رابط نتيجة المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025 عبر موقع التنسيق الإلكتروني    أسعار الذهب اليوم في السعوديه وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الثلاثاء 12 أغسطس 2025    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري بعد الارتفاع العالمي.. قائمة ب10 بنوك    أسعار الفراخ اليوم الثلاثاء 12-8-2025 بعد الانخفاض وبورصة الدواجن الرئيسية الآن    محذرا من النصب والاحتيال.. أمن السواحل في طبرق الليبية يوجه بيانا لأهالي المصريين المفقودين    درة تنعى الصحفي الفلسطيني أنس الشريف: «جرحهم جرح الإنسانية كلها»    تحرك الدفعة ال 13 من شاحنات المساعدات المصرية إلي معبر كرم أبو سالم    رابطة الأندية تعلن عقوبات الجولة الأولى من الدوري اليوم.. ترقب داخل الأهلي والزمالك    «هلاعبك وحقك عليا!».. تعليق ناري من شوبير بشأن رسالة ريبيرو لنجم الأهلي    بعد خروجه من حسابات يانيك فيريرا.. جون إدوارد يتحرك لتسويق نجم الزمالك (تفاصيل)    بيان مهم بشأن موعد تحسن الطقس وانكسار الموجة الحارة: انخفاض 6 درجات    السيطرة على حريق بمصنع أحذية في القليوبية (صور)    دنيا سمير غانم عن ابنتها كايلا: «تحب الفن والتمثيل.. وميكس من العيلة كلها»    نجوى كرم بعدحفلة مهرجان قرطاج: «لم أشعر أني غبت 9 سنوات» (فيديو)    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي تل الهوا بمدينة غزة    رئيس إسكان النواب: مستأجر الإيجار القديم مُلزم بدفع 250 جنيها بدءا من سبتمبر بقوة القانون    ترامب يمدد الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوما    نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد إطلاق مبادرة "أمل جديد" للتمكين الاقتصادي    اليوم، إعلان النتيجة الرسمية لانتخابات مجلس الشيوخ والجدول الزمني لجولة الإعادة    "كلمته".. إعلامي يكشف حقيقة رحيل الشناوي إلى بيراميدز    مبلغ ضخم، كم سيدفع الهلال السعودي لمهاجمه ميتروفيتش لفسخ عقده؟    من هو الفرنسي كيليان كارسنتي صفقة المصري الجديدة؟ (فيديو صور)    الخارجية الروسية: نأمل في أن يساعد لقاء بوتين مع ترامب في تطبيع العلاقات    غارات واسعة النطاق في القطاع.. والأهداف الخفية بشأن خطة احتلال غزة (فيديو)    بطل بدرجة مهندس، من هو هيثم سمير بطل السباقات الدولي ضحية نجل خفير أرضه؟ (صور)    مصرع شخص تحت عجلات القطار في أسوان    لتنشيط الاستثمار، انطلاق المهرجان الصيفي الأول لجمصة 2025 (فيديو وصور)    وسائل إعلام سورية: تحليق مروحي إسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة    نتيجة تنسيق المرحلة الثانية أدبي.. الموقع الرسمي بعد الاعتماد    4 أبراج «في الحب زي المغناطيس».. يجذبون المعجبين بسهولة وأحلامهم تتحول لواقع    من شرفة بالدقي إلى الزواج بعد 30 عاما.. محمد سعيد محفوظ: لأول مرة أجد نفسي بطلا في قصة عاطفية    24 صورة لنجوم الفن بالعرض الخاص ل"درويش" على السجادة الحمراء    بالصور.. أحدث جلسة تصوير ل آمال ماهر في الساحل الشمالي    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    تحارب الألم والتيبس.. مشروبات صيفية مفيدة لمرضى التهاب المفاصل    موعد مباراة سيراميكا كيلوباترا وزد بالدوري والقنوات الناقلة    قرار هام بشأن البلوجر لوشا لنشره محتوى منافي للآداب    التحفظ على أموال وممتلكات البلوجر محمد عبدالعاطي    خلاف جيرة يتحول إلى مأساة.. شاب ينهي حياة آخر طعنًا بكفر شكر    فاركو: ياسين مرعي سيصنع تاريخا مع الأهلي    حزب شعب مصر: توجيهات الرئيس بدعم الكوادر الشبابية الإعلامية يؤكد حرصه على مستقبل الإعلام    وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية يعقد اجتماعاً موسعاً لمتابعة الأداء وتحسين الخدمات الصحية    أبرزها الماء والقهوة.. مسببات حساسية لا تتوقعها    بحضور نائب محافظ سوهاج.. الزميل جمال عبد العال يحتفل بزفاف شقيقة زوجته    "بلومبرغ": البيت الأبيض يدرس 3 مرشحين رئيسيين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي    د. آلاء برانية تكتب: الوعى الزائف.. مخاطر الشائعات على الثقة بين الدولة والمجتمع المصري    استغلي موسمه.. طريقة تصنيع عصير عنب طبيعي منعش وصحي في دقائق    «مشروب المقاهي الأكثر طلبًا».. حضري «الزبادي خلاط» في المنزل وتمتعي بمذاق منعش    أحاديث السياسة على ألسنة العامة    إطلاق منظومة التقاضى عن بعد فى القضايا الجنائية بمحكمة شرق الإسكندرية.. اليوم    كيفية شراء سيارة ملاكي من مزاد علني يوم 14 أغسطس    أخبار 24 ساعة.. 271 ألفا و980 طالبا تقدموا برغباتهم على موقع التنسيق الإلكترونى    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    هل يشعر الموتى بالأحياء؟.. أمين الفتوى يجيب    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ مساء غد    محافظ الأقصر يبحث مع وفد الصحة رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية بالمحافظة    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بركات الفرا: سنلاحق جنرالات الجيش الصهيونى أمام الجنائية الدولية
نشر في المصريون يوم 27 - 05 - 2015

العصابات الصهيونية ارتكبت مجازر في حق 514 قرية فلسطينية.. والوثائق تؤكد إبادة 35 قرية بشكل كامل
الغرب منح اليهود الأراضى الفلسطينية بوعد بلفر للتخلص من الحارات اليهودية المنعزلة في مجتمعاتهم
العصابات الصهيونية التي أبادت قرى فلسطين كانت تحارب في صفوف الجيش البريطاني في الحروب العالمية
العالم العربي يواجه أكبر مؤامرة لتقسيمه إلى دويلات طائفية.. وبرنار لويس أول مَن تحدث عن انقسام الدول الكبرى إلى دويلات
الربيع العربي أضر بالقضية الفلسطينية ومنح إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس.. وأغلب الدول التي لم تطلها الثورة تخشى العدوى

أكد السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق، أن انضمام فلسطين للجنائية الدولية سيمكنها من ملاحقة جنرالات الجيش الصهيونى في جرائم الحرب، مبينًا أن العصابات الصهيونية ارتكبت مجازر في حق 514 قرية فلسطينية، وأن الوثائق تؤكد إبادة 35 قرية بشكل عنيف يضر بالإنسانية كلها.
وأوضح الفرا في حواره مع "المصريون" بمناسبة الذكرى ال 67 للنكبة أن الغرب منح اليهود الأراضى الفلسطينية بوعد "بلفر" للتخلص من الحارات اليهودية المنعزلة في مجتمعاتهم، وأن العصابات الصهيونية التي أبادت قرى فلسطين كانت تحارب في صفوف الجيش البريطاني في الحروب العالمية، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى أن الربيع العربي أضر بالقضية الفلسطينية ومنح إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس، وأن أغلب الدول التي لم تطلها الثورة تخشى العدوى.
** في البداية.. مر على نكبة فلسطين 67 عامًا ومازلنا ندور حول ذكرياتها، فمتى ننسى النكبة ونحول إحياء الذكرى إلى يوم للاستقلال؟
ذكرى النكبة متوارثة جيلاً بعد جيل ونسيانها صعب جدًا، أما من ناحية متى سنحول تلك الذكرى إلى يوم لاستقلال دولة فلسطين لتكون على خريطة العالم، ويعود اللاجئون إلى أرضهم وممتلكاتهم، ويتحرر جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، هذا ما نسعى إليه، وقدمنا من أجله الكثير من التضحيات، ورغم أننا لم نحقق ذلك حتى الآن إلا أننا نسير في اتجاهه، فقد استطاعت القيادة الفلسطينية بمساعدة محمود عباس أبو مازن أن تحقق بعض الإنجازات، فلسطين أصبحت دولة مراقب في الأمم المتحدة، مما كذب ادعاء إسرائيل أنها لا تحتل فلسطين، وأن ما هناك أنها بينها وبين فلسطين أراضى متنازع عليها، وقد انتهت، وأصبحت بموجب الأمم المتحدة والقانون الدولى تحتل أراضى دولة فلسطين، بخط عام 1967 وهى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمة القدس.
** هل تعتقد أن انضمام فلسطين للأمم المتحدة كمراقب يجعلها قادرة على معاقبة إسرائيل في المجازر البشرية التي قاموا بها في فلسطين؟
بالتأكيد.. فقد أصبح لفلسطين الحق في الانضمام إلى كل المعاهدات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية التي انضممنا لها، وبالتالى يكون لنا الحق في الملاحقات القانونية لجنرالات إسرائيل الذين ارتكبوا مجازر في حق الشعب الفلسطيني ترقى إلى إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فنحن نسير تجاه الهدف ويكفى أن بعض الدول الأوروبية اعترفت بفلسطين كدولة كاملة العضوية وليست كدولة مراقب، والحقيقة أن الفضل في الوصول إلى هذه المرحلة يرجع إلى دبلوماسية أبو مازن وجامعة الدول العربية وبعض الدول الصديقة.

** في رأيك كيف استطاعت مجموعة من العصابات مهما بلغت قوتها أن تحتل دولة ولا يمكننا استردادها؟ وكيف ترتبت المؤامرة الدولية لزرع مثل هذا الكيان في قلب الوطن العربي؟
المأساة بدأت بالمؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد ببابل في سويسرا سنة 1897، وبدأت الحركة الصهيونية تسعى ليكون لليهود وطن قومي في أي مكان في العالم، خاصة مع عدم قبول الأوروبيين لليهود، لأنهم يعيشون في حارات خاصة بهم ولا يمتزجون وسط الشعوب، وهذا سبب ظهور حركة "الاستنارة الهسكا" أي اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولكن هذا لم يحدث، وتمكن تيودور هرتزل من خلال علاقاته بعائلة يهودية ذات نفوذ في بريطانيا أن ينتزع وعد بلفور.

** هل تعنى أن أوروبا منحت وعد بلفور بقيام دولة إسرائيل حتى تتخلص من اليهود؟
هذا صحيح.. فهم بذلك يحققون هدفين؛ التخلص من اليهود وفي نفس الوقت زرعهم في الوطن العربي للسيطرة عليهم ولإنهاء التواصل الجغرافى في الدول العربية، فقبل احتلال فلسطين كان يمكنك التحرك في الوطن العربي لأى مكان، فقطار الحجاز كان يخرج من القاهرة إلى القدس ثم إلى دمشق ومنها إلى الأردن ثم إلى الحجاز، وجاء وعد بلفور متزامنًا مع اتفاقية "سايكس بيكو" التي قسمت النفوذ بين فرنسا وبريطانيا ووقعت فلسطين تحت الانتداب البريطانى فمكنت اليهود من احتلالها، فالعصابات الصهيونية كجماعات البالما والهاجنا واشتيرن والارجون كلها جماعات كانت تتدرب وتحارب مع الجيش البريطانى في الحروب العالمية.
** كانوا يشتركون كجماعة بغالة صهيونية؟
هذا صحيح.. ومن خلال تواجدهم في الجيوش منحتهم بريطانيا الأراضى ومكنتهم من الأماكن الهامة في الدولة، وسمحت لليهود في أي مكان في العالم للهجرة إلى فلسطين، ثم مارست ضغوطًا كبيرة جدًا على المزارعين الفلسطينيين، فكانت تفرض الضرائب عليهم وفي نفس الوقت تستورد القمح بكميات ضخمة من أوروبا بسعر رخيص في موسم الجني، فلم يستطع الفلاح أن يقاوم بعد سنوات واضطر أن يتخلى عن أرضه ويبيعها، صحيح أن الثورات الفلسطينية كانت متلاحقة لحماية المزارعين ولكن الإمكانيات كانت محدودة أمام الدعم البريطانى والفرنسى والأمريكى والروسى لليهود.

** وبسبب الضعف العربي أيضًا؟
كانت كل الدول العربية تحت الاحتلال، فكانت فلسطين تحت حماية اللورد لمبي، فهل كان هذا اللورد الإنجليزي سيحمى فلسطين، وحتى دخول الجيوش العربية فلسطين لم يكن به أي تنسيق، لأنه لا يوجد جيش موحد يستطيع أن يدخل المنطقة، فالأوضاع العربية والإمكانيات المتاحة لم تكن مؤهلة لمواجهة الغزو الصهيوني المدعوم أوروبيًا.

** الجنائية الدولية شُكلت حديثًا ومن آلياتها إدانة الجرائم الحديثة، فماذا سنفعل في الجرائم القديمة التي لا تسقط بالتقادم؟
هذا النوع من الجرائم لا يسقط بالتقادم كما قلتِ، ويمكن معالجتها قانونيًا، ورجال القانون يمكنهم إيجاد مخرج لمعاقبة إسرائيل، فمذابح دير ياسين وأبو القاسم وخان يونس وغيرها من المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في حق 514 قرية وإبادة 35 قرية بالكامل لم ترتكب في حق الشعب الفلسطينى فقط بل ارتكبتها في حق الإنسانية كلها.
** ألا ترى أن الانقسام الداخلى بين فتح وحماس أثر بالسلب على القضية الفلسطينية؟ وهل تعتقد أن هذا الانقسام كان مقصودًا؟ وكيف استغلته إسرائيل؟
هذا الانقسام أكثر شيء أضر بالقضية الفلسطينية، وأساء إلى الشهداء الذين سقطوا على مدى قرن، فهو انتصار كبير أهدته فصائل فلسطين لإسرائيل مجانًا، فالشعب الفلسطيني له عدو واحد وهو إسرائيل، وما حدث في 2007 لم يستفد منه سواها، فهي تستخدمه كذريعة في كل مفاوضاتها مع أبو مازن، فدائمًا تطالبه أن يتحدث عن الضفة الغربية فقط لأنه ليس لديه سلطة على قطاع غزة، ثم تشترط عليه أن يتصالح مع حماس إذا كان يرغب في التصالح مع إسرائيل، وأنا أعتقد أنه لولا الانقسام ما كنا قد ذهبنا مبكرًا لمجلس الأمن، وأرى أن التحالف الحمساوي الفتحاوي يمكن أن يقلب الطاولة على إسرائيل.

**هل تعتقد أن هذا الانقسام مشابه لما ذكره لويس برناردو عن تقسيم الشرق الأوسط والفوضى الخلاقة؟
أعتقد أنها في نفس السياق، فالمؤامرة على الوطن العربي كله موجودة بالفعل ومعلنة، فهم يرغبون في إعادة رسم الخارطة من جديد، بحيث تختفي دول وتظهر أخرى من خلال الانقسام المذهبي أو العرقي أو الطائفي، وهذا ما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا، كما نرى دعم الكونجرس للسنة في العراق، وهذا يعنى أن تنقسم العراق إلى ثلاث دول كردية وشيعية وسنية.

** دستور 2003 ذكر فيه دولة كردستان؟
هذا صحيح.. فلا يمكننا أن ننكر وجود هذا المخطط، ولا يجب أن نستخف به، فأطماع إيران على سبيل المثال لا تخفى على أحد، فهي تسعى لإنشاء دولة شيعية، ولا يجب أن نستخف بتصريح قاسم سليمان الذي لم يكتفِ بقول إنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، بل تمادى وقال إن البقية تأتي، لذلك يجب أن نأخذ الأمر على محمل الجد ونقاوم هذه المخططات.

** ألا ترى أن الدول العربية أرض خصبة لنمو أي مؤامرة وأننا متهمون لأننا ساهمنا في تفتيت أوطاننا من فساد إلى استبداد وجهل؟
يجب أن تعلمي أن مَن لا يملك قوته لا يملك قراره، والأمة العربية كلها لم تستغل إمكانياتها ومواردها التي وهبت لها بشكل مباشر، من موارد طبيعية وموارد بشرية، فالعالم العربي يملك 30% من إنتاج العالم من البترول كما يملكون أكثر من 62 مليون فدان من الأراضى الزراعية، وأكثر من 80 مليون شاب من الأيدى العاملة، ورغم ذلك نستورد طعامًا بمقدار 40 مليار دولار سنويًا من الخارج، ووارداتنا من السلع المختلفة تقدر بتريليون دولار، فلماذا لا نستغل مواردنا لعمل اقتصاد قوي، خاصة أن شبابنا يبدعون عندما يسافرون للخارج، فهل نحن عاجزون لنستورد أبر الحياكة من الصين.
** هل تعتقد أن تخلينا عن قارة أفريقيا ساهم في ذلك؟
بالتأكيد.. ولذلك نحاول الآن العودة إليها بعد أن تنبهنا لأهميتها بعد أن دخلت فيه الصين وفرنسا واليابان وإسرائيل بشكل علني، ونظرة واحدة إلى إريتريا والتي كانت جزءًا من الوطن العربي عندما تخلينا عنها تحررت وصارت دولة، رغم أنها في موقع استراتيجي هام لقربها من باب المندب، فالحقيقة لم يكن هناك إدارة رشيدة لاستغلال الموارد بطريقة اقتصادية، فنحن بدأنا مسيرة التعاون الاقتصاد العربي منذ 1951، هذه الاتفاقية التجارية ظلت مجمدة حتى 1957، ثم أنشأنا مجلس وحدة عربية اقتصادية سنة 1964، ولقد حاولنا تطوير خطة التجارة التي وضعناها سنة 1951، ثم دخلنا على قمة عمان الاقتصادية في الثمانينيات، كل هذا ومازلنا حتى الآن في منطقة التجارة الحرة العربية رغم أنها بدأت سنة 1997، وكان المفترض أن تنتهي خلال عشر سنوات، ورغم مرور 18 سنة لم نصل إلى إنشاء قواعد موحدة للسلع العربية، بل أن الجسور الجمركية بها مشاكل بين الدول العربية.

** لماذا نحن كالأخوة الأعداء نرفض التعاون معًا؟
لسنا الأخوة الأعداء، على العكس كلنا نريد أن نتعاون.

** لكى نحل مشاكلنا يجب أن نعترف أن الوطن العربي به شيء خاطئ؟
الخطأ الحقيقى أننا لا نستغل إمكانياتنا بطريقة صحيحة، والحقيقة أن الوطن العربي كان يوجد به مراحل مختلفة من النمو الاقتصادي وهذا كان يشكل عقبات، فبعض الدول كانت رأسمالية والبعض الآخر كان اشتراكيًا، بالإضافة إلى أن الخلافات السياسية كانت تلعب دورًا كبيرًا، فسياسة المحاور التي كانت موجودة في الخمسينيات والستينيات كانت تؤثر سلبًا على العلاقات الاقتصادية، على عكس الأوروبيين الذين بدأوا مشروعهم الاقتصادي بعدنا ورغم وجود الحروب بينهم إلا أنهم تفوقوا اقتصاديًا لأنهم اقتنعوا أن الاتفاق الاقتصادي السبيل الوحيد لنهضة أوروبا.

** هل لديهم الإرادة؟
لديهم إرادة ولديهم قناعة تامة بأن الاقتصاد حينما يدور يدر بمنفعة للجميع.

** متى يدرك العرب أن الاتحاد ولو على سبيل المصلحة والمنفعة أهم من شعارات الأخوة؟ متى نفهم أن مصلحتنا بالوحدة؟
هم بالفعل يدركون أن مصلحتنا معًا، خاصة بعد ما جرى في الفترات الماضية، فأصبح الجميع يعلم أنه لا توجد دولة بمفردها يمكنها أن تواجه الخطر، وأنه يجب أن توجد وحدة عربية لمواجهة الأخطار، فالوطن العربي أصبحت دماؤه مستباحة في كل مكان، فهناك أربع دول تمثل القوة العربية وهى مصر والعراق والسعودية وسوريا، والواقع الحالي يؤكد ضياع العراق وسوريا، كما أن اليمن تشكل خطرًا على السعودية، ومصر تواجه إرهابًا وأوضاعًا اقتصادية صعبة.

** هل تعتقد أن إسرائيل يمكن أن تستغل هذا الوضع؟
فى كل الحالات إسرائيل تنعم بالراحة والهدوء، فوضعنا الحالي وضع المدافع عن النفس، وكل طاقاتنا مستنفذة سواء في مواجهات المخططات الخارجية أو في مشاكلنا الداخلية، أما إذا نجح المخطط وأقيمت الدول على أساس عرقى وطائفى ومذهبي، فستكون بين هذه الدول منازعات أبدية، وستنعم إسرائيل براحتها للأبد، ويكفى أن نعلم أن متوسط دخل الإسرائيلي يصل إلى 36 ألف دولار أي أكثر من متوسط دخل السعودية، ومعظم دول الخليج ماعدا الإمارات وقطر، والفلسطيني في نفس المكان متوسط دخله 2500 دولار.

** نعود للقضية الفلسطينية وتأثير ثورات الربيع العربي فهل تتفق مع مقولة الربيع العربي أم ترى أنه انقلب إلى ربيع لإسرائيل؟
فى الربيع يكون الجو لطيفًا وتكتسى الأشجار باللون الأخضر، والبذور تنبت، فظلمًا كنا نقول إن ما يحدث في الوطن العربي ربيع عربي، كان يجب أن نطلق عليه رياحًا خمسينية هبت على الوطن العربي أو صيف ساخن جدًا.

** هل هذا عيب في الثورة وعيب في الناس التي حلمت بالتغيير؟
يجب أن نعى أن أي ثورة ليس لها رأس تسرق، فيجب أن يكون لكل ثورة قائد.

** الثورة الفرنسية لم يكن لها قائد وحدث ما يحدث في الوطن العربي؟
لا تقارن بين مائة عام مضت بوضعنا الحالي، فالدول العربية كانت قائمة بالفعل وجاءت الثورات لتغيير نظم، فثورة 25 يناير و30 يونيو في مصر ثورات شعبية ضخمة، وما حدث في تونس وسوريا هبات شعبية، ولكنها لم تكن في إطار يوحدها، ولكنهم مجموعة من الجماعات التقت حول هدف إسقاط النظام ولكن لكل منهم هدفه الخاص، لذلك نجد الإخوان المسلمين والليبراليين وحركة 6 إبريل شاركوا الشعب في الثورة، وبعد إسقاط النظام القائم اختلفوا فيما بينهم، وحتى الآن لم يتوصلوا إلى صيغة نهائية لمجلس النواب تكون قادرة على تمثيل حقيقي للقوى والتكتلات السياسية المختلفة.

** هذا لأن التجربة الحزبية في مصر ضعيفة وتكاد تكون كرتونية؟
التجربة الحزبية في العالم العربي كلها ضعيفة، فلا يوجد حزب عربي قوى وراسخ الجذور، فحزب الوفد أعرق حزب ولكنه ضعيف ومنقسم في حد ذاته، حتى الأحزاب الحديثة أيضًا ضعيفة ومنقسمة.

** وهل هذا أضر بالقضية الفلسطينية؟
بالتأكيد أضر بها، فهى كانت تعتبر القضية المركزية العربية، وكانت الأولوية الأولى على أجندة الدول العربية، ولكن عندما حدثت هذه المشاكل في الوطن العربي، أصبح من حق كل دولة أن تقف أولاً على قدميها قبل أن تقف لحل مشاكل القضية الفلسطينية، أما الدول التي لم تطلها الثورة حتى الآن تخشى أن تنتقل إليها العدوى عبر الحدود، وبالتالي لم تعد القضية الفلسطينية القضية الأولى على أجندة الدول العربية، وإن كانت ستظل همًا كبيرًا على الجامعة العربية.

** وماذا إذا نجحت الثورات العربية في تكوين نظم ديمقراطية حقيقية؟
إذا نجحت الدول العربية في بناء نظم ديمقراطية وأن تستغل إمكانياتها البشرية والاقتصادية وقتها ستكون إسرائيل أكثر دولة تخشانا، فلا يعقل أن تملك إسرائيل 250 مصنع أسلحة، وتبيع منتجاتها من الأسلحة لأمريكا وروسيا ونحن حتى الآن نعتمد في أسلحتنا على الدول الخارجية ومن يمنحنا الأسلحة يكون بشروط، رغم أنه كانت لدينا فرصة أن نصنع كل الأسلحة ولكن قطاع الصناعة لدينا ليس على ما يرام.

** بعد 50 يومًا من المفاوضات تمكن نتنياهو من تشكيل حكومته الرابعة، وهى حكومة يمينية متشددة، فكيف ترى وضع الحكومة الفلسطينية مع تلك الحكومة المتشددة، في ظل الاضطرابات في تل أبيب؟
الحكومة القادمة لن يطول عمرها، لأنها بدأت ضعيفة، فهي لم تحصل على أكثر من 61 صوتًا في الكنيست، أي 50% زائد واحد، فإذا استقال عضو واحد فقط تسقط الحكومة، فإذا افترضنا أن هذه الحكومة يوجد لديها نية للسلام فهى لا تستطيع أن تقوم بأى اتفاق أو معاهدات وهى ضعيفة، وبالتالى الفترة القادمة لن تشهد تطورًا إيجابيًا في المسار السياسي كفلسطين وإسرائيل في ظل هذه الحكومة وفي وجود نتنياهو، فوصيه والده له ألا يسمح بقيام دولة فلسطين.

** وما الذي يجب أن تقوم به الحكومة الفلسطينية في ظل ذلك؟
يجب أن تبذل جهدًا كبيرًا للوحدة الشعبية والتي بدونها لن نكون قادرين على المواجهة مع إسرائيل، أيضًا يجب أن تجدد الأطر التشريعية والرئاسية فالمجلس الرئاسي والمجلس التشريعي منتخب سنة 2006 ومدته أربع سنوات، ويجب إجراء الانتخابات، وتشكيل مجلس وطني فلسطيني حتى يمكننا مواجهة العدو، خاصة أن الانتهاكات الصهيونية اليومية مازالت مستمرة، أيضًا يجب أن نطور آليات المقاومة الشعبية غير المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.