شهد يوم 24 مايو, يومًا فارقًا في علاقة دولة الخلافة العثمانية بروسيا, ففي عام 1571, اقتحم العثمانيون وجيش القرم بقيادة دولت قراي, موسكو وقاموا بحرق قصر الكرملين, مما دفع ايفان الراهب للهروب من المدينة. ويعتبر اقتحام الدولة العثمانية لموسكو, نوع من أنواع رد الاعتبار, بعد قيام أمير الروس إيفان, آنذاك, بسفك دماء المسلمين عقب احتلاله مدينة قازان, إمارة استراخان, ومدينة سراي الذي بناها بركة خان أول أمير مغولي أسلم. ولأن إمارة قازان التي احتلها الروس كانت تتبع سياسيًا وإداريًا لخانية القرم وبالتالي تابعة للدولة العثمانية سار خان القرم دولت كيراي في ربيع 1571م بجيش مكون من 120 ألف خيال أكثرهم من القرم، وقسم منه جنود عثمانيين، إلى روسيا. اصطحب معه سرية مدفعية عثمانية . كانت هذه الحملة بمثابة تأديب للروس وتحذيرهم وانتقام من المسلمين الذين قتلوا ظلما. التقى الجيشان المسلم والروس قرب موسكو وهزم الجيش الروسي وهرب القيصر أيفان الرابع الجبان من المدينة . وقد ترك وراءه 30 ألف خيال و 6ألاف جندي من المشاة.. تشتت الجيش الروسي بعد أن خسر 8 آلاف شخص ولم يتمكن من الدفاع عن موسكو ليدخلها الجيش المسلم واحرق المدينة انتقامًا لإمارة قازان حتى سراي الكرملين واغتنموا كل ما في خزائن القيصر وفر الكثير من سكان المدينة، وأسر الأتراك الكثيرين منهم، وبعد انتهاء الحملة عاد الخان إلى القرم مع 150 ألف أسير وعلى أثر انتصاره أرسل إليه الخليفة العثماني سليم الثاني سيفا ذهبيا مرصعا بالجواهر وخلع عليه لقب “تخت آلان ” أي كاسب العرش. كانت هذه الحملة صفعة هائلة لروسيا لم تستطع الإفاقة منها إلا بعد سنين مع بطرس الأكبر. وأصبح سفراء روسيا في القصر سفراء من الدرجة الثانية ونالوا الكثير من الاحتقار من الرعية المسلمة ومن القصر ولم يقم الصدر الأعظم أحمد صقللو باش ولا السلطان سليم بمقابلتهم. وقام دولت قراي بحملة أخرى لكن الحملة انتهت بتوقيع روسيا الصلح ودفع الجزية للمسلمين قدرها 60 ألف دوكا ذهبية.