتحاد الدولي، بالقيام بتنفيذ إصلاحات للتخلص من مخلفات فضيحة الفساد. وأكدت تلك الشركات، التي تقدّم مئات الملايين من الدولارات للهيئة الكروية كعقود رعاية لكأس العالم والمنافسات الأخرى، أن الفيفا بحاجة إلى "ميثاق أخلاقي قوي", حسب "رويترز".