بشر يعيشون على هامش الحياة، يسكنون العشش وسط القمامة و مياه الصرف الصحي، يحيون على أمل أن تراهم عين الرحمة أو ضمير مسئول حي، البقاء في هذه البيئة للأكثر تحملاً لحياة ملوثة، يحلمون بسكن آدمي في مشروع تطوير العشوائيات، لكن مصيرهم أصبح مرتبطاً بالأحداث السياسية التي يمر بها الوطن، حيث تتحكم مجموعة إخوانية في اللجنة الشعبية التي شكلها محافظ بورسعيد الحالي لتقرر من يستحق . عواطف خليل مطلقة وتعول طفلين تقطن في بلوك 6، روت ل"الوطن" مأساتها قائلة: "تزوجت في المنطقة منذ حوالى 20 سنة والحياة فيها تزادا سوء يوماً بعد يوم، ومنذ أيام حدث ماس كهربائي بسبب انفجار ماسورة الصرف الصحي واشتعلت النيران في المنطقة لولا تدخل الأهالي وأخمدوا النيران، الفئران تنام في صحبتنا وأعالج ابنتي من ميكروب في المعدة أُصيبت به منذ 7 سنوات"، و تابعت: "انفصلت عن زوجي أثناء حصر العشش وقدمت تظلماً وتم قبوله وسلمت ورقى لمحمد خفاجة قيادي بالإخوان وعضو اللجنة الشعبية فمزق الورق أمامي لأنى كنت معارضة لهم وطلب منى عضو أخر باللجنة ألف جنيه ليرفق إسمي في قائمة المستحقين للشقق". وأوضحت أن صندوق تطوير العشوائيات أعلن عن إنشاء مشروع اللبانة ويضم 46 عمارة سكنية بجوار المنطقة وبالفعل تم سحب القرعة العلنية على التخصيص، وفوجئنا أن عدد العمارات تقلص إلى 42 فقط لأن أعضاء الصندوق رفضوا أن تكون مساحة الشقة 53 متراً وزادت إلى 63 متراً لتسمح بحياة مناسبة للأسرة الموجودة فيها ثم تم بناء 33 عمارة في المشروع فقط ووزعت على محاسيب اللجنة الشعبية الإخوانية بالقابوطي وتبقى 9 عمارات وعدد المتظلمين من عدم إدراج أسمائهم بالتخصيص أضعاف سكان هذه العمارات التي سيتم بناؤها. ونددت بما نشر في وسائل الإعلام أن بورسعيد من ضمن المحافظات التي ستعلن قريبا عن عدم وجود عشوائيات بها مشيرة إلى أن التنفيذين بالمحافظة حزموا العشوائيات بعمارات سكنية وعمارات للأهالي بحيث يتضح للزائر أنه لا يوجد عشوائيات بالمنطقة، و طالبت بالجدية في إنشاء ال9 عمارات المتبقية وبإشراف المحافظ مباشرة على توزيع الشقق للمستحقين وإبعاد اللجنة الشعبية ومحاسبتهم على توزيع عشرات الشقق لمن لا يستحقون، وأيضا بالتحقيق في مخازن الجراجات التي تحولت إلى عشش أخرى للأغراب عن المحافظة. حسام عشري، أحد سكان المنطقة، أوضح أن المحافظ شكل لجنة شعبية لتطوير العشوائيات تضم بعض أشخاص خارجين من السجن في قضايا تهريب، وتساءل: "كيف يسمح لهم بالتوقيع على ورق رسمي وهم مسجلين جنائي؟ وأكد أن المحسوبيات سبب تفاقم الأزمة في المنطقة. فيما قالت فاطمة عبد المطلب، متزوجة وتعول 3 أولاد: " أسكن هذه المنطقة ولم أحصل على شقة وإسمي جاء بالقرعة لكن خفاجة أحد أعضاء اللجنة الشعبية خصص لي قطعة أرض ولا أستطيع بناؤها فطلبت شقة فرفض، و لازلت أعانى من يومها لأن الحياة في المنطقة أصبحت غير أدمية ولى طفلة تعانى من فيروس سي بسبب التلوث كما أن سقف العشة سقط علينا بسبب هدم جارى لعشته ولن يرحمني إلا الله". و أشار صلاح الدين سيد عزت، أحد السكان و يعول 8 أطفال، إلى أنه يسعى منذ 40 سنة للحصول على شقة ، و اتهمت أم حسن، أعضاء اللجنة بالفساد لافتة إلى أن جارها حصل علي عدد من الشقق وباعها لأنه على علاقة بباحث في الإسكان واللجنة الشعبية ويوقعان له أنه يستحق ويحصل على الشقة ويبيعها ثم يعود إلى العشة وتستغيث بالمسئولين أن ينقذوها قبل دخول الشتاء و سقوط الأمطار عليها وسقف العشة لا يحميها. وجيدة عياد تزوجت بالمنطقة منذ 60 عاماً، تقول: "سحبت قرعة منذ 3 سنوات وخصصت لي شقة في عمارة رقم 29 وفوجئت بتسليم الشقة لمعاقة من المنزلة بالدقهلية، على الرغم من أنها وافدة جاءت لعمل جلسات كهربائية ببورسعيد واستأجرت عشة وأخذت عليها الشقة بعد أن استعطفت المحافظ وأخذت شقة أخرى لآخوها في مساكن النور .