عشش غارقة في مياه الصرف.. والأمراض تفتك بالسكان بطء في المشروع السكني البديل.. والأهالي يأملون في المحافظ الجديد إسكندر: تسكين 3168 نسمة في المرحلة الأولى.. وإنشاء 9 عمارات في الثانية على هامش الحياة، يعيش سكان منطقة القابوطي جنوب غرب بورسعيد، حيث يسكنون في عشش من الصفيح والخشب وسط القمامة ومياه الصرف الصحي، يحيون على أمل أن تراهم عين الرحمة أو يرق لهم مسؤول ذو ضمير، يروقهم تصريح هنا أو هناك عن حل أزمتهم ويفرحون به كثيرًا ويبيتون على حلم المسكن الآدمي في مشروع تطوير العشوائيات. يعيشون في منازل لا تقيهم حرًا ولا بردًا، بل تزيدهم فوق أوجاعهم وآلامهم أمراضًا تنخر أجسامهم، فسقف البيت الذي هو عشة خشبية يتعرض للانهيار مرارًا وتكرارًا، وأرضه صارت بركة من مياه الصرف الصحي، أما جدرانه فحدث عنها ولا حرج، كما تشاركهم القوارض والحشرات حياتهم اليومية وأعمالهم المنزلية. تجمع الأهالي أكثر من مرة للمطالبة بوحدات سكنية وعدت المحافظة بتسليمها لهم في مخطط تطوير العشوائيات، وفي محاولة منهم لتحريك عملية نقلهم لمساكن تليق بآدميتهم وإنهاء مشروع إسكان وتطوير القابوطي، جمعوا معوقات العمل في لجنة التطوير بالقابوطي وأرسلوه إلى الجهات المعنية والأمنية ولكن دون جدوى، على حد قولهم فيبقى الحال على ما هو عليه. وأول العقبات كما أوضح الأهالي، عدم الترابط بين أقسام لجنة تطوير القابوطي "البحث الميداني– الأحقيات– لجنة التنفيذ والتخصيص– التخطيط العمراني– المساحة" مع جهة اتخاذ القرار، وانعكاس ذلك علي الشارع مع عدم تحقيق الأهداف الخاصة بالمواطنين بالحصول علي أحقيتهم والهدف العام المتضمن القضاء على العشوائيات. ثانيها، غياب الجهة الإدارية العليا بلجنة تطوير القابوطي التام عن اتخاذ أي قرار متمثلاً في "عدم توفير أراضي بديلة لبلوكات أرقام 5، و6، و9 مثل ضم محطة التسمين وأرض المجزر وأي قطعة أرض داخل نطاق منطقة القابوطي، ولم يتم العرض على المحافظ لاتخاذ قرار بذلك ويتيح ذلك عدم الرفع المساحي للمناطق المذكورة أو التقسيم العمراني لها" . وثالث المعوقات هي عدم اتخاذ قرار بتسليم أرض ال9 عمارات التابعة لمشروع تطوير القابوطي إلى المقاولين لبدء الأعمال رغم توفر الاعتمادات المالية لذلك، والتقصير الأمني في تنفيذ قرارات الإزالة الخاصة بإزالة 12 حالة تعد على تلك المنطقة . وكذلك عدم تنفيذ قرار المحافظ بإنشاء مكتب فني بلجنة تطوير القابوطي يضم عدد 4 سكرتارية، لإنشاء قاعدة بيانات لقطاعات منطقة القابوطي لتيسير وسرعة الأعمال وعدم توفير مكان مجهز بالتجهيزات المكتبية للملفات والأوراق والمكتبات . أشار الأهالي إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار حازم بتخصيص وتفعيل أرض مخصصة لإنشاء عمارات لحالات التظلمات للإسكان رغم توفر الاعتمادات المالية لذلك، وعدم اتخاذ قرار لحالات استبدالات الأرض، وعدد 34 وحدة تمت الموافقة علي تسليمها ولم يتم التعاقد مع أصحابها، كما استنكر الأهالي البطء في اتخاذ القرارات وما يتسبب عنه في استحداث عشوائيات جديدة متمثلة في بناء عشش جديدة بالتحايل للحصول على أحقيات سكنية مزيفة وإغفال اللجنة لذلك . وأخيرًا عدم اتخاذ قرارات حاسمة للحفاظ على هيبة وسيادة الدولة في الإزالات الجبرية والتخصيص الإجباري في حل النزاعات وأن التخصيص حق أصيل للجنة بقوة القانون. عرضت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضري، على اللجنة الوزارية للعدالة الاجتماعية في اجتماعها موقف مشروع تطوير منطقة القابوطي بمحافظة بورسعيد، حيث أشارت إلى أن أغلب مباني المنطقة من العشش الصفيح، بالإضافة إلى مباني بالطوب الأحمر والأسقف الخشبية، وأضافت أن المرحلة الأولى للتطوير التي تم تنفيذها شملت تسليم 792 وحدة سكنية لتسكين حوالي 3168 نسمة في أغسطس 2014، كما يجرى إنشاء 9 عمارات لتسليم 216 وحدة سكنية وهو ما ينتظره الأهالي. ومن جانبه شدد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة تحديد برنامج زمني لتنفيذ خطة تطوير منطقة القابوطي تتم متابعته باليوم، مؤكدّا أن التعاقد يجب أن يكون محدد المدة، مع فرض غرامة تأخير على الشركة المنفذة في حالة التقاعس، مشيرا إلى ضرورة نقل سكان المنطقة بكرامة واحترام إلى مراكز الإعاشة المؤقتة اللائقة، ثم إزالة العشش، وفي الوقت نفسه تبدأ شركة المقاولات في تنفيذ العمارات الجديدة، على أن يضم البلوك الواحد من 50 إلى 200 أسرة تقريبًا. كما أكد اللواء نصر الدين، محافظ بورسعيد، أنه تم الاتفاق على إنشاء معسكر لإيواء سكان العشش كحل مؤقت حتى الانتهاء من بناء 9 عمارات كمرحلة أولى و19 عمارة بالمراحل المقبلة. وأشار هيثم طويلة منسق رابطة متضرري الإسكان ببورسعيد، إلى أن مشروع تطوير القابوطي قضية شائكة وعميقة وبها مشاكل معقدة، وتولى المسؤولية عنها عدد كبير من الموظفين، منهم قيادات بالحزب الوطني المنحل، وشهدت مخالفات بالجملة، مما مد في فترة بقائها بهذا الشكل. تشهد منطقة القابوطي مأساة إنسانية بعيدًا عن تهالك المنازل، حيث تعيش 20 أسرة في منازلهم التي أغرقتها مياه الصرف الصحي منذ سنوات، والمكونة من طابق أو طابقين على الأكثر، وتسببت المياه في وفاة عدد من الأهالي بالأمراض المزمنة بسبب مياه الصرف، كما أدت لإصابة الأطفال بأمراض عديدة أهمها الفشل الكلوي مع تحرك بطيئ للمسؤولين. ومن جانبه أكد مندوب الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، أنه لا توجد بالمنطقة شبكات للصرف الصحي أو خرائط، وأنه فور ورود بلاغ من الأهالي يتحركون بمعداتهم لكسح المياه، موضحًا أن السبب في استمرار معاناة مياه الصرف هو وجود كسور في ماسورة خلف المنازل، بالإضافة إلى قيام إحدى العمارات السكنية الملاصقة لمنطقة بلوك 5 بإلقاء صرفها على مساكن المواطنين، الذي يتسبب بشكل يومي في غرق المنازل. ووجه أهالي المنطقة لرئيس الحي رسالة، قائلين "تعالى عيش بدل منا واستحمل اللي إحنا شايفينه، فالمياه تملأ الغرف حتى السرائر التي ننام عليها؛، بالإضافة إلى وجود الحشرات والقوارض المنتشرة بالمساكن والتي تصيب الأهالي كبارًا وصغارًا بالأمراض المزمنة" . التقى محافظ بورسعيد اللواء مجدي نصر الدين، في بداية توليه زمام الأمور أهالي منطقة القابوطي لبحث مشاكلهم والعمل على سرعة حلها، حيث عرضوا شكواهم بسبب تعنت رئيس حي الضواحي معهم على حسب تعبيرهم، في تخصيص لجنة لفحص حالاتهم وعند إثبات أحقيتهم يتم تمليكهم الأرض لبنائها وتطويرها من مالهم الخاص. وعقب ذلك اعتمد اللواء نصر الدين، منتصف الشهر الماضي، أسماء المستحقين لقطعة أرض ببلوك رقم 10 بمنطقة القابوطي، وقام حي الضواحي برئاسة المحاسب سعيد شلبي، بنشر بيان بأسماء المستحقين على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماع" فيس بوك.