«تطوير التعليم بالوزراء» يعلن اعتماد أول 3 معامل لغات دولية    "علوم جنوب الوادي" تنظم ندوة عن مكافحة الفساد    مستقبل صناعة العقار في فيلم تسجيلي بمؤتمر أخبار اليوم    16 يونيو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    الذهب يتراجع من أعلى مستوياته في شهرين وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    وزير الإسكان من مؤتمر أخبار اليوم العقاري: ندعم الصناعات المرتبطة بالقطاع لتقليل الاستيراد    تداول 9 آلاف طن بضائع و573 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    إغلاق السفارة الأمريكية في إسرائيل بسبب القصف الإيراني    مراسلة القاهرة الإخبارية: صواريخ إيران تصل السفارة الأمريكية فى تل أبيب.. فيديو    لاعب بورتو: الأهلي وإنتر ميامي خصمان قويان.. وسنقاتل حتى النهاية    صباحك أوروبي.. صدام في مدريد.. إنجلترا المحبطة.. وتعليق كومباني    بالمواعيد.. جدول مباريات ريال مدريد في كأس العالم للأندية 2025    مواعيد مباريات اليوم.. تشيلسي مع لوس أنجلوس والترجي أمام فلامينجو بمونديال الأندية    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    سقوط مروع لمسن داخل بئر بمصعد بعقار في «الهرم»    وزارة التعليم: ليس ضرورياً حصول الطالب على نفس رقم نموذج الأسئلة بالثانوية    رياح وأتربة وحرارة مرتفعة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الاثنين    تحرير 533 مخالفة لعدم ارتداء «الخوذة» وسحب 879 رخصة خلال 24 ساعة    إصابة شخصين إثر انقلاب دراجة نارية بمدينة 6 أكتوبر    خلافات زوجية في الحلقة الثالثة من «فات الميعاد»    شام الذهبي تطمئن الجمهور على نجل تامر حسني: «عريس بنتي المستقبلي وربنا يشفيه»    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    حكم الصرف من أموال الزكاة والصدقات على مرضى الجذام؟.. دار الإفتاء تجيب    صيف 2025 .. علامات تدل على إصابتك بالجفاف في الطقس الحار    إصدار 19.9 مليون قرار علاج مميكن من خلال التأمين الصحي خلال عام    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    تفاصيل إنقاذ مريض كاد أن يفقد حياته بسبب خراج ضرس في مستشفي شربين بالدقهلية    تنسيق الجامعات.. اكتشف برنامج فن الموسيقى (Music Art) بكلية التربية الموسيقية بالزمالك    مدير جديد لإدارة مراقبة المخزون السلعي بجامعة قناة السويس    إعلام إسرائيلي: إيران أطلقت 370 صاروخا وأكثر من 100 مسيرة منذ بداية الحرب    مستشار الرئيس للصحة: مصر سوق كبيرة للاستثمار في الصحة مع وجود 110 ملايين مواطن وسياحة علاجية    سفير أمريكا بإسرائيل: ارتجاجات ناتجة عن صاروخ إيراني تلحق أضرارا طفيفة بالقنصلية الأمريكية    الميزان لا يزال في شنطة السيارة.. محافظ الدقهلية يستوقف نقل محملة بأنابيب الغاز للتأكد من وزنها    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    ب الكتب أمام اللجان.. توافد طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية لأداء امتحان "النحو"    السيطرة على حريق داخل شقة سكنية بسوهاج دون إصابات    يسرائيل كاتس: علي خامنئي تحول إلى قاتل جبان.. وسكان طهران سيدفعون الثمن قريبا    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    سعر جرام الذهب ببداية تعاملات اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    إعلام إسرائيلى: تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى    منتخب السعودية يستهل مشواره في الكأس الذهبية بالفوز على هاييتي بهدف    إيران: مقتل 224 مواطنا على الأقل منذ بدء هجمات إسرائيل يوم الجمعة    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    الأمن الإيراني يطارد سيارة تابعة للموساد الإسرائيلي وسط إطلاق نار| فيديو    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    تفاصيل اللحظات الأخيرة في واقعة شهيد بنزينة العاشر من رمضان    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بركات الفرا: سنلاحق جنرالات الجيش الصهيونى أمام الجنائية الدولية
نشر في المصريون يوم 27 - 05 - 2015

العصابات الصهيونية ارتكبت مجازر في حق 514 قرية فلسطينية.. والوثائق تؤكد إبادة 35 قرية بشكل كامل
الغرب منح اليهود الأراضى الفلسطينية بوعد بلفر للتخلص من الحارات اليهودية المنعزلة في مجتمعاتهم
العصابات الصهيونية التي أبادت قرى فلسطين كانت تحارب في صفوف الجيش البريطاني في الحروب العالمية
العالم العربي يواجه أكبر مؤامرة لتقسيمه إلى دويلات طائفية.. وبرنار لويس أول مَن تحدث عن انقسام الدول الكبرى إلى دويلات
الربيع العربي أضر بالقضية الفلسطينية ومنح إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس.. وأغلب الدول التي لم تطلها الثورة تخشى العدوى

أكد السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق، أن انضمام فلسطين للجنائية الدولية سيمكنها من ملاحقة جنرالات الجيش الصهيونى في جرائم الحرب، مبينًا أن العصابات الصهيونية ارتكبت مجازر في حق 514 قرية فلسطينية، وأن الوثائق تؤكد إبادة 35 قرية بشكل عنيف يضر بالإنسانية كلها.
وأوضح الفرا في حواره مع "المصريون" بمناسبة الذكرى ال 67 للنكبة أن الغرب منح اليهود الأراضى الفلسطينية بوعد "بلفر" للتخلص من الحارات اليهودية المنعزلة في مجتمعاتهم، وأن العصابات الصهيونية التي أبادت قرى فلسطين كانت تحارب في صفوف الجيش البريطاني في الحروب العالمية، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى أن الربيع العربي أضر بالقضية الفلسطينية ومنح إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس، وأن أغلب الدول التي لم تطلها الثورة تخشى العدوى.
** في البداية.. مر على نكبة فلسطين 67 عامًا ومازلنا ندور حول ذكرياتها، فمتى ننسى النكبة ونحول إحياء الذكرى إلى يوم للاستقلال؟
ذكرى النكبة متوارثة جيلاً بعد جيل ونسيانها صعب جدًا، أما من ناحية متى سنحول تلك الذكرى إلى يوم لاستقلال دولة فلسطين لتكون على خريطة العالم، ويعود اللاجئون إلى أرضهم وممتلكاتهم، ويتحرر جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، هذا ما نسعى إليه، وقدمنا من أجله الكثير من التضحيات، ورغم أننا لم نحقق ذلك حتى الآن إلا أننا نسير في اتجاهه، فقد استطاعت القيادة الفلسطينية بمساعدة محمود عباس أبو مازن أن تحقق بعض الإنجازات، فلسطين أصبحت دولة مراقب في الأمم المتحدة، مما كذب ادعاء إسرائيل أنها لا تحتل فلسطين، وأن ما هناك أنها بينها وبين فلسطين أراضى متنازع عليها، وقد انتهت، وأصبحت بموجب الأمم المتحدة والقانون الدولى تحتل أراضى دولة فلسطين، بخط عام 1967 وهى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمة القدس.
** هل تعتقد أن انضمام فلسطين للأمم المتحدة كمراقب يجعلها قادرة على معاقبة إسرائيل في المجازر البشرية التي قاموا بها في فلسطين؟
بالتأكيد.. فقد أصبح لفلسطين الحق في الانضمام إلى كل المعاهدات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية التي انضممنا لها، وبالتالى يكون لنا الحق في الملاحقات القانونية لجنرالات إسرائيل الذين ارتكبوا مجازر في حق الشعب الفلسطيني ترقى إلى إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فنحن نسير تجاه الهدف ويكفى أن بعض الدول الأوروبية اعترفت بفلسطين كدولة كاملة العضوية وليست كدولة مراقب، والحقيقة أن الفضل في الوصول إلى هذه المرحلة يرجع إلى دبلوماسية أبو مازن وجامعة الدول العربية وبعض الدول الصديقة.

** في رأيك كيف استطاعت مجموعة من العصابات مهما بلغت قوتها أن تحتل دولة ولا يمكننا استردادها؟ وكيف ترتبت المؤامرة الدولية لزرع مثل هذا الكيان في قلب الوطن العربي؟
المأساة بدأت بالمؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد ببابل في سويسرا سنة 1897، وبدأت الحركة الصهيونية تسعى ليكون لليهود وطن قومي في أي مكان في العالم، خاصة مع عدم قبول الأوروبيين لليهود، لأنهم يعيشون في حارات خاصة بهم ولا يمتزجون وسط الشعوب، وهذا سبب ظهور حركة "الاستنارة الهسكا" أي اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولكن هذا لم يحدث، وتمكن تيودور هرتزل من خلال علاقاته بعائلة يهودية ذات نفوذ في بريطانيا أن ينتزع وعد بلفور.

** هل تعنى أن أوروبا منحت وعد بلفور بقيام دولة إسرائيل حتى تتخلص من اليهود؟
هذا صحيح.. فهم بذلك يحققون هدفين؛ التخلص من اليهود وفي نفس الوقت زرعهم في الوطن العربي للسيطرة عليهم ولإنهاء التواصل الجغرافى في الدول العربية، فقبل احتلال فلسطين كان يمكنك التحرك في الوطن العربي لأى مكان، فقطار الحجاز كان يخرج من القاهرة إلى القدس ثم إلى دمشق ومنها إلى الأردن ثم إلى الحجاز، وجاء وعد بلفور متزامنًا مع اتفاقية "سايكس بيكو" التي قسمت النفوذ بين فرنسا وبريطانيا ووقعت فلسطين تحت الانتداب البريطانى فمكنت اليهود من احتلالها، فالعصابات الصهيونية كجماعات البالما والهاجنا واشتيرن والارجون كلها جماعات كانت تتدرب وتحارب مع الجيش البريطانى في الحروب العالمية.
** كانوا يشتركون كجماعة بغالة صهيونية؟
هذا صحيح.. ومن خلال تواجدهم في الجيوش منحتهم بريطانيا الأراضى ومكنتهم من الأماكن الهامة في الدولة، وسمحت لليهود في أي مكان في العالم للهجرة إلى فلسطين، ثم مارست ضغوطًا كبيرة جدًا على المزارعين الفلسطينيين، فكانت تفرض الضرائب عليهم وفي نفس الوقت تستورد القمح بكميات ضخمة من أوروبا بسعر رخيص في موسم الجني، فلم يستطع الفلاح أن يقاوم بعد سنوات واضطر أن يتخلى عن أرضه ويبيعها، صحيح أن الثورات الفلسطينية كانت متلاحقة لحماية المزارعين ولكن الإمكانيات كانت محدودة أمام الدعم البريطانى والفرنسى والأمريكى والروسى لليهود.

** وبسبب الضعف العربي أيضًا؟
كانت كل الدول العربية تحت الاحتلال، فكانت فلسطين تحت حماية اللورد لمبي، فهل كان هذا اللورد الإنجليزي سيحمى فلسطين، وحتى دخول الجيوش العربية فلسطين لم يكن به أي تنسيق، لأنه لا يوجد جيش موحد يستطيع أن يدخل المنطقة، فالأوضاع العربية والإمكانيات المتاحة لم تكن مؤهلة لمواجهة الغزو الصهيوني المدعوم أوروبيًا.

** الجنائية الدولية شُكلت حديثًا ومن آلياتها إدانة الجرائم الحديثة، فماذا سنفعل في الجرائم القديمة التي لا تسقط بالتقادم؟
هذا النوع من الجرائم لا يسقط بالتقادم كما قلتِ، ويمكن معالجتها قانونيًا، ورجال القانون يمكنهم إيجاد مخرج لمعاقبة إسرائيل، فمذابح دير ياسين وأبو القاسم وخان يونس وغيرها من المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في حق 514 قرية وإبادة 35 قرية بالكامل لم ترتكب في حق الشعب الفلسطينى فقط بل ارتكبتها في حق الإنسانية كلها.
** ألا ترى أن الانقسام الداخلى بين فتح وحماس أثر بالسلب على القضية الفلسطينية؟ وهل تعتقد أن هذا الانقسام كان مقصودًا؟ وكيف استغلته إسرائيل؟
هذا الانقسام أكثر شيء أضر بالقضية الفلسطينية، وأساء إلى الشهداء الذين سقطوا على مدى قرن، فهو انتصار كبير أهدته فصائل فلسطين لإسرائيل مجانًا، فالشعب الفلسطيني له عدو واحد وهو إسرائيل، وما حدث في 2007 لم يستفد منه سواها، فهي تستخدمه كذريعة في كل مفاوضاتها مع أبو مازن، فدائمًا تطالبه أن يتحدث عن الضفة الغربية فقط لأنه ليس لديه سلطة على قطاع غزة، ثم تشترط عليه أن يتصالح مع حماس إذا كان يرغب في التصالح مع إسرائيل، وأنا أعتقد أنه لولا الانقسام ما كنا قد ذهبنا مبكرًا لمجلس الأمن، وأرى أن التحالف الحمساوي الفتحاوي يمكن أن يقلب الطاولة على إسرائيل.

**هل تعتقد أن هذا الانقسام مشابه لما ذكره لويس برناردو عن تقسيم الشرق الأوسط والفوضى الخلاقة؟
أعتقد أنها في نفس السياق، فالمؤامرة على الوطن العربي كله موجودة بالفعل ومعلنة، فهم يرغبون في إعادة رسم الخارطة من جديد، بحيث تختفي دول وتظهر أخرى من خلال الانقسام المذهبي أو العرقي أو الطائفي، وهذا ما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا، كما نرى دعم الكونجرس للسنة في العراق، وهذا يعنى أن تنقسم العراق إلى ثلاث دول كردية وشيعية وسنية.

** دستور 2003 ذكر فيه دولة كردستان؟
هذا صحيح.. فلا يمكننا أن ننكر وجود هذا المخطط، ولا يجب أن نستخف به، فأطماع إيران على سبيل المثال لا تخفى على أحد، فهي تسعى لإنشاء دولة شيعية، ولا يجب أن نستخف بتصريح قاسم سليمان الذي لم يكتفِ بقول إنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، بل تمادى وقال إن البقية تأتي، لذلك يجب أن نأخذ الأمر على محمل الجد ونقاوم هذه المخططات.

** ألا ترى أن الدول العربية أرض خصبة لنمو أي مؤامرة وأننا متهمون لأننا ساهمنا في تفتيت أوطاننا من فساد إلى استبداد وجهل؟
يجب أن تعلمي أن مَن لا يملك قوته لا يملك قراره، والأمة العربية كلها لم تستغل إمكانياتها ومواردها التي وهبت لها بشكل مباشر، من موارد طبيعية وموارد بشرية، فالعالم العربي يملك 30% من إنتاج العالم من البترول كما يملكون أكثر من 62 مليون فدان من الأراضى الزراعية، وأكثر من 80 مليون شاب من الأيدى العاملة، ورغم ذلك نستورد طعامًا بمقدار 40 مليار دولار سنويًا من الخارج، ووارداتنا من السلع المختلفة تقدر بتريليون دولار، فلماذا لا نستغل مواردنا لعمل اقتصاد قوي، خاصة أن شبابنا يبدعون عندما يسافرون للخارج، فهل نحن عاجزون لنستورد أبر الحياكة من الصين.
** هل تعتقد أن تخلينا عن قارة أفريقيا ساهم في ذلك؟
بالتأكيد.. ولذلك نحاول الآن العودة إليها بعد أن تنبهنا لأهميتها بعد أن دخلت فيه الصين وفرنسا واليابان وإسرائيل بشكل علني، ونظرة واحدة إلى إريتريا والتي كانت جزءًا من الوطن العربي عندما تخلينا عنها تحررت وصارت دولة، رغم أنها في موقع استراتيجي هام لقربها من باب المندب، فالحقيقة لم يكن هناك إدارة رشيدة لاستغلال الموارد بطريقة اقتصادية، فنحن بدأنا مسيرة التعاون الاقتصاد العربي منذ 1951، هذه الاتفاقية التجارية ظلت مجمدة حتى 1957، ثم أنشأنا مجلس وحدة عربية اقتصادية سنة 1964، ولقد حاولنا تطوير خطة التجارة التي وضعناها سنة 1951، ثم دخلنا على قمة عمان الاقتصادية في الثمانينيات، كل هذا ومازلنا حتى الآن في منطقة التجارة الحرة العربية رغم أنها بدأت سنة 1997، وكان المفترض أن تنتهي خلال عشر سنوات، ورغم مرور 18 سنة لم نصل إلى إنشاء قواعد موحدة للسلع العربية، بل أن الجسور الجمركية بها مشاكل بين الدول العربية.

** لماذا نحن كالأخوة الأعداء نرفض التعاون معًا؟
لسنا الأخوة الأعداء، على العكس كلنا نريد أن نتعاون.

** لكى نحل مشاكلنا يجب أن نعترف أن الوطن العربي به شيء خاطئ؟
الخطأ الحقيقى أننا لا نستغل إمكانياتنا بطريقة صحيحة، والحقيقة أن الوطن العربي كان يوجد به مراحل مختلفة من النمو الاقتصادي وهذا كان يشكل عقبات، فبعض الدول كانت رأسمالية والبعض الآخر كان اشتراكيًا، بالإضافة إلى أن الخلافات السياسية كانت تلعب دورًا كبيرًا، فسياسة المحاور التي كانت موجودة في الخمسينيات والستينيات كانت تؤثر سلبًا على العلاقات الاقتصادية، على عكس الأوروبيين الذين بدأوا مشروعهم الاقتصادي بعدنا ورغم وجود الحروب بينهم إلا أنهم تفوقوا اقتصاديًا لأنهم اقتنعوا أن الاتفاق الاقتصادي السبيل الوحيد لنهضة أوروبا.

** هل لديهم الإرادة؟
لديهم إرادة ولديهم قناعة تامة بأن الاقتصاد حينما يدور يدر بمنفعة للجميع.

** متى يدرك العرب أن الاتحاد ولو على سبيل المصلحة والمنفعة أهم من شعارات الأخوة؟ متى نفهم أن مصلحتنا بالوحدة؟
هم بالفعل يدركون أن مصلحتنا معًا، خاصة بعد ما جرى في الفترات الماضية، فأصبح الجميع يعلم أنه لا توجد دولة بمفردها يمكنها أن تواجه الخطر، وأنه يجب أن توجد وحدة عربية لمواجهة الأخطار، فالوطن العربي أصبحت دماؤه مستباحة في كل مكان، فهناك أربع دول تمثل القوة العربية وهى مصر والعراق والسعودية وسوريا، والواقع الحالي يؤكد ضياع العراق وسوريا، كما أن اليمن تشكل خطرًا على السعودية، ومصر تواجه إرهابًا وأوضاعًا اقتصادية صعبة.

** هل تعتقد أن إسرائيل يمكن أن تستغل هذا الوضع؟
فى كل الحالات إسرائيل تنعم بالراحة والهدوء، فوضعنا الحالي وضع المدافع عن النفس، وكل طاقاتنا مستنفذة سواء في مواجهات المخططات الخارجية أو في مشاكلنا الداخلية، أما إذا نجح المخطط وأقيمت الدول على أساس عرقى وطائفى ومذهبي، فستكون بين هذه الدول منازعات أبدية، وستنعم إسرائيل براحتها للأبد، ويكفى أن نعلم أن متوسط دخل الإسرائيلي يصل إلى 36 ألف دولار أي أكثر من متوسط دخل السعودية، ومعظم دول الخليج ماعدا الإمارات وقطر، والفلسطيني في نفس المكان متوسط دخله 2500 دولار.

** نعود للقضية الفلسطينية وتأثير ثورات الربيع العربي فهل تتفق مع مقولة الربيع العربي أم ترى أنه انقلب إلى ربيع لإسرائيل؟
فى الربيع يكون الجو لطيفًا وتكتسى الأشجار باللون الأخضر، والبذور تنبت، فظلمًا كنا نقول إن ما يحدث في الوطن العربي ربيع عربي، كان يجب أن نطلق عليه رياحًا خمسينية هبت على الوطن العربي أو صيف ساخن جدًا.

** هل هذا عيب في الثورة وعيب في الناس التي حلمت بالتغيير؟
يجب أن نعى أن أي ثورة ليس لها رأس تسرق، فيجب أن يكون لكل ثورة قائد.

** الثورة الفرنسية لم يكن لها قائد وحدث ما يحدث في الوطن العربي؟
لا تقارن بين مائة عام مضت بوضعنا الحالي، فالدول العربية كانت قائمة بالفعل وجاءت الثورات لتغيير نظم، فثورة 25 يناير و30 يونيو في مصر ثورات شعبية ضخمة، وما حدث في تونس وسوريا هبات شعبية، ولكنها لم تكن في إطار يوحدها، ولكنهم مجموعة من الجماعات التقت حول هدف إسقاط النظام ولكن لكل منهم هدفه الخاص، لذلك نجد الإخوان المسلمين والليبراليين وحركة 6 إبريل شاركوا الشعب في الثورة، وبعد إسقاط النظام القائم اختلفوا فيما بينهم، وحتى الآن لم يتوصلوا إلى صيغة نهائية لمجلس النواب تكون قادرة على تمثيل حقيقي للقوى والتكتلات السياسية المختلفة.

** هذا لأن التجربة الحزبية في مصر ضعيفة وتكاد تكون كرتونية؟
التجربة الحزبية في العالم العربي كلها ضعيفة، فلا يوجد حزب عربي قوى وراسخ الجذور، فحزب الوفد أعرق حزب ولكنه ضعيف ومنقسم في حد ذاته، حتى الأحزاب الحديثة أيضًا ضعيفة ومنقسمة.

** وهل هذا أضر بالقضية الفلسطينية؟
بالتأكيد أضر بها، فهى كانت تعتبر القضية المركزية العربية، وكانت الأولوية الأولى على أجندة الدول العربية، ولكن عندما حدثت هذه المشاكل في الوطن العربي، أصبح من حق كل دولة أن تقف أولاً على قدميها قبل أن تقف لحل مشاكل القضية الفلسطينية، أما الدول التي لم تطلها الثورة حتى الآن تخشى أن تنتقل إليها العدوى عبر الحدود، وبالتالي لم تعد القضية الفلسطينية القضية الأولى على أجندة الدول العربية، وإن كانت ستظل همًا كبيرًا على الجامعة العربية.

** وماذا إذا نجحت الثورات العربية في تكوين نظم ديمقراطية حقيقية؟
إذا نجحت الدول العربية في بناء نظم ديمقراطية وأن تستغل إمكانياتها البشرية والاقتصادية وقتها ستكون إسرائيل أكثر دولة تخشانا، فلا يعقل أن تملك إسرائيل 250 مصنع أسلحة، وتبيع منتجاتها من الأسلحة لأمريكا وروسيا ونحن حتى الآن نعتمد في أسلحتنا على الدول الخارجية ومن يمنحنا الأسلحة يكون بشروط، رغم أنه كانت لدينا فرصة أن نصنع كل الأسلحة ولكن قطاع الصناعة لدينا ليس على ما يرام.

** بعد 50 يومًا من المفاوضات تمكن نتنياهو من تشكيل حكومته الرابعة، وهى حكومة يمينية متشددة، فكيف ترى وضع الحكومة الفلسطينية مع تلك الحكومة المتشددة، في ظل الاضطرابات في تل أبيب؟
الحكومة القادمة لن يطول عمرها، لأنها بدأت ضعيفة، فهي لم تحصل على أكثر من 61 صوتًا في الكنيست، أي 50% زائد واحد، فإذا استقال عضو واحد فقط تسقط الحكومة، فإذا افترضنا أن هذه الحكومة يوجد لديها نية للسلام فهى لا تستطيع أن تقوم بأى اتفاق أو معاهدات وهى ضعيفة، وبالتالى الفترة القادمة لن تشهد تطورًا إيجابيًا في المسار السياسي كفلسطين وإسرائيل في ظل هذه الحكومة وفي وجود نتنياهو، فوصيه والده له ألا يسمح بقيام دولة فلسطين.

** وما الذي يجب أن تقوم به الحكومة الفلسطينية في ظل ذلك؟
يجب أن تبذل جهدًا كبيرًا للوحدة الشعبية والتي بدونها لن نكون قادرين على المواجهة مع إسرائيل، أيضًا يجب أن تجدد الأطر التشريعية والرئاسية فالمجلس الرئاسي والمجلس التشريعي منتخب سنة 2006 ومدته أربع سنوات، ويجب إجراء الانتخابات، وتشكيل مجلس وطني فلسطيني حتى يمكننا مواجهة العدو، خاصة أن الانتهاكات الصهيونية اليومية مازالت مستمرة، أيضًا يجب أن نطور آليات المقاومة الشعبية غير المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.