أعرب "مصطفى أكنجي" رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، عن رغبتهم في فتح صفحة جديدة في الجزيرة القبرصية، مضيفا "ونتمنى ألا تكون في هذه الصفحة أي آلام أو خسائر". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس القبرصي التركي، اليوم الأربعاء، خلال استقباله أحد الأعضاء بلجنة معنية بالمفقودين القبارصة، والتي شدد فيها على ضرورة تبني شطري الجزيرة مواقف حاسمة من أجل إنهاء انقسامها، بحسب قوله. وأعرب "أكنجي" عن أمله في أن تسفر المفاوضات التي سيتم استئنافها يوم الجمعة المقبل، عن نجاح وان يكتب لها الاستمرار، مؤكدا أن لديهم رغبة كبيرة في إنجاح تلك المباحثات لإنهاء انقسام الجزيرة المستمر منذ زمن طويل.
وكان "أكنجي" قد اتفق ونظيره رئيس جنوبقبرص الرومية، " نيكوس أناستاسياديس"، أول أمس الاثنين على إعادة إطلاق مباحثات السلام بين شطري الجزيرة مرة أخرى، في 15 أيار/مايو الجاري.
جاء هذا في تصريح صحفي لمستشار الأمين العام للأمم المتحدة بشأن المسألة القبرصية، "إيدي"، عقب مأدبة عشاء جمعته مع أكنجي وأناستاسياديس، بقصر "ليدرا" الواقع في المنطقة المحايدة بين شطري الجزيرة، فضلًا عن مشاركة المبعوثة الأممية لقضية قبرص "ليسا بوتينهلم"، وكبير المفاوضين في قبرص الشمالية "أوزديل نامي"، ونظيره في الطرف الجنوبي "أندرياس مافرويانيس".
وقال إيدي إن اللقاء تناول رؤية الجانبين الشمالي والجنوبي حول مسألة العودة لمباحثات السلام مرة أخرى، لافتًا أنهما اتفقا بشأن مواصلة عملية السلام والاستمرار بنفس العجلة التي توصلا إليها في بيان 11 شباط/فبراير 2014.
وأضاف إيدي أن الزعيمين اتفقا على إجراء اللقاء الأول الجمعة المقبل 15 أيار/مايو، وأنهما سيتفقان على ماهية وشكل المفاوصات.
وكان زعيم الشطر الجنوبي "أناستاسياديس" قد أعلن انسحابه من محادثات السلام في جزيرة قبرص، وذلك في اجتماع قيادات "الحزب التقدمي للشعب العامل" الذي ينتمي إليه، في تشرين الأول/أكتوبر 2014، وعزا قرار الانسحاب من المباحثات بإرسال تركيا لسفن حربية إلى المناطق التي يتم فيها التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط.
وكان زعيم القبارصة الأتراك السابق "درويش أر أوغلو"، و"أناستاسياديس"، قد تبنيا في 11 شباط/فبراير 2104، "إعلانًا مشتركًا"، يمهد لاستئناف المفاوضات، التي تدعمها الأممالمتحدة، لتسوية الأزمة القبرصية، بعد توقف الجولة الأخيرة في آذار/مارس 2011، عقب الإخفاق في الاتفاق بشأن قضايا، مثل تقاسم السلطة، وحقوق الممتلكات، والأراضي.
والتقى الزعيمان القبرصيان في 17 أيلول/سبتمبر الماضي في المنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة الجنوبي والشمالي، برعاية من الأممالمتحدة، واتفق الجانبان على فتح صفحة جديدة من المفاوضات.
وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام (1974)، وفي عام (2004)، رفض القبارصة الروم خطة الأممالمتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.