سأل رجل عنترة بن شداد " ماهو سر قدرتك العجيبة على الانتصار؟ كيف تسحق أعدائك؟ " مسكين وموفق هذا السائل، مسكين لأن عنترة سيجيبه بطريقته الخاصة وبالفعل قبل القول، وموفق لأنه سيتعلم درساً هو درس الحياة. طلب عنترة من الرجل ان يضع كل واحد منهما اصبعه في فم الآخر ويعض عليه والهزيمة لمن يخرج اصبعه اولاً، وافقه الرجل لأنه يعلم أن عنترة لم يكن شريراً ولكن كان انساناً حالماً وعطوفاً مع من يستحق، القوة يراها عنترة نعمة من الله يستخدمها ضد الظالمين من عباده وابداً لم تتحول علي يديه الى نقمة. وضع الرجل اصبعه في فم عنترة وغرس عنترة اصبعه في فم الرجل وبدأ قتال (عض الأصابع) تستطيع أن تقطع بأن الرجل السائل سينهزم نفسياً قبل أن ينهزم فعلياً في أرض المعركة لأن نفسه لا تخلو من خشية عنترة حتى لو كان مطمئناً لانسانيته ورأفته بالناس. تحمًل الرجل ثوان معدودة ولم يستطع أكثر من ذلك فسحب أصبعه المعضوض أو المنهوش قبل خروج اصبع عنترة المنتصر حتى وان ألم به جرح ، قال له عنترة: بهذا سحقت الأعداء...بالصبر وقوة الاحتمال. الصبر ، أكثر من سبعين آية في القرآن الكريم وردت عن الصبر ولو بحث الباحثون عن الصبر عن خبر أو دليل يرسخ الصبر في قلوبهم ونفوسهم لن يجدوا أعظم من قوله سبحانه وتعالي (ان الله مع الصابرين) فعلى من تبحث ليقف معك في محنتك وقد وعدك بالوقوف معك صانع محنتك ومبتليك بها...فصانع محنتك أنزل عليك المحنة لتتطهر وترتقي الى مكانة ماكنت ببالغها وأنت تقف خارج منطقة الابتلاء أو حتى على حدودها، وصانع محنتك يبشرك بخير لم يخطر على قلبك ولم تلمسه مرة جوارحك ( وبشر الصابرين). كل ما عليك أن تفعله أن تتحمل وتثبت ولا تقل (آه) وان قلتها وهذا حقك فانت انسان فلا تقلها الا له هو.. لا تقلها الا لخالقك، هو معك في كل لحظة وربما ينتظر منك هذه ( الآه) ولكن على انفراد ...الشيطان أيضاً على أهبة الاستعداد ويبدع في تحريك (تروس) النفس الأمارة بالسوء لتتمرد وتسخط وتعترض وتصرخ ( انا لا أستحق ذلك) فيسعد الشيطان وتشقى أنت..أما اذا أضطررت الى مواجهة صريحة مع عدو جائر فعليك أن تصبر, يضغط عدوك على أصبعك بقوة ولكنها قوة محدودة يستمدها من فكين وانياب، بينما تضغط أنت على أصبعه بقوة ايمان بأن الله معك ، الأنياب لا تحسم المعارك، الايمان هو الذي يحسمها، لا يملك عدوك ما يشغله عن الألم الذي يسري في اصبعه ، بينما تسبح انت في تخيل ما اعده الله لك من اجر وثواب.. تضحك انت.. ويبكي هو!!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.