قال رئيس جمهورية شمال قبرص التركية "مصطفى أكنجي"، اليوم الخميس: "إن المفاوضات القبرصية بدأت بشكل جيد، وأنها تسير بوتيرة جيدة، هناك أجواء إيجابية في الجزيرة، وحققنا تقدمًا ايجابيًا، وأن الطريق مازال طويلًا أمامنا". جاء ذلك في تصريح له بالقصر الجمهوري، عقب لقاءه مع زعيم قبرص الرومية "نيكوس أناستاسيادس" في مكتب بعثة النوايا الحسنة التابع للأمم المتحدة، بالمنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة بمشاركة المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون قبرص، واستغرق اللقاء الذي شاركت فيه المبعوثة الأممية لقضية قبرص "ليسا بوتينهلم" أربع ساعات. وأكد أكنجي أنهم اتخذوا في الاجتماع خطوات بروح بناءة، وأنهم وقفوا على المرحلة التي توصل إليها المفاوضون والأعمال التي أنجزت خلال خمس لقاءات للمفاوضين منذ الاجتماع الأخير. وأشار أكنجي أن المفاوضين حققوا تقدمًا في مختلف المجالات، وأنه طالب المفاوضين بمواصلة المحادثات، وإبلاغه حول مستجدات الوضع، مؤكدًا أنه وجه مع أناستاسيادس نداءً مشتركًا في الاجتماع حول مسألة المفقودين التي تعد جرحًا نازفًا للطرفين.
وأضاف أكنجي أن النداء المشترك للزعيمين يعد الأول من نوعه مطالبين بعدم إخفاء معلومات حول المفقودين، حيث بإمكان الذين يريدون الإدلاء بمعلوماتهم تقديمها إلى لجنة المفقودين، مؤكدًا أن هويات مقدمي المعلومات ستبقى سرية. وأوضح أكنجي أنهم قرروا إطلاق مبادرة حول فتح معبري "ليفكي – أبليتش"، و"درينيا"، الذي يعد طلبًا ًلشريحة واسعة من الشعبين، مشيرًا إلى إمكانية إدراج فتح معابر جديدة على أجندة الأعمال، حيث تتطلب هذه المسألة مزيدًا من البحث، في الوقت الذي قرروا فيه قيام اللجان بإجراء تقييماتهم بهذا الصدد. من جانبه قال زعيم قبرص الرومية أناستاسيادس: "إن هدف الجميع في الجزيرة هو التوصل إلى حل يلبي رغبات القبارصة الأتراك والقبارصة الروم في أقرب وقت"، مشيرًا أن بيانه حول المفقودين يعد المرة الأولى من نوعه، مؤكدًا الحفاظ على سرية أسماء الأشخاص الذين سيدلون بمعلومات تتعلق بالمفقودين. وكان "أسبن بارث إيدي" المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون قبرص، أعلن في وقت سابق اليوم، عن توصل رئيس جمهورية شمال قبرص التركية "مصطفى أكنجي"، وزعيم قبرص الرومية "نيكوس أناستاسيادس" إلى توافق في خمس مواد بشأن سلسة تدابير لبناء الثقة بين الجانبين. وكان إسبن بارث إيدي أوضح في 15 أيار/ مايو الجاري، أن رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، "مصطفى أكنجي" وزعيم إدارة الشطر الجنوبي الرومي "نيكوس أناستاسيادس"، اللذان بدءا المفاوضات، قررا العمل على سلسة تدابير من أجل تعزيز الثقة بين الجانبين.
وقد استؤنفت في 15 أيّار/مايو الجاري، المفاوضات القبرصية، برعاية الأممالمتحدة، بين أكنجي وزعيم قبرص الرومية، نيكوس أناستاسيادس، في المنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة، وعُقد اللقاء في مكتب بعثة النوايا الحسنة التابع للأمم المتحدة، بضيافة "إسبن بارث إيدي" المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون قبرص. وكان زعيم القبارصة الأتراك السابق، درويش أر أوغلو، ونظيره الجنوبي، نيكوس أناستاسياديس، قد تبنيا في (11) شباط/ فبراير 2014 "إعلانًا مشتركًا"، يمهّد لاستئناف المفاوضات، التي تدعمها الأممالمتحدة لتسوية الأزمة القبرصية، بعد توقف الجولة الأخيرة في آذار/ مارس (2011)، عقب الإخفاق في الاتفاق بشأن قضايا، مثل تقاسم السلطة، وحقوق الممتلكات، والأراضي. تجدر الإشارة إلى أن جزيرة قبرص تعاني من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، وفي عام 2004 رفض القبارصة الروم خطة الأممالمتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.