قال "جو بايدن" نائب الرئيس الأمريكي، "جئت إلى قبرص من أجل المساهمة في التوصل لحل أزمة الجزيرة، وليس لفرضه"، معربا عن رغبتهم في تطوير العلاقات الاقتصادية مع الجزيرة. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها لدى وصوله مطار "لارنكا" بالشطر الجنوبي الرومي من الجزيرة، قادما من رومانيا في مستهل زيارة رسمية، تلبية لدعوة رئيس إدارة الشطر الرومي في الجزيرة "نيكوس أناستاسياديس" الذي كان بانتظاره لدى وصوله للمطار. وأوضح "بايدن" أن الجزيرة القبرصية تعيش سلسلة من الأزمات الاقتصادية الخطيرة، لافتا إلى أن الحكومة الرومية اتخذت خطوات هامة بشأن الإصلاحات الاقتصادية، "وهذا من شأنه الدفع بالاقتصاد في الاتجاه الصحيح". ولفت "بايدن" إلى أن جانباً من زيارته سيركز على التوصل لحل للأزمة السياسية التي تعاني من الجزيرة، موضحا أنه سيلتقي الزعماء في شطري الجزيرة الشمالية التركية، والجنوبية الرومية. مضيفا "وأنا أريد أن أكون صريحا في هذا الأمر، الولاياتالمتحدة تعترف بحكومة شرعية وحيدة للجمهورية القبرصية، وزيارتي هذه، والزيارة التي سأقوم بها في عموم الجزيرة لن يغير شيءا من هذا الأمر. فهذا رأي الشخصي، ورؤية الولاياتالمتحدة والعالم أجمع" وأفاد أن الجانبين اتخذا خلال الفترة الماضي "خطوات مشجعة في سبيل التوصل لحل بعد موافقتهما على بيان مشترك في 11 شباط/فبراير الماضي"، مضيفا أنه "بعد سنوات طوال يمكننا أن نتناول حل القضية بشكل مختلف". وذكر المسؤول الأمريكي أن السلام أصبح أمراً ممكناً أكثر من أي وقت، مشددا على "ضرورة لعب الشعبين دورا إيجابيا مع الأحزاب السياسية في سبيل الخروج من تلك الأزمة بحل يؤدي إلى سلام شامل وعادل في الجزيرة". وأوضح "بايدن" أنه يتابع بصفة شخصية الأزمة منذ 40 عاما، وتابع "القبرصيون هم وحدهم من يستطيعون تقرير مصيرهم، هم وحدهم من يمكنهم الدفاع عن رؤيتهم المتعلقة بمستقبلهم، وأنا واثق من أن مبادرة الحل هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقتها، هذه المرة سيتخلص القبرصيون من جمود المواقف بين الجانبين الذي أدى إلى عدم التوصل لحل طيلة عقود". وقال "بايدن" إن الاقتصاد القبرصي اكتسب قوة دفع كبيرة، مشيرا إلى رغبة بلاده في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع الجزيرة، وأنهم سيتخذون كافة الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك. ولفت "بايدن" إلى أنه كان ينتظر بفارغ الصبر القيام بتلك الزيارة التي تعتبر الأولى لمسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ 52 عاما، مشيرا إلى أنه ثاني نائب رئيس أمريكي، بعد "ليندين جونسون"، يزور قبرص. وأوضح أن هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة الحكومة الرومية، لافتا إلى أنه يريد التأكيد من خلال الزيارة على القيمة التي توليها بلاده للتعاون المتنامي الشطر الجنوبي للجزيرة مع الولاياتالمتحدة. وشدد على أهمية الدور الذي تلعبه الجزيرة في أوروبا وأمن الطاقة الإقليمي، لافتا إلى أنه سيتناول خلال مباحثاته مع المسؤولين آخر التطورات في الشأن الأوكراني، وشدد على ضرورة التصدي بكل حزم للتدخل الروسي في أوكرانيا. وتأتي زيارة "بايدن" بناء على دعوة رئيس إدارة الشطر الرومي في الجزيرة "نيكوس أناستاسياديس"، وتهدف إلى دعم الأطراف لإقامة كيان فدرالي يتكون من إقليمين في الجزيرة، ويتوقع أن يوجه "بايدن" رسالة للقبارصة الأتراك والروم، حول إمكانية أن تلعب الولاياتالمتحدة دورا، للتوصل إلى اتفاق بينهما. ويأمل الجانب التركي من الجزيرة أن تساهم الزيارة في دفع المفاوضات الجارية إلى الأمام، من أجل تحقيق سلام دائم في قبرص، فيما يرى الجانب الرومي أن الزيارة تعني أن الإدارة الأمريكية عازمة على التدخل الفاعل في المسألة القبرصية. يذكر أن القادة القبارصة الروم والأتراك، اتفقا في 11 شباط/فبراير الماضي، على "إعلان مشترك" يمهد لاستئناف المفاوضات لتسوية الأزمة القبرصية، في خطوة لإحياء المفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة بمبادرة من زعيمي القبارصة "الروم" نيكوس أناستاسياديس، و"الأتراك" درويش أرأوغلو. وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، رومي في الجنوب وتركي في الشمال منذ عام 1974 وفي عام 2004 رفض القبارصة الروم خطة الأممالمتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.