مساكن من الخشب والصفيح .. ومياه الصرف ضيف دائم داخل المنازل تقع منطقة القابوطى جنوب بورسعيد، على مقربة من بحيرة المنزلة يشتهر سكانها الأصليون بمهنة الصيد، عن طريق زوارقهم الخشبية الصغيرة داخل مياه بحيرة المنزلة ليحصلوا على قوت يومهم، ولكنها نموذج صارخ للعشوائية والكارثة البيئة التى تجلب الأمراض. ويعيش أهالى القابوطى منذ 60 عامًا يعيشون حياة غير آدمية فى منازل بنيت من الأخشاب ومخلفات البناء تغطى أسقفها ألواح الصفيح البالية كل طموحاتهم فى الحياة أن يمتلكون سكنى آدمية مثل باقى البشر. "المصريون" رصدت معاناة سكان منطقة القابوطى على مر سنوات طويلة، حيث يواجهون تجاهل تام من المسئولين رغم تعاقب الكثيرين من المحافظين على مدينة بورسعيد. وقد استغل رموز الحزب الوطنى المنحل فقر وجهل سكان تلك المنطقة ومعاناتهم فى الحصول على مسكن آدمى ووعدوهم بوعود ظل يحلموا بها من أجل الحصول على أصواتهم فى الانتخابات المزيفة . فى البداية يقول محمد إبراهيم صياد من سكان القابوطى، إن المنطقة التى يقطن بها أصبحت "غير آدمية لا يطيق أن يسكن فيها مخلوق "، وسط مياه الصرف الصحى التى اقتحمت منازلنا وأغرقت الأثاث والملابس ولم تبق شيئًا، بالإضافة، إلى الحشرات والقوارض بشتى أنواعها المحملة بالتلوث والتى تسببت فى انشتار الأمراض الجلدية بصورة كبيرة . وأكد أحد سكان القابوطى يعمل سائق تاكسي، رفض ذكر أسمه أن الحالة المأساوية التى نعيشها وسط القازورات ومياه الصرف لا يحتملها أى مخلوق فنحن لنا الأولوية والأحقية عن باقى الحالات، مطالبًا محافظ بورسعيد بضرورة توخى العدالة فى التوزيع وبحث الحالات التى لها أولوية . من ناحيته اعترف المحاسب"سعيد شلبى " رئيس حى الضواحي، بأن هناك أزمة حقيقية يعانى منها سكان منطقة القابوطى، خاصة الصرف الصحى فنحن نحاول بذل أقصى ما فى وسعنا عندما نتلقى بلاغ من المواطنين بوجود طفح فى المجارى بالمنطقة نتوجه فورا لكسح المياه لكنها حقيقة حلول مؤقتة والمشكلة تحتاج إلى حل جذري، فقد خاطبنا المسئولين بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى لأنها المسئولة عن مشكلة الصرف. فيما أكد مندوب الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، أن منطقة القابوطى لا توجد بها شبكة صرف صحى أو خرائط تدل على خط سير للمواسير، موضحًا أن السبب فى معاناة أهالى القابوطى هو وجود كسور فى ماسورة خلف المنازل بجانب إلقاء سكان العمارات التى تحيط بعشش القابوطى صرفهم على قاطنى العشش مما تتسبب فى غرق منازلهم بشكل يومى بمياه الصرف. وعن مشروع تطوير القابوطى والقضاء على العشوائيات، أكد رئيس الحى أنه تم تسكين 792 وحدة سكنية للمتضررين الشهر الماضي، حيث تم بحث حالاتهم على مدار السنوات الماضية ولم يتبق سوى "بلوكات الخامس والسادس، أما البلوك السابع والثامن فهما جاهزان للتسليم فور اعتماد مخطط مشروع بناء ال 9 عمارات"، بالإضافة إلى "البلوك التاسع" ، حيث تم بحث جميع الأسر التى تقطن به ومعروض حاليا على لجنة مشروع التطوير والأحقيات حيث يضم البلوك الواحد من 50 إلى 200 أسرة وجميعهم يعيشون داخل عشش عشوائية مبنية من الأخشاب القديمة. كما عرضت الدكتورة "ليلى إسكندر "وزير التطوير الحضرى والعشوائيات، أثناء زيارتها الأخيرة لمدينة بورسعيد وتفقدها لمنطقة عشوئيات القابوطى على اللجنة الوزارية للعدالة الاجتماعية، موقف مشروع تطوير منطقة القابوطى وأن المنازل التى يقطنها سكان القابوطى عبارة عن عشش من الخشب والصفيح. وعلى الرغم من تصريحات المهندس "إبراهيم محلب"رئيس الوزراء بضرورة مراعاة التوقيت الزمنى للانتهاء من مشروع سكان عشوائيات منطقة القابوطى ونقل سكان المنطقة لإيواء مؤقت لحين الانتهاء من بناء المرحلة الأولى من مشروع تطوير العشوائيات . شاهد الصور...