بعد قليل.. وزير التعليم يفتتح المعرض السنوي لطلاب المدارس الفنية بالقاهرة    جامعة القناة تكرم الطلاب الفائزين بمسابقة القرآن الكريم والمشاركين في "إبداع 12" ومجتازي الدورة الإذاعية    رئيس جامعة بني سويف يرأس اجتماع مديري الكليات    سعر الذهب اليوم الثلاثاء في مصر يتراجع مع بداية التعاملات    "حديد عز" تثبت سعر الطن بالأسواق خلال مايو المقبل    بعد عودة بروتون ساجا.. أرخص 5 سيارات سيدان موديل 2024 بمصر    القاهرة الإخبارية: بعض طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك يستولون على قاعة هاميلتون    واشنطن: لا نؤيد تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات إسرائيل في غزة    الأهلي يختتم تدريباته اليوم استعدادا لمواجهة الإسماعيلي.. اليوم    "العب مثل الرجال".. مدحت شلبي يعلق على اشتباك محمد صلاح ويورجن كلوب    "لتحقيق نجاحات".. حسين لبيب يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك بشأن زيزو وعواد    "بيطلع لسانه للجميع".. ميدو يفتح النار على عضو اتحاد الكرة ويصدمه بسبب الأهلي    تأجيل محاكمة المتهمين بخطف شاب من داخل مطعم الجيزة ل29 يونيو    حملات أمنية لضبط حائزي ومتجري المواد المخدرة والأسلحة النارية    خلال 24 ساعة من ضبط 10798 مخالفة مرورية متنوعة    "رقبتي ليك يا صاحبي" أحمد السقا يوجه رسالة إلى كريم عبد العزيز    لليوم الثاني على التوالي.. طلاب النقل بالقاهرة يؤدون امتحانات المواد غير المضافة للمجموع    أسترازينيكا: لقاح كورونا يسبب أثارا جانبية مميتة| فما مصير من تلقي اللقاح؟    خبير دولي يؤكد أهمية زيارة رئيس مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك إلى مصر    أمير الكويت يزور مصر على رأس وفد رسمي رفيع المستوى اليوم    مؤسسة ساويرس تقدم منحة مجانية لتدريب بحارة اليخوت في دمياط    "صدى البلد" يحاور وزير العمل.. 8 مفاجآت قوية بشأن الأجور وأصول اتحاد عمال مصر وقانون العمل    وزير الري يؤكد أهمية دور البحث العلمي في التعامل مع تحديات المياه    وزير المالية: مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة يؤكد قدرة الاقتصاد المصرى على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية    وزير الإسكان: 131 ألف حجز ل1747 قطعة أرض بالطرح الرابع لبرنامج «مسكن»    «تمويل التنمية الأمريكية» تدرس تمويل استحواذ «أكتيس» على محطة رياح جبل الزيت    بروتوكول تعاون بين كلية الصيدلة وهيئة الدواء المصرية في مجالات خدمة المجتمع    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    الأرصاد تكشف موعد ارتفاع درجات الحرارة (فيديو)    مصادر: من المتوقع أن ترد حماس على مقترح صفقة التبادل مساء الغد    سفير فنلندا في زيارة لمكتبة الإسكندرية    النبي موسى في مصر.. زاهي حواس يثير الجدل حول وجوده والافتاء ترد    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    البنتاجون يكشف عن تكلفة بناء الرصيف المؤقت قبالة ساحل غزة    "أسترازينيكا" تعترف: آثار جانبية قد تكون مميتة للقاح فيروس كورونا    طريقة عمل السجق بالبطاطس بمكونات سهلة وطعم شهى    حسام موافي في ضيافة "مساء dmc" الليلة على قناة dmc    هل يرحل مارسيل كولر عن تدريب الأهلي؟    اليوم.. استئناف فتاة على حكم رفض إثبات نسب طفلها للاعب كرة شهير    اليوم.. الحُكم على 5 مُتهمين بإزهاق روح سائق في الطريق العام    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بركات الفرا: سنلاحق جنرالات الجيش الصهيونى أمام الجنائية الدولية
نشر في المصريون يوم 27 - 05 - 2015

العصابات الصهيونية ارتكبت مجازر في حق 514 قرية فلسطينية.. والوثائق تؤكد إبادة 35 قرية بشكل كامل
الغرب منح اليهود الأراضى الفلسطينية بوعد بلفر للتخلص من الحارات اليهودية المنعزلة في مجتمعاتهم
العصابات الصهيونية التي أبادت قرى فلسطين كانت تحارب في صفوف الجيش البريطاني في الحروب العالمية
العالم العربي يواجه أكبر مؤامرة لتقسيمه إلى دويلات طائفية.. وبرنار لويس أول مَن تحدث عن انقسام الدول الكبرى إلى دويلات
الربيع العربي أضر بالقضية الفلسطينية ومنح إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس.. وأغلب الدول التي لم تطلها الثورة تخشى العدوى

أكد السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق، أن انضمام فلسطين للجنائية الدولية سيمكنها من ملاحقة جنرالات الجيش الصهيونى في جرائم الحرب، مبينًا أن العصابات الصهيونية ارتكبت مجازر في حق 514 قرية فلسطينية، وأن الوثائق تؤكد إبادة 35 قرية بشكل عنيف يضر بالإنسانية كلها.
وأوضح الفرا في حواره مع "المصريون" بمناسبة الذكرى ال 67 للنكبة أن الغرب منح اليهود الأراضى الفلسطينية بوعد "بلفر" للتخلص من الحارات اليهودية المنعزلة في مجتمعاتهم، وأن العصابات الصهيونية التي أبادت قرى فلسطين كانت تحارب في صفوف الجيش البريطاني في الحروب العالمية، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى أن الربيع العربي أضر بالقضية الفلسطينية ومنح إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس، وأن أغلب الدول التي لم تطلها الثورة تخشى العدوى.
** في البداية.. مر على نكبة فلسطين 67 عامًا ومازلنا ندور حول ذكرياتها، فمتى ننسى النكبة ونحول إحياء الذكرى إلى يوم للاستقلال؟
ذكرى النكبة متوارثة جيلاً بعد جيل ونسيانها صعب جدًا، أما من ناحية متى سنحول تلك الذكرى إلى يوم لاستقلال دولة فلسطين لتكون على خريطة العالم، ويعود اللاجئون إلى أرضهم وممتلكاتهم، ويتحرر جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، هذا ما نسعى إليه، وقدمنا من أجله الكثير من التضحيات، ورغم أننا لم نحقق ذلك حتى الآن إلا أننا نسير في اتجاهه، فقد استطاعت القيادة الفلسطينية بمساعدة محمود عباس أبو مازن أن تحقق بعض الإنجازات، فلسطين أصبحت دولة مراقب في الأمم المتحدة، مما كذب ادعاء إسرائيل أنها لا تحتل فلسطين، وأن ما هناك أنها بينها وبين فلسطين أراضى متنازع عليها، وقد انتهت، وأصبحت بموجب الأمم المتحدة والقانون الدولى تحتل أراضى دولة فلسطين، بخط عام 1967 وهى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمة القدس.
** هل تعتقد أن انضمام فلسطين للأمم المتحدة كمراقب يجعلها قادرة على معاقبة إسرائيل في المجازر البشرية التي قاموا بها في فلسطين؟
بالتأكيد.. فقد أصبح لفلسطين الحق في الانضمام إلى كل المعاهدات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية التي انضممنا لها، وبالتالى يكون لنا الحق في الملاحقات القانونية لجنرالات إسرائيل الذين ارتكبوا مجازر في حق الشعب الفلسطيني ترقى إلى إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فنحن نسير تجاه الهدف ويكفى أن بعض الدول الأوروبية اعترفت بفلسطين كدولة كاملة العضوية وليست كدولة مراقب، والحقيقة أن الفضل في الوصول إلى هذه المرحلة يرجع إلى دبلوماسية أبو مازن وجامعة الدول العربية وبعض الدول الصديقة.

** في رأيك كيف استطاعت مجموعة من العصابات مهما بلغت قوتها أن تحتل دولة ولا يمكننا استردادها؟ وكيف ترتبت المؤامرة الدولية لزرع مثل هذا الكيان في قلب الوطن العربي؟
المأساة بدأت بالمؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد ببابل في سويسرا سنة 1897، وبدأت الحركة الصهيونية تسعى ليكون لليهود وطن قومي في أي مكان في العالم، خاصة مع عدم قبول الأوروبيين لليهود، لأنهم يعيشون في حارات خاصة بهم ولا يمتزجون وسط الشعوب، وهذا سبب ظهور حركة "الاستنارة الهسكا" أي اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولكن هذا لم يحدث، وتمكن تيودور هرتزل من خلال علاقاته بعائلة يهودية ذات نفوذ في بريطانيا أن ينتزع وعد بلفور.

** هل تعنى أن أوروبا منحت وعد بلفور بقيام دولة إسرائيل حتى تتخلص من اليهود؟
هذا صحيح.. فهم بذلك يحققون هدفين؛ التخلص من اليهود وفي نفس الوقت زرعهم في الوطن العربي للسيطرة عليهم ولإنهاء التواصل الجغرافى في الدول العربية، فقبل احتلال فلسطين كان يمكنك التحرك في الوطن العربي لأى مكان، فقطار الحجاز كان يخرج من القاهرة إلى القدس ثم إلى دمشق ومنها إلى الأردن ثم إلى الحجاز، وجاء وعد بلفور متزامنًا مع اتفاقية "سايكس بيكو" التي قسمت النفوذ بين فرنسا وبريطانيا ووقعت فلسطين تحت الانتداب البريطانى فمكنت اليهود من احتلالها، فالعصابات الصهيونية كجماعات البالما والهاجنا واشتيرن والارجون كلها جماعات كانت تتدرب وتحارب مع الجيش البريطانى في الحروب العالمية.
** كانوا يشتركون كجماعة بغالة صهيونية؟
هذا صحيح.. ومن خلال تواجدهم في الجيوش منحتهم بريطانيا الأراضى ومكنتهم من الأماكن الهامة في الدولة، وسمحت لليهود في أي مكان في العالم للهجرة إلى فلسطين، ثم مارست ضغوطًا كبيرة جدًا على المزارعين الفلسطينيين، فكانت تفرض الضرائب عليهم وفي نفس الوقت تستورد القمح بكميات ضخمة من أوروبا بسعر رخيص في موسم الجني، فلم يستطع الفلاح أن يقاوم بعد سنوات واضطر أن يتخلى عن أرضه ويبيعها، صحيح أن الثورات الفلسطينية كانت متلاحقة لحماية المزارعين ولكن الإمكانيات كانت محدودة أمام الدعم البريطانى والفرنسى والأمريكى والروسى لليهود.

** وبسبب الضعف العربي أيضًا؟
كانت كل الدول العربية تحت الاحتلال، فكانت فلسطين تحت حماية اللورد لمبي، فهل كان هذا اللورد الإنجليزي سيحمى فلسطين، وحتى دخول الجيوش العربية فلسطين لم يكن به أي تنسيق، لأنه لا يوجد جيش موحد يستطيع أن يدخل المنطقة، فالأوضاع العربية والإمكانيات المتاحة لم تكن مؤهلة لمواجهة الغزو الصهيوني المدعوم أوروبيًا.

** الجنائية الدولية شُكلت حديثًا ومن آلياتها إدانة الجرائم الحديثة، فماذا سنفعل في الجرائم القديمة التي لا تسقط بالتقادم؟
هذا النوع من الجرائم لا يسقط بالتقادم كما قلتِ، ويمكن معالجتها قانونيًا، ورجال القانون يمكنهم إيجاد مخرج لمعاقبة إسرائيل، فمذابح دير ياسين وأبو القاسم وخان يونس وغيرها من المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في حق 514 قرية وإبادة 35 قرية بالكامل لم ترتكب في حق الشعب الفلسطينى فقط بل ارتكبتها في حق الإنسانية كلها.
** ألا ترى أن الانقسام الداخلى بين فتح وحماس أثر بالسلب على القضية الفلسطينية؟ وهل تعتقد أن هذا الانقسام كان مقصودًا؟ وكيف استغلته إسرائيل؟
هذا الانقسام أكثر شيء أضر بالقضية الفلسطينية، وأساء إلى الشهداء الذين سقطوا على مدى قرن، فهو انتصار كبير أهدته فصائل فلسطين لإسرائيل مجانًا، فالشعب الفلسطيني له عدو واحد وهو إسرائيل، وما حدث في 2007 لم يستفد منه سواها، فهي تستخدمه كذريعة في كل مفاوضاتها مع أبو مازن، فدائمًا تطالبه أن يتحدث عن الضفة الغربية فقط لأنه ليس لديه سلطة على قطاع غزة، ثم تشترط عليه أن يتصالح مع حماس إذا كان يرغب في التصالح مع إسرائيل، وأنا أعتقد أنه لولا الانقسام ما كنا قد ذهبنا مبكرًا لمجلس الأمن، وأرى أن التحالف الحمساوي الفتحاوي يمكن أن يقلب الطاولة على إسرائيل.

**هل تعتقد أن هذا الانقسام مشابه لما ذكره لويس برناردو عن تقسيم الشرق الأوسط والفوضى الخلاقة؟
أعتقد أنها في نفس السياق، فالمؤامرة على الوطن العربي كله موجودة بالفعل ومعلنة، فهم يرغبون في إعادة رسم الخارطة من جديد، بحيث تختفي دول وتظهر أخرى من خلال الانقسام المذهبي أو العرقي أو الطائفي، وهذا ما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا، كما نرى دعم الكونجرس للسنة في العراق، وهذا يعنى أن تنقسم العراق إلى ثلاث دول كردية وشيعية وسنية.

** دستور 2003 ذكر فيه دولة كردستان؟
هذا صحيح.. فلا يمكننا أن ننكر وجود هذا المخطط، ولا يجب أن نستخف به، فأطماع إيران على سبيل المثال لا تخفى على أحد، فهي تسعى لإنشاء دولة شيعية، ولا يجب أن نستخف بتصريح قاسم سليمان الذي لم يكتفِ بقول إنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، بل تمادى وقال إن البقية تأتي، لذلك يجب أن نأخذ الأمر على محمل الجد ونقاوم هذه المخططات.

** ألا ترى أن الدول العربية أرض خصبة لنمو أي مؤامرة وأننا متهمون لأننا ساهمنا في تفتيت أوطاننا من فساد إلى استبداد وجهل؟
يجب أن تعلمي أن مَن لا يملك قوته لا يملك قراره، والأمة العربية كلها لم تستغل إمكانياتها ومواردها التي وهبت لها بشكل مباشر، من موارد طبيعية وموارد بشرية، فالعالم العربي يملك 30% من إنتاج العالم من البترول كما يملكون أكثر من 62 مليون فدان من الأراضى الزراعية، وأكثر من 80 مليون شاب من الأيدى العاملة، ورغم ذلك نستورد طعامًا بمقدار 40 مليار دولار سنويًا من الخارج، ووارداتنا من السلع المختلفة تقدر بتريليون دولار، فلماذا لا نستغل مواردنا لعمل اقتصاد قوي، خاصة أن شبابنا يبدعون عندما يسافرون للخارج، فهل نحن عاجزون لنستورد أبر الحياكة من الصين.
** هل تعتقد أن تخلينا عن قارة أفريقيا ساهم في ذلك؟
بالتأكيد.. ولذلك نحاول الآن العودة إليها بعد أن تنبهنا لأهميتها بعد أن دخلت فيه الصين وفرنسا واليابان وإسرائيل بشكل علني، ونظرة واحدة إلى إريتريا والتي كانت جزءًا من الوطن العربي عندما تخلينا عنها تحررت وصارت دولة، رغم أنها في موقع استراتيجي هام لقربها من باب المندب، فالحقيقة لم يكن هناك إدارة رشيدة لاستغلال الموارد بطريقة اقتصادية، فنحن بدأنا مسيرة التعاون الاقتصاد العربي منذ 1951، هذه الاتفاقية التجارية ظلت مجمدة حتى 1957، ثم أنشأنا مجلس وحدة عربية اقتصادية سنة 1964، ولقد حاولنا تطوير خطة التجارة التي وضعناها سنة 1951، ثم دخلنا على قمة عمان الاقتصادية في الثمانينيات، كل هذا ومازلنا حتى الآن في منطقة التجارة الحرة العربية رغم أنها بدأت سنة 1997، وكان المفترض أن تنتهي خلال عشر سنوات، ورغم مرور 18 سنة لم نصل إلى إنشاء قواعد موحدة للسلع العربية، بل أن الجسور الجمركية بها مشاكل بين الدول العربية.

** لماذا نحن كالأخوة الأعداء نرفض التعاون معًا؟
لسنا الأخوة الأعداء، على العكس كلنا نريد أن نتعاون.

** لكى نحل مشاكلنا يجب أن نعترف أن الوطن العربي به شيء خاطئ؟
الخطأ الحقيقى أننا لا نستغل إمكانياتنا بطريقة صحيحة، والحقيقة أن الوطن العربي كان يوجد به مراحل مختلفة من النمو الاقتصادي وهذا كان يشكل عقبات، فبعض الدول كانت رأسمالية والبعض الآخر كان اشتراكيًا، بالإضافة إلى أن الخلافات السياسية كانت تلعب دورًا كبيرًا، فسياسة المحاور التي كانت موجودة في الخمسينيات والستينيات كانت تؤثر سلبًا على العلاقات الاقتصادية، على عكس الأوروبيين الذين بدأوا مشروعهم الاقتصادي بعدنا ورغم وجود الحروب بينهم إلا أنهم تفوقوا اقتصاديًا لأنهم اقتنعوا أن الاتفاق الاقتصادي السبيل الوحيد لنهضة أوروبا.

** هل لديهم الإرادة؟
لديهم إرادة ولديهم قناعة تامة بأن الاقتصاد حينما يدور يدر بمنفعة للجميع.

** متى يدرك العرب أن الاتحاد ولو على سبيل المصلحة والمنفعة أهم من شعارات الأخوة؟ متى نفهم أن مصلحتنا بالوحدة؟
هم بالفعل يدركون أن مصلحتنا معًا، خاصة بعد ما جرى في الفترات الماضية، فأصبح الجميع يعلم أنه لا توجد دولة بمفردها يمكنها أن تواجه الخطر، وأنه يجب أن توجد وحدة عربية لمواجهة الأخطار، فالوطن العربي أصبحت دماؤه مستباحة في كل مكان، فهناك أربع دول تمثل القوة العربية وهى مصر والعراق والسعودية وسوريا، والواقع الحالي يؤكد ضياع العراق وسوريا، كما أن اليمن تشكل خطرًا على السعودية، ومصر تواجه إرهابًا وأوضاعًا اقتصادية صعبة.

** هل تعتقد أن إسرائيل يمكن أن تستغل هذا الوضع؟
فى كل الحالات إسرائيل تنعم بالراحة والهدوء، فوضعنا الحالي وضع المدافع عن النفس، وكل طاقاتنا مستنفذة سواء في مواجهات المخططات الخارجية أو في مشاكلنا الداخلية، أما إذا نجح المخطط وأقيمت الدول على أساس عرقى وطائفى ومذهبي، فستكون بين هذه الدول منازعات أبدية، وستنعم إسرائيل براحتها للأبد، ويكفى أن نعلم أن متوسط دخل الإسرائيلي يصل إلى 36 ألف دولار أي أكثر من متوسط دخل السعودية، ومعظم دول الخليج ماعدا الإمارات وقطر، والفلسطيني في نفس المكان متوسط دخله 2500 دولار.

** نعود للقضية الفلسطينية وتأثير ثورات الربيع العربي فهل تتفق مع مقولة الربيع العربي أم ترى أنه انقلب إلى ربيع لإسرائيل؟
فى الربيع يكون الجو لطيفًا وتكتسى الأشجار باللون الأخضر، والبذور تنبت، فظلمًا كنا نقول إن ما يحدث في الوطن العربي ربيع عربي، كان يجب أن نطلق عليه رياحًا خمسينية هبت على الوطن العربي أو صيف ساخن جدًا.

** هل هذا عيب في الثورة وعيب في الناس التي حلمت بالتغيير؟
يجب أن نعى أن أي ثورة ليس لها رأس تسرق، فيجب أن يكون لكل ثورة قائد.

** الثورة الفرنسية لم يكن لها قائد وحدث ما يحدث في الوطن العربي؟
لا تقارن بين مائة عام مضت بوضعنا الحالي، فالدول العربية كانت قائمة بالفعل وجاءت الثورات لتغيير نظم، فثورة 25 يناير و30 يونيو في مصر ثورات شعبية ضخمة، وما حدث في تونس وسوريا هبات شعبية، ولكنها لم تكن في إطار يوحدها، ولكنهم مجموعة من الجماعات التقت حول هدف إسقاط النظام ولكن لكل منهم هدفه الخاص، لذلك نجد الإخوان المسلمين والليبراليين وحركة 6 إبريل شاركوا الشعب في الثورة، وبعد إسقاط النظام القائم اختلفوا فيما بينهم، وحتى الآن لم يتوصلوا إلى صيغة نهائية لمجلس النواب تكون قادرة على تمثيل حقيقي للقوى والتكتلات السياسية المختلفة.

** هذا لأن التجربة الحزبية في مصر ضعيفة وتكاد تكون كرتونية؟
التجربة الحزبية في العالم العربي كلها ضعيفة، فلا يوجد حزب عربي قوى وراسخ الجذور، فحزب الوفد أعرق حزب ولكنه ضعيف ومنقسم في حد ذاته، حتى الأحزاب الحديثة أيضًا ضعيفة ومنقسمة.

** وهل هذا أضر بالقضية الفلسطينية؟
بالتأكيد أضر بها، فهى كانت تعتبر القضية المركزية العربية، وكانت الأولوية الأولى على أجندة الدول العربية، ولكن عندما حدثت هذه المشاكل في الوطن العربي، أصبح من حق كل دولة أن تقف أولاً على قدميها قبل أن تقف لحل مشاكل القضية الفلسطينية، أما الدول التي لم تطلها الثورة حتى الآن تخشى أن تنتقل إليها العدوى عبر الحدود، وبالتالي لم تعد القضية الفلسطينية القضية الأولى على أجندة الدول العربية، وإن كانت ستظل همًا كبيرًا على الجامعة العربية.

** وماذا إذا نجحت الثورات العربية في تكوين نظم ديمقراطية حقيقية؟
إذا نجحت الدول العربية في بناء نظم ديمقراطية وأن تستغل إمكانياتها البشرية والاقتصادية وقتها ستكون إسرائيل أكثر دولة تخشانا، فلا يعقل أن تملك إسرائيل 250 مصنع أسلحة، وتبيع منتجاتها من الأسلحة لأمريكا وروسيا ونحن حتى الآن نعتمد في أسلحتنا على الدول الخارجية ومن يمنحنا الأسلحة يكون بشروط، رغم أنه كانت لدينا فرصة أن نصنع كل الأسلحة ولكن قطاع الصناعة لدينا ليس على ما يرام.

** بعد 50 يومًا من المفاوضات تمكن نتنياهو من تشكيل حكومته الرابعة، وهى حكومة يمينية متشددة، فكيف ترى وضع الحكومة الفلسطينية مع تلك الحكومة المتشددة، في ظل الاضطرابات في تل أبيب؟
الحكومة القادمة لن يطول عمرها، لأنها بدأت ضعيفة، فهي لم تحصل على أكثر من 61 صوتًا في الكنيست، أي 50% زائد واحد، فإذا استقال عضو واحد فقط تسقط الحكومة، فإذا افترضنا أن هذه الحكومة يوجد لديها نية للسلام فهى لا تستطيع أن تقوم بأى اتفاق أو معاهدات وهى ضعيفة، وبالتالى الفترة القادمة لن تشهد تطورًا إيجابيًا في المسار السياسي كفلسطين وإسرائيل في ظل هذه الحكومة وفي وجود نتنياهو، فوصيه والده له ألا يسمح بقيام دولة فلسطين.

** وما الذي يجب أن تقوم به الحكومة الفلسطينية في ظل ذلك؟
يجب أن تبذل جهدًا كبيرًا للوحدة الشعبية والتي بدونها لن نكون قادرين على المواجهة مع إسرائيل، أيضًا يجب أن تجدد الأطر التشريعية والرئاسية فالمجلس الرئاسي والمجلس التشريعي منتخب سنة 2006 ومدته أربع سنوات، ويجب إجراء الانتخابات، وتشكيل مجلس وطني فلسطيني حتى يمكننا مواجهة العدو، خاصة أن الانتهاكات الصهيونية اليومية مازالت مستمرة، أيضًا يجب أن نطور آليات المقاومة الشعبية غير المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.